|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,441
|
بمعدل : 0.41 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
الماذا خفيت ليلة القدر؟ وما هي الأمور التي تُقدّر فيها؟
بتاريخ : اليوم الساعة : 06:02 PM
روي عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) قال: «التقدير في ليلة القدر تسعة عشر، والإبرام في ليلة إحدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين» (2).
أية ليلة هي ليلة القدر؟
لا شك أنّ ليلة القدر من ليالي شهر رمضان، لأنّ الجمع بين آيات القرآن يقتضي ذلك…. ولكن، أية ليلة من شهر رمضان؟
قيل في ذلك كثير، وذكرت تفاسير عديدة من ذلك: أنّها أوّل ليلة من شهر رمضان المبارك، الليلة السابعة عشرة، الليلة التاسعة عشرة، الليلة الحادية والعشرون، الليلة الثّالثة والعشرون، الليلة السابعة والعشرون، والليلة التاسعة والعشرون.
والمشهور في الرّوايات أنّها في العشر الأخيرة من شهر رمضان، وفي الليلتين الحادية والعشرين أو الثّالثة والعشرين. لذلك ورد في الرّوايات أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحيي كل الليالي العشر الأخيرة من الشهر المبارك بالعبادة.
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّها الليلة الحادية والعشرون أو الثّالثة والعشرون. وعندما أصر عليه أحدهم في تعيين واحدة بين الليلتين لم يزد الإمام على أن يقول: «ما أيسر ليلتين فيما تطلب!!» (1).
ثمّة روايات متعددة عن أهل البيت (عليهم السلام) تركز على الليلة الثّالثة والعشرين. بينما روايات أهل السنة تركز على الليلة السابعة والعشرين.
وروي عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) قال: «التقدير في ليلة القدر تسعة عشر، والإبرام في ليلة إحدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين» (2).
لماذا خفيت ليلة القدر؟
الاعتقاد السائد أنّ اختفاء ليلة القدر بين ليالي السنة، أو بين ليالي شهر رمضان المبارك يعود إلى توجيه النّاس إلى الاهتمام بجميع هذه الليالي، مثلما أخفى رضاه بين أنواع الطاعات كي يتجه النّاس إلى جميع الطاعات، وأخفى غضبه بين المعاصي، كي يتجنب العباد جميعها، وأخفى أحباءه بين النّاس كي يُحترم كلّ النّاس، وأخفى الإجابة بين الأدعية لتقرأ كل الأدعية، وأخفى الاسم الأعظم بين أسمائه كي تعظم كل أسمائه، وأخفى وقت الموت كي يكون النّاس دائماً على استعداد. ويبدو أن هذا دليل مقبول.
ما هي الأمور التي تُقدّر في ليلة القدر؟
في سبب تسمية هذه الليلة بليلة القدر قيل الكثير من ذلك:
1 ـ لأنّها الليلة التي تعيّن فيها مقدرات العباد لسنة كاملة، يشهد على ذلك قوله تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ – فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [الدخان : 3، 4] .
هذه الآية الكريمة تنسجم مع ما جاء من الرّوايات تقول: في هذه الليلة تعيّن مقدرات النّاس لسنة كاملة، وهكذا أرزاقهم، ونهاية أعمارهم، وأمور اُخرى تفرق وتبيّن في تلك الليلة المباركة.
هذه المسألة طبعاً لا تتنافى مع حرية إرادة الإنسان ومسألة الاختيار، لأنّ التقدير الإلهي عن طريق الملائكة إنّما يتمّ حسب لياقة الأفراد وميزان إيمانهم وتقواهم وطهر نيّتهم وأعمالهم.
أي يقدر كلّ فرد ما يليق له، وبعبارة أخرى، أرضية التقدير يوفرها الإنسان نفسه، وهذا لا يتنافى مع الاختيار بل يؤكّده.
2 ـ وقال بعض إنّها سمّيت بالقدر لما لها من قدر عظيم وشرف كبير (في القرآن جاء قوله سبحانه: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }) [الحج : 74]
3 ـ وقيل لأنّ القرآن بكل قدره ومنزلته نزل على رسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بواسطة المَلك العظيم في هذه الليلة.
4 ـ إنّها الليلة التي قُدّر فيها نزول القرآن.
5 ـ إنّها الليلة التي من أحياها نال قدراً ومنزلة.
6 ـ وقيل أيضاً لأنّها الليلة التي تنزل فيها الملائكة حتى تضيق بهم الأرض لكثرتهم. لأنّ القدر جاء بمعنى الضيق أيضاً كقوله تعالى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق : 7]
كل هذه التفاسير يستوعبها المفهوم الواسع لليلة القدر مع أنّ التّفسير الأوّل أنسب وأشهر. المرجع آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
|
|
|
|
|