اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم ..
كلنا سمعنا بما جرى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, حيث أن بعض الصحابة إمتنع عن أداء الزكاة لأبي بكر لما علم بتنحية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن الخلافة .. متعجباً كيف أنهم سرعان مانكثوا عهد الرسول (ص) في يوم الغدير عندما نصب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وصياً للمسلمين ..
من هؤلاء الصحابة هو الصحابي الجليل مالك بن نويرة بن جَمرة بن شدّاد بن عبيد بن ثَعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي, أدرك الإسلام وأسلم وولاه رسول الله (ص) صدقات قومه (بني يربوع) ..
كان مالك بن نويرة من كبار بني تميم وبني يربوع ، وصاحب شرف رفيع وأريحية عالية بين العرب، حتى ضرب به المثل في الشجاعة والكرم والمبادرة إلى إسداء المعروف والأخذ بالملهوف .
وكانت له الكلمة النافذة في قبيلته، حتى أنه لما أسلم ورجع إلى قبيلته وأخبرهم بإسلامه، وأعطاهم فكرة عن جوهر هذا الدين الجديد، أسلموا على يديه جميعاً ولم يتخلف منهم رجل واحد .
وكان هذا الصحابي الجليل قد نال منزلة رفيعة لدى النبي (ص) حتى نصبه وكيلاً عنه في قبض زكاة قومه كلها، وتقسيمها على الفقراء، وهذا دليل وثقاته واحتياطه وورعه ..
اختص مالك بأمير المؤمنين عليه السلام ، وأخلص له نهاية الإخلاص، حتى أنه ما بايع أبا بكر، وأنكر عليه أشد الإنكار، وعاتبه بقوله له : أربِع على ضلعك، والزم قعر بيتك، واستغفر لذنبك ، وردّ الحق إلى أهله، أما تستحي أن تقوم في مقام أقام الله ورسوله فيه غيرك ، وما تزال يوم الغدير حجة ، ولا معذرة .. تنقيح المقال : 2/50 .
وامتنع مالك عن بيعة أبي بكر وعن دفع الزكاة إليه، وقام بإعادة الأموال إلى أصحابها من قومه، وقال لهم شعراً :
فقلت خذوا أموالك غير خائف ** ولا ناظر ماذا يجئ مع الغد
فإن قام بالدين المحوق قائـم ** أطعنا وقلنا الدين دين محمد
أرسل أبو بكر – في بداية خلافته – خالد بن الوليد لمحاربة المرتدين، ولما فرغ خالد من حروب الردَّة سار نحو البطاح، وهي منزل لمالك بن نويرة وقبيلته.
وكان مالك قد فرق أفراد عشيرته، ونهاهم عن الإجتماع، فعندما دخلها خالد لم يجد فيها أحداً، فأمر خالد ببث السرايا، وأمرهم بإعلان الأذان وهو رمز الإسلام، وإلقاء القبض على كل من لم يجب داعي الإسلام، وأن يقتلوا كل مَن يمتنع حسب وصية أبي بكر .
فلما دخلت سرايا خالد قوم مالك بن نويرة في ظلام الليل إرتاع القوم، فأخذوا أسلحتهم للدفاع عن أنفسهم، فقالوا : إنا لمسلمون، فقال قوم مالك : ونحن لمسلمون، فقالوا : فما بال السلاح معكم ؟ ، فقال قوم مالك : فما بال السلاح معكم أنتم ؟! ، فقالوا : فإن كنتم مسلمين كما تقولون فضعوا السلاح، فوضع قوم مالك السلاح، ثم صلى الطرفان، فلما انتهت الصلاة قام جماعة خالد بمباغتة أصحاب مالك، فكتفوهم بما فيهم مالك بن نويرة، وأخذوهم إلى خالد بن الوليد .
وتبريراً لما سيقدم عليه خالد ادعى أن مالك بن نويرة إرتدَّ عن الإسلام، فأنكر مالك ذلك وقال : أنا على دين الإسلام ما غيَّرت ولا بدَّلت .
وشهد له بذلك اثنان من جماعة خالد وهما : أبو قتادة الأنصاري، وعبد الله بن عمر، ولكن خالد لم يُلق إذناً صاغية، لا لكلام مالك ولا للشهادة التي قيلت بحقه .
فأمر بضرب عنق مالك وأعناق أصحابه ، وقبض على أم تميم ( زوجة مالك ) ودخل بها في نفس الليلة التي قتل فيها زوجها مالك بن نويرة ( رضوان الله عليه ) ..
أدلة ماحدث بين مالك بن نويرة رضي الله عنه وبين خالد بن الوليد من كتب أهل السنة :
1- كان قد صانع سجاح حين قدمت من أرض الجزيرة فلما اتصلت بمسيلمة لعنهما الله ثم ترحلت إلى بلادها ، فلما كان ذلك ندم مالك بن نويرة على ما كان من أمره ، وتلوم في شأنه وهو نازل بمكان يقال له: البطاح ، فقصدها خالد بجنوده وتأخرت عنه الأنصار وقالوا: إنا قد قضينا ما أمرنا به الصديق.
فقال لهم خالد: إن هذا أمر لابد من فعله وفرصة لا بد من انتهازها وإنه لم يأتني فيها كتاب وأنا الأمير، وإلي ترد الأخبار، ولست بالذي أجبركم على المسير، وأنا قاصد البطاح فسار يومين، ثم لحقه رسول الأنصار يطلبون منه الانتظار فلحقوا به، فلما وصل البطاح وعليها مالك بن نويرة فبث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة وبذلوا الزكوات إلا ما كان من مالك بن نويرة فإنه متحير في أمره، متنح عن الناس فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه أصحابه، واختلفت السرية فيهم فشهد أبو قتادة الحرث بن ربعي الأنصاري أنهم أقاموا الصلاة، وقال آخرون: إنهم لم يؤذنوا ولا صلوا.
فيقال: إن الأسارى باتوا في كبولهم في ليلة شديدة البرد ، فنادى منادي خالد : أن أدفئوا أسراكم، فظن القوم أنه أراد القتل فقتلوهم وقتل ضرار بن الأزور مالك بن نويرة، فلما سمع الداعية خرج وقد فرغوا منهم، فقال : إذا أراد الله أمراً أصابه واصطفى خالد امرأة مالك بن نويرة وهي أم تميم ابنة المنهال وكانت جملية ، فلما حلت بني بها ، ويقال: بل استدعى خالد مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح ، وعلى منعه الزكاة وقال : ألم تعلم أنها قرينة الصلاة ؟ فقال مالك: إن صاحبكم كان يزعم ذلك.
فقال : أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار إضرب عنقه، فضربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك الليلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم.
ويقال : إن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر، ولم تفرغ الشعر لكثرته .. إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 619 )
2- عن إبن أبي عون وغيره أن خالد بن الوليد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد بكلام بلغه عنه، فانكر مالك ذلك، وقال : أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت وشهد له بذلك أبو قتادة وعبد الله بن عمر فقدمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه، وقبض خالد امرأته .. المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 619 )
3- وفي أيام أبي بكر منعت بنو يربرع الزكاة وكان كبيرهم مالك بن نويرة وكان ملكا فارسا مطاعا شاعرا قدم على النبي (ص) وأسلم فولاه صدقه قومه فلما منع الزكاة أرسل أبو بكر إلي مالك المذكور خالد بن الوليد في معنى الزكاة فقال مالك : أنا آتي بالصلاة دون الزكاة, فقال خالد: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً لا تقبل واحدة دون الأخرى فقال مالك: قد كان صاحبكم يقول ذلك.
قال خالد : أوما تراه لك صاحبا والله لقد هممت أن أضرب عنقك ثم تجاولا في الكلام فقال له خالد: إِني قاتلك.
فقال له : أو بذلك أمرك صاحبك قال: وهذه بعد تلك وكان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري حاضرين فكلما خالدا في أمره فكره كلامهما.
فقال مالك : يا خالد ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا.
فقال خالد : لا أقالني الله إن أقلتك وتقدم إلي ضرار بن الأزور بضرب عنقه فالتفت مالك إلي زوجته وقال لخالد : هذه التي قتلتني وكانت في غاية الجمال فقال خالد : بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال مالك : أنا على الإسلام فقال خالد: يا ضرار اضرب عنقه، فضرب عنقه وجعل رأسه اثفية ....... وقال لابن عمر ولأبي قتادة: احضرا النكاح فأبيا وقال له إبن عمر: نكتب إلي أبي بكر ونعلمه بأمرها وتتزوج بها فأبى وتزوجها. وفي ذلك يقول أبو نمير السعدي : قضى خالد بغيا عليه بعرسه وكان له فيها هوى قبل ذلك فأمضى هواه خالد غير عاطف عنان الهوى عنها ولا متمالك فأصبح ذا أهل وأصبح مالك إِلي غير أهل هالكا في الهوالك .. تاريخ أبي الفداء - رقم الصفحة : ( 18 من 87 )
ردة فعل أبي بكر وعمر من فعل خالد بن الوليد :
1- وقد تكلم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصديق، وتكلم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال للصديق : إعزله فإن في سيفه رهقا، فقال أبو بكر : لا أشيم سيفا سله الله على الكفار.
وجاء متمم بن نويرة فجعل يشكو إلى الصديق خالدا وعمر يساعده، وينشد الصديق ما قال في أخيه من المراثي، فوداه الصديق من عنده.
ومن قول متمم في ذلك:
وكنا كندمانى جذيمة برهة * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
وقال أيضا:
لقد لامني عند العبورِ علي البكى * رفيقي لتذراف الدموع السوافك
وقال أتبكي كل قبر رأيته * لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك
فقلت له إن الأسى يبعث الأسى * فدعني فهذا كله قبر مالك
والمقصود أنه لم يزل عمر بن الخطاب ( ر ) يحرض الصديق ويذمره على عزل خالد عن الإمرة ويقول : إن في سيفه لرهقا، حتى بعث الصديق إلى خالد بن الوليد فقدم عليه المدينة وقد لبس درعه التي من حديد وقد صدئ من كثرة الدماء، وغرز في عمامته النشاب المضمخ بالدماء .
فلما دخل المسجد قام إليه عمر بن الخطاب فانتزع الأسهم من عمامة خالد فحطمها وقال : أرياء قتلت امرأ مسلما، ثم نزوت على امرأته، والله لارجمنك بالجنادل وخالد لا يكلمه ولا يظن إلا أن رأي الصديق فيه كرأي عمر، حتى دخل على أبي بكر فاعتذر إليه فعذره وتجاوز عنه ما كان منه في ذلك، وودى مالك بن نويرة، فخرج من عنده وعمر جالس في المسجد فقال خالد : هلم إلي يا إبن أم شملة، فلم يرد عليه وعرف أن الصديق قد رضي عنه.
واستمر أبو بكر بخالد على الإمرة وإن كان قد اجتهد في قتل مالك بن نويرة وأخطأ في قتله كما أن رسول الله (ص) لما بعثه إلى أبي جذيمة فقتل أولئك الأسارى الذين قالوا: صبأنا صبأنا ، ولم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا ، فوداهم رسول الله (ص) حتى رد إليهم ميلغة الكلب ، ورفع يديه وقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ومع هذا لم يعزل خالدا عن الإمرة .. إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 619 )
بعد هذا كله يعتبر المخالفون خالد بن الوليد صحابي جليل وسيفاً من سيوف الله, وإن مافعله مع مالك بن نويرة وزوجته كان إجتهاداً من خالد .. لعن الله هذا الإجتهاد الذي يدعو إلى سفك دماء المسلمين ونشر الفساد .. إدعوه لمعاوية عندما خرج على أمير المؤمنين عليه السلام, وأدعوه لعائشة عندما خرجت على إمام زمانها .. ولانقول إلا : ( إذا كان هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية, فلا غرابة أن نرى الدماء تلون كل أوراق تاريخنا ) ..
رضي الله عنك ياخالد بن الوليد كنت مدرسه وان شاء الله يظهر احدا بمثل صفاتك يحرر المسجد الاقصى
هكذا الشجاعه لا ابا لك ان اقدمت على خالدا ذهبت مهجتك وكنت كغصن يابسا
لعمرك مازادا المرء عمرا ان كان خلف الحرب منتبذا فالموت اتى لك فلا تجبنا
هززت بسيفك فطارت قبائل العرب وكانت كحبارى شاهدت حرا فلما اشفيت منهم
ذهبت لكسرى وكسرت بلاده وقتلت من المجوس مالم يقدروا على نسيانه فلما اشفيت منهم
ذهبت بنحر قيصر فجندلت ابطالهم حتى لم يبقى منهم عاقلا احد
وفي النهايه تموت بفراشك فلا نامت اعين الجبناء وسلامتكم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم ..
اقتباس :
رضي الله عنك ياخالد بن الوليد كنت مدرسه وان شاء الله يظهر احدا بمثل صفاتك يحرر المسجد الاقصى
هكذا الشجاعه لا ابا لك ان اقدمت على خالدا ذهبت مهجتك وكنت كغصن يابسا
لعمرك مازادا المرء عمرا ان كان خلف الحرب منتبذا فالموت اتى لك فلا تجبنا
هززت بسيفك فطارت قبائل العرب وكانت كحبارى شاهدت حرا فلما اشفيت منهم
ذهبت لكسرى وكسرت بلاده وقتلت من المجوس مالم يقدروا على نسيانه فلما اشفيت منهم
ذهبت بنحر قيصر فجندلت ابطالهم حتى لم يبقى منهم عاقلا احد
وفي النهايه تموت بفراشك فلا نامت اعين الجبناء وسلامتكم
ليته أعمل شجاعته في الكفار .. بدل أن يقتل المسلمين وينزو على زوجاتهم .. أتمنى أن تناقشني فيما أوردت أعلاه .. فإن كان الحق معك سلمت لك .. وإن كان الحق معي سلمت لي .. ويكفينا تعطيلاً للعقل إتباعاً لسنة الأجداد والآباء ..
اقتباس :
السلام عليكم حشرك الله يااخي ضد المنحرفيين مع مالك وابو طالب وادخلك النار التي يوردوها
وانت يابريدي حشرك الله و ادخلك في جنة الخلد مع خالد وقنفذ
وعليكم السلام والرحمة والإكرام .. بارك الله فيكم .. حشرنا الله وإياكم مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ببركة الصلاة على محمد وآل محمد ..
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم ..
التعديل الأخير تم بواسطة ضد المنحرفين ; 21-03-2008 الساعة 01:41 AM.
من كتاب أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد لآية الله الشيخ محمّد جميل حمّود:2/329 ـ 334
(1) الأثافي: هو الحجر الذي يوضع عليه القدر.
(2) قال عز الدين ابن الأثير الجزري ( المتوفي سنة 630ه ـ) :
مالك بن نويرة بن حمزة بن شدّاد بن عبيد فبن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي، أخو متمم بن نويرة.
قدم على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وأسلم واستعمله رسول اللَّه على بعض صدقات بني تميم، فلمّا توفى النبيّ وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادّعت النبوة، صالحها إلاّ أنه لم تظهر عنده رِدة، وأقام بالبطاح، فلمّا فرغ خالد من بني أسد وغطفان، سار إلى مالك وقدم البطاح، فلم يجد به أحداً، كان مالك قد فرّقهم ونهاهم عن الاجتماع، فلمّا قدم خالد البطاح بث سراياه، فأُتي بمالك بن نويرة ونفر من قومه، فاختلفت السرية فيهم، وكان فيهم أبو قتادة، وكان فيمن شهد أنهم أذّنوا وأقاموا وصلّوا، فحبسهم في ليلة باردة، وأمر خالد فنادى: ادفئوا أسراكم، وهي في لغة كنانة القتل، فقتلوهم، فسمع خالد الواعية فخرج وقد قتلوا، فتزوج خالد امرأته، فقال عمر لأبي بكر: سيف خالد فيه رهق! وأكثر عليه، فقال أبو بكر: تأوّل فأخطأ، ولا أشيم سيفاً سلّه اللَّه على المشركين، وودى مالكاً، وقدم خالد على أبي بكر، فقال له عمر: يا عدوّ اللَّه، قتلت امرأً مسلماً، ثم نزوت على امرأته لأرجمنّك...
ثم قال الجزري:
فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد،.. وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: "قتلت امرأً مسلماً، وأبو قتادة يشهد أنهم أذّنوا وصلوا، وأبو بكر يردّ السبي ويعطي دية مالك من بيت المال، فهذا جميعه يدل على أنه مسلم".
وقال الطبري: ".. وألحّ عليه عمر في خالد أن يعزله وقال أن في سيفه رهقاً فقال: لا يا عمر لم أكن لأشيم سيفاً سله اللَّه على الكافرين.
وعن عثمان بن سويد قال: كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعراً و إ ن ذ أهل العسكر أثفوا برؤ و سهم القدور، فما منهم رأس إلاّ وصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكاً فإن القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره.. فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطّاب تكلّم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال: عدو اللَّه عدا على امرىء مسلم فقتله ثم نزا على امرأته وأقبل خالد قافلاً حتى دخل المسجد وعليه قباء عليه صدأ الحديد معتجراً بعمامة له قد غرز في عمامته أسهماً، فلمّا أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال: أرئاء قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته واللَّه لأرجمنّك بأحجارك..".
لنا إيرادات على ما تقدّم:
1 ما رواه الطبري من أن القدر نضج وما نضح رأس مالك من كثرة شعره، أظنه مزحة لا يصدّقها عاقل، إذ كيف تعمل النار بالقدر ولا تعمل برأسه من كثرة شعره، وهل كان شعره من خشب الساج أو الأرز حيث لا تعمل به النار سريعاً؟ إن عدم نضج رأسه بالنار إنما هو لإيمانه باللَّه تعالى ورسوله ووليّه، حيث حرّم اللَّه تعالى جسده على النار، ومن كان مع اللَّه، كان اللَّه تعالى معه، فأكرم مثواه، وهذه شهادة من اللَّه العزيز الحكيم لمالكفبن نويرة بأنه كان مؤمناً تقيّاً وليس مشركاً كما ا دّعى مبغضوه.
2 إذ لو كان ما قاله أبو بكر صحيحاً من أن خالداً تأوّل فأخطأ بقتله مالك، فلماذا نزا على زوجة الشهيد مالك، وهل أن خالداً تأوّل بها أيضاً فأخطأ؟
ولو كان خَطَؤه مغفوراً لما أكدّ عمر على الاقتصاص منه، إذ لا يخفى أن مَنْ أخطأَ في تشخيص حكم لا يُقام عليه الحدّ، لأن الخطأ شبهة، والحدود تدرأ بالشبهات، وعليه فإن ما فعله خالد بمالك وأصحابه وزناه بزوجته جريمة مع سابق الإصرار عليها، وهو يستحق عليها القتل بلا إشكال في شريعة الإسلام، ولكنّ السياسة _ وما أدراك ما السياسة _ لا تُبق ي ولا تذر شيئاً من أحكام الدين.
3 هل مِنَ الإسلام في شيء مَنْ يجعل رأس مالك وأصحابه ( الذين أذّنوا وأقاموا وصلّوا ) أثافي للقدور؟ ما هذه القسوة والفظاظة والعنف والتزحزح عن طقوس الإسلام، وإحراق رؤوس أمّة مسلمة، وجعلها أثفيةً للقدر؟ فويل للقاسية قلوبهم، فويل للذين ظلموا من عذاب يوم اليم.
ما خالد وما خطره بعدما اتخذ إلهه هواه، وسوّلت له نفسه ، وأضلّته شهوته، وأسكره شبقه؟ فهتك حرمات اللَّه، وشوّه سمعة الإسلام المقدّس، ونزى على زوجه مالك قتيل غيّه في ليلته، إنه كان فاحشةً ومقتاً وساء سبيلاً، ولم يكن قتل الرجل إلاّ لذلك السفاح، وكان أمراً مشهوداً وسرّاً غير مستسر، وكان يعلمه نفس مالك ويخبر زوجته بذلك قبل وقوع الواقعة بقوله لها: أقتلتني، فقتل الرجل مظلوماً غيرةً ومحاماةً على ناموسه، وفي المتواتر من قتل دون أهله فهو شهيد.
والعذر المفتعل من منع مالك الزكاة لا يبرّىّ خالداً من تلكم الجنايات، أيصدّق جحد الرجل فرض الزكاة ومكابرته عليها وهو مؤمن باللَّه وكتابه ورسوله ومصدّق بما جاء به نبيه الأقدس، يقيم الصلاة ويأتي بالفرائض بأذانها وإقامتها، وينادي بأعلى صوته: نحن المسلمون، وقد استعمله النبيُّ الأعظم على الصدقات ردحاً من الزمن؟ لاها اللَّه. أيسلب امتناع الرجل المسلم عن أداء الزكاة حرمة الإسلام عن أهله وماله وذويه ويجعلهم أعدال أولئك الكفرة الفجرة الذين حقّ على النبيّ الطاهر شنُّ الغارة عليهم؟ أيجوز أن يحكم على أولئك الأطهار بالسبي والقتل الذريع والإغارة على ما يملكون، والنزو على تلكم الحرائر المأسورات؟
إن تسليط الخليفة المزعوم أبو بكر أمثال خالد وضرار بن الأزور شارب الخمور وصاحب الفجور على الأنفس والدماء، وعلى الأعراض، وعهده إلى جيوشه في حرق أهل الردّة وقد نهت السنّة الشريفة عنه.
هل يرتاب أحدٌ في أن سيفاً سلّه المولى سبحانه لا يكون فيه قطُّ رهقٌ ولا شغب، ولا تُسفك به دماءٌ محرّمة، ولا تُهتك به حرمات اللَّه، ولا يُرهف لنيل الشهوات، ولا يُنضى للشبق، ولا يُفتك به ناموس الإسلام؟ فما خالدٌ وما خطره حتى يهبه الخليفة تلك الفضيلة الرابية ويراه سيفاً سلّه اللَّه على أعدائه، وهو عدو اللَّه بنص من الخليفة الثاني، أليست هذه كلها تحكّماً وسرفاً في الكلام، وزوراً في القول، واتخاذ الفضائل في دين اللَّه مهز أ ة ومجهلة؟
وليست هذه بأوّل قارورة كسرت في الإسلام بيد خالد، وقد صدرت منه لدة هذه الفحشاء المنكرة على عهد رسول اللَّه، وتبرّأ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) من صنيعه، قال ابن إسحاق: بعث رسول اللَّه فيما حول مكة السرايا تدعو إلى اللَّه عزّ وجلّ، ولم يأمرهم بقتال، وكان ممّن بعث خالدفبن الوليد، وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعياً، ولم يبعثه مقاتلاً، ومعه قبائل من العرب فوطئوا بني جذيمة ابن عامر، فلمّا رآه القوم أخذوا السلاح، فقال خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا.
قال: حدثني بعض أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة قال: لمّا أمرنا خالد أن نضع السلاح، قال رجلٌ منّا يقال له جحدم: ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد، واللَّه ما بعد وضع السلاح إلاّ الأسار، وما بعد الأسار إلا ضرب الأعناق، واللَّه لا أضع سلاحي أبداً، قال: فأخذه رجالٌ من قومه فقالوا: يا جحدم! أتريد أن تسفك دمائنا إن الناس قد أسلموا ووضعوا السلاح، ووضعت الحرب، وأمن الناس؟ فلم يزالوا به حتّى نزعوا سلاحه، ووضع القوم السلاح لقول خالد، فلمّا وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك فكُتّفوا ثم عرضهم على السيف، فقتل من قتل منهم، فلمّا انتهى الخبر إلى رسول اللَّه رفع يديه إلى السماء ثم قال: اللّهم إني أبرأ إليك مما صنع خالدفبن الوليد.
وقد كان بين خالد وعبد الرحمن بن عوف كلام في ذلك، فقال له عبد الرحمن ابن عوف: عملت بأمر الجاهلية في الإسلام.
فهذا الرّهق والسرف في سيف خالد على عهد أبي بكر من بقايا تلك النزعات الجاهلية، وهذه سيرته من أوّل يومه، فأنّى لنا أن نعدّه سيفاً من سيوف اللَّه، وقد تبرّأ منه نبي الإسلام غير مرة، مستقبل القبلة رافعاً يديه، وأبو بكر ينظر إليه من كثب
سبق وان بينا تاريخكم يا بني السلف الغير صالح
بالنسبه لهذا البطل العظيم وماعمله بمالك فقد استحق مااحصل معه لمنعه الزكاه
وهل هناك حديث للامام علي ر بااسلام مالك اما انه كا ابو لؤلؤه المجوسي لعنه الله
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم ..
اقتباس :
بالنسبه لهذا البطل العظيم وماعمله بمالك فقد استحق مااحصل معه لمنعه الزكاه
وهل هناك حديث للامام علي ر بااسلام مالك اما انه كا ابو لؤلؤه المجوسي لعنه الله
لا أدري كيف حكمت على الصحابي الجليل مالك بن نويرة بأنه كافر وتقول أنه امتنع عن اداء الزكاة .. وهل يؤدي الكافر الزكاة حتى يمتنع عن أدائها !!
من المعروف بأن مالك بن نويرة كان شجاعاً شريفاص في أيم الجاهلية والإسلام , وقد استعمله النبي (ص) على صدقات قومه , بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .. امتنع عن أداء الزكاة احتياطاً منه في أمر الخليفة بعد رسول الله (ص) .. ومما يدل على ذلك هو شعره عندما أرجع الصدقات إلى أصحابها :
وقال رجال سدد اليوم مالك * وقال رجال مالك لم يسدد
فقلت دعوني لا أبا لأبيكم * فلم أخط رأيا في المقام ولا الندى
وقلت خذوا أموالكم غير خائف * ولا ناظر فيما يجئ من الغد
فدونكموها انما هي مالكم * مصورة أخلاقها لم تجدد
سأجعل نفسي دون ما تحذرونه * وأرهنكم حقا بما قلته يدى
فان قام بالأمر المجدد قائم * أطعنا وقلنا الدين دين محمد
اقتباس :
عن إبن أبي عون وغيره أن خالد بن الوليد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد بكلام بلغه عنه، فانكر مالك ذلك، وقال : أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت وشهد له بذلك أبو قتادة وعبد الله بن عمر فقدمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه، وقبض خالد امرأته .. المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 619 )
وإن كان مالك يستحق القتل حسب كلامك .. فما ذنب زوجته لكي يزني بها خالد بن الوليد ؟؟ أم أنك تعتبره إجتهاداً من خالد ؟!!
أنا في الحقيقة أشك في أنك قرأت الموضوع .. فلو قرأته لوجدت أحاديثكم تخبر بأن عمر بن الخطاب أراد من أبو بكر أن يعزل خالد بن الوليد من الإمرة لأن في سيفه رهقا .. ولو كان فعل خالد صحيح لما تذمر عمر بن الخطاب وشكاه عند أبو بكر ..
هل تعلم ان الزكاه قرينه الصلاه وقد قال سيدي ابي بكر الصديق ر
لو منعوني خطام بعير كانوا يؤدونه لقاتلتهم عليه او مافي معناه
وبالنسبه للعنوان فاان من سماه سبف الله المسلول هو رسول الله ص فهل عندك اعتراض على تسميته بهذا الاسم فاانتبه لم تخطه يداك فقدامك حساب عسير ياامن تتقول على نبينا صلى الله عليه واله وسلم
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مؤتة ـ مخبراً بالوحي، قبل أن يأتي إلى الناس الخبر من ساحة القتال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ـ وعيناه تذرفان ـ حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم).