العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الاستضافات الشيعية منتدى الاستضافة الشيعية الخاصة بخدمة الامام الحسين عليه السلام

منتدى الاستضافة الشيعية الخاصة بخدمة الامام الحسين عليه السلام المنتدى مخصص لاستضافة الخطباء والرواديد والشعراء وكل خدمة الامام الحسين عليه السلام

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,388
بمعدل : 0.40 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الاستضافة الشيعية الخاصة بخدمة الامام الحسين عليه السلام
افتراضي في شهر رمضان: تتحوّل الكلمة إلى حياة
قديم بتاريخ : يوم أمس الساعة : 02:09 PM








لقد أنزل القرآن الكريم، كتاب الله تعالى في هذا الشهر، وهذه منزلة ما بعدها منزلة لهذا الشهر، ودليل قاطع على خصوصية شهر رمضان، وكرامته الكبيرة عند الله تعالى، ونفحات الهداية التي تنتشر فيه لكي يتلقفها الناس ويهتدون بها إلى سبل الصواب، فالقرآن جاء لكي يهدي الناس إلى صواب الأمور...

(كل جسم ساكن إذا مسّهُ نسيم شهر رمضان يأخذ بالحركة) الإمام الشيرازي

تسود الناس في شهر رمضان مشاعر خاصة، وتنتشر اجواء رمضانية خاصة أيضا، لا يمكن أن نجد مثيلا لها في بقية شهور العام، هذه الأجواء تحرك المشاعر وتنشطها، بحيث يجد الإنسان نفسه في طاقة مضاعفة، وفي قدرة كبيرة على النشاط والحركة، مما يساعد على تكوين بيئة فردية وجماعية تشجع على التفاعل والتقارب والتعاون بمختلف أشكاله.
فيصبح الإنسان في شهر رمضان في حالة أخرى، بحيث يشعر بحالة نفسية قوية ومتجددة، ويندفع في نشاط إيجابي فعال، ويحقق ما يخطط له وما ينوي على إنجازه، يحدث هذا في الشهر الكريم، لأن الكلمات تتحول إلى أفكار، والأخيرة تتجسَّد إلى أفعال ومنجزات، وهكذا نلمس جميعا هذا التغيير عند غالبية الناس.
حتى الأطفال والشباب وأيضا كبار السن يعيشون في هذا الشهر نوعا من المشاعر الإيجابية التي تحرّك طاقاتهم، فتصبح كلماتهم أفكارا، وأفكارهم أفعالا، وهكذا يتحول المجتمع كله إلى خلية نحل تتعاون فيما بينها بشكل منتظم، كل يعرف دوره ويحاول أن يؤديه في أفضل طريقة، وبالتالي يتم إنجاز وتحقيق المطلوب بأفضل الصور والأشكال والمعاني المجسَّدة على شكل وقائه مرئية وملموسة مفيدة للناس.
الإمام الراحل، آية الله العظمى، السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله)، يقول في كتابه القيم الموسوم: (شهر رمضان شهر البناء والتقدم):
(في شهر رمضان تُترجَم الأفكار إلى وقائع.. وتتحول الحروف إلى حركة والكلمة إلى حياة. ويتحول الإنسان إلى أمّة كإبراهيم (عليه السلام) حيث كان أمة قانتاً لله).
تتضاعف القدرات في شهر رمضان

هناك إحساس كبير يتلبّس الإنسان في شهر رمضان، فيتحول هذا الفرد إلى أمة، وحين يتوجّه إلى العبادة، فإن ما يقدمه في هذا الشهر يعادل ما يقدمه في بقية العام، والسبب أن هذا الفرد يتضاعف نشاطه وقدراته فيصبح ما ينتجه معادلا لما ينتج عن مجموعة من الأفراد، فيتضاعف المنجز، وتتقارب الهمم وتساند بعضها بعضًا.
فهناك أجواء متوثبة وقوية مدعومة بالاستقرار النفسي الذي يعيشه الصائم في هذا الشهر الكريم، ويمكن لأي صائم أن يقارن من حيث الجانب النفسي، قدراته في شهر رمضان مع نفس هذه القدرات في الشهور الأخرى،ـ ونحن هنا لا نتكلم عن الجانب المادي، بل هناك قوية روحية تتوالد في شهر رمضان لتجعل من الصائم ذا قوة مضاعفة، بحيث يشعر بوجود طاقة إيجابية كبيرة يستطيع أن يستثمرها في هذا الشهر المبارك.
وليس غريبا أن تسود أجواء من الرحمة والتكافل والتعاون المشترك بين الجميع في هذا الشهر، حيث يتعاون الصائمون ومعظم أعضاء المجتمع فيما بينهم، مما يزيد من هذا الفاعل الاجتماعي ومن تحقيق المنجزات المهمة، فتتحول الأمة إلى من الانكماش إلى التفاعل والتآخي، لهذا يصبح الإنسان بذرة في الكون له وجوده وحضوره ومنجزاته الكبيرة.
هذا ما يمكن أن نلقاه أو نجده في التعبيرات العميقة التي يذكرها الإمام الشيرازي في هذا السياق حيث يقول:
(يكون الإنسان أُمّة بتقدمه في هذا الشهر، فهو يعبد الله ما يعادل عبادة سنة، وهو في المجتمع ليس فرداً بل أفراداً متعاونين متآخين، و هو في الكون بذرة تبعث الحياة في كل ركن من أركان الدنيا).
ومن الدلائل والشواهد على الزخم البشري الفاعل في هذا الشهر، تلك الحركة الدؤوبة لاسيما في الأماكن العبادية، وفي زيارة المراقد المقدسة، كما أن نشاط العلماء والخطباء والمبلغين يتضاعف كثيرا في هذا الشهر، مما يعكس حالة من الابتهاج بين الناس المتلهفين للمعرفة، فالكل يتطلع للحصول على المعرفة، لاسيما ما يتعلق بسيرة أهل البيت عليهم السلام، كي يتعلم منها ما يجعل حياته أكثر يسرًا واستقرارا وتطورا.
ولهذا فإن الإنتاج الفردي عندما نحاول أن نحصيه في هذا الشهر نجده مختلفا، والسبب تلك المشاعر المفعمة بالإيمان والسلام الروحي التي تسود الناس والعباد، فحين يشعر الإنسان بالسلام الداخلي، وتستقر نفسه، ويغادر القلق من الحاضر أو من المستقبل، فإنه سوف يعيش حالة من الإيمان تجعله إنسانا مستقرا بإمكانه أن يضاعف منجزاته بشكل كبير.
وهكذا نلاحظ الإنسان الصائم بكل جوارحه، وبذلك الإيمان المطلق، سوف يكون فاعلا منتجا، كأنه يعادل مجموعة من البشر فيما يقدمه من نشاطات مختلفة، وهذا ما يتجسد في شخصيات عدد من الخطباء والعلماء الذين يواصلون الليل بالنهار كي يمنحوا العباد شيئا من الوعي والمعرفة في هذا الشهر الكريم.
لذا يقول الإمام الشيرازي:
(شهر رمضان شهر الحركة والبركة. كل جسم ساكن إذا مسّهُ نسيم هذا الشهر يأخذ بالحركة، فالكثير يخرجون للتبليغ في هذا الشهر المبارك، والكثير يشتغلون في الليل والنهار، وإذا ما حاولنا ان نحصي انتاج بعض الأفراد لوجدنا انهم ينتجون ما يعادل العام).
الصوم والإيمان المطلق

كذلك يسعى الإنسان الصائم في هذا الشهر إلى وضع برنامج محدد، ينظّم فيه مختلف النشاطات التي يقوم بها، لاسيما تلك التي يحاول من خلالها تحقيق التغيير الإيجابي في شخصيته، وفي أسرته وحتى التأثير في أصدقائه، فالصائم المصمم على التغيير الإيجابي يمكنه بلوغ ذلك بعد التخطيط والتنظيم الجيد.
كما أن الاستعانة بالقرآن الكريم والتبحّر في معاني آياته الكريمة، والتوغل عميقا فيها، سوف يمنحه القدرة الكبيرة على التجديد نحو الأفضل، والتأثير الجيد في الناس الذين يتواجدون في بيئته أو محيطته الاجتماعي كالعائلة والأقارب وغيرهم، وفي الغالب تكون هناك رؤية متجددة في نظرة الإنسان لحياته وتجديدها بالمعاني والقيم الصالحة.
ولعل مثل هذه المعاني تتجسد في قول الإمام الشيرازي:
(في شهر رمضان وبوجود القرآن يجد الإنسان برنامج التجديد الذي يبتغيه ويسعى من أجل تحقّقه في هذا الشهر).
ولقد أنزل القرآن الكريم، كتاب الله تعالى في هذا الشهر، وهذه منزلة ما بعدها منزلة لهذا الشهر، ودليل قاطع على خصوصية شهر رمضان، وكرامته الكبيرة عند الله تعالى، ونفحات الهداية التي تنتشر فيه لكي يتلقفها الناس ويهتدون بها إلى سبل الصواب، فالقرآن جاء لكي يهدي الناس إلى صواب الأمور، وفي شهر رمضان يحضر كتاب الله بقوة عبر تلاوة الآيات في أوقات الصوم تقرّبا وطاعة إلى المعبود جلَّ وعلا.
الهداية هنا تكون على نوعين، مادية ومعنوية، تقدمها النصوص القرآنية لمن يبحث عن الهداية، فالقرآن يتضمن الطرق التي يمكن للإنسان أن يهتدي من خلالها نحو الجادة الصواب، ويجدد حياته عبر الكلمات والأفكار، وهذا ما تؤكده النصوص القرآنية المسبوكة بالكلمات، والحاملة للمعاني التي تجسد مسالك وسبل الحياة بكل مدياتها وأنواعها.
الإمام الشيرازي يقدم لنا كلمات متجددة في معانٍ عالية التأثير حين يقول:
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن).. هو (هدىً للناس). هداية لإصلاح النفس والغير، هداية معنوية ومادية، حيث تضمّن دستوراً لكل طريق صائب ولكل زاوية من زوايا الحياة).
هذا هو شهر رمضان، وهذه هي صفاته، وهذه هي الأجواء التي يتميز بها، وهذه هي الإمكانات التي يقدمها لبني البشر، فهو شهر مختلف، متميز يتجسد فيه التجديد والنشاط والحركة والإنتاج عبر التآلف الإنساني الكبير بين الناس، لذا من المهم استثمار الفرص التي يقدمها لنا هذا الشهر كي نجدد أفكارنا، وكلماتنا، ونخطط لحاضرنا ومستقبلنا بعد التحلي بالاستقرار النفسي والروحي الكبير.
​رؤى من أفكار الإمام الشيرازي


من مواضيع : صدى المهدي 0 فلسفة تشريع الصيام في الإسلام - الشيخ أحمد الوائلي
0 في شهر رمضان: تتحوّل الكلمة إلى حياة
0 6 رمضان ( بايع الناس الإمام الرضا عليه السلام لولاية العهد)
0 نصائح لمرضى السكري ومحبي الكافيين خلال شهر الصوم
0 الإستفتاءات … أسئلة بشأن رؤية الهلال
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:06 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية