[محمد علي 92]

[ أبيات رائعة في الإباء والفخر العربي* ]

سَلِي (1) الرِماحَ*العَوالي(2)*عَن مَعالينا

وَاِستَشهِدي*البِيضَ*(3) هَل خابَ الرَجا فينا....

لَمّا سَعَينـا فَـمَـا*رَقَّـت*(4) عَـزائِـمُـنـا

عَـمّـا*نَـرومُ (5) وَلاخَـابَـتْ مَسَاعِينا

إِذا دُعَوا جـاءَتِ الدُنيا*مُصَدِّقَـةً (6)

وَإِن دَعَـوا قــالَــتِ الأَيّــامُ : آمـيـنـا

وَلِلـدِمـاءِ عَـلـى أَثـوابِـنـا عَـلَـقٌ (7)

بِنَشرِهِ (8) عَن عَبيرِ المِسكِ يُغنينا

فَـيا لَـهـا دَعـوَةً فـي الأَرضِ سائِـرَةً

قَد أَصبَحَت في فَمِ الأَيّامِ تَلقينا(9)

إِنّـا لَـقَـومٌ أَبَـتْ (10)أَخلاقُـنا شَرَفـاً

أَن نَبـتَدي بِالأَذى مَـن لَـيسَ يُؤذيـنـا

بيضٌ صَنائِعُنا (11)سودٌ وَقائِعُنا (12)

خُضرٌ مَرابِعُنا(13) حُمرٌ*مَواضينا(14)

لا يَظهَرُ العَجزُ مِنّا دونَ نَيلِ مُنىً(15)

وَلَو رَأَينا*المَنايا*(16)في*أَمانينا(17)....

نَغشى (18)الخُطوبَ (19)بِأَيدينا فَنَدفَعُها

وَإِن دَهَـتـنـا(20) دَفَـعـنـاهـا بِـأَيـديـنـا....

كَـم مِـنْ عَـدُوٍّ لَـنــا أَمسى بِسَطـوَتِـهِ(21)

يُـبـدي الخُضوعَ لَـنـا خَـتلاً(22) وَتَسكـينـا(23)....

يَطوي لَنـا الـغَـدرَ فـي نُــصحٍ يُشـيرُ بِــهِ

وَيَـمـزُجُ الـسُـمَّ في شـَهْـدٍ(24) وَيَسقـينا

وَقَد نَغُضُّ(25) وَنُغضي(26) عَن قَبائِحِهِ

وَلَـم يَكُـن عَجْـزاً عَـنـهُ تَـغاضِـينـا(27)....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ شرح مفردات* ]

(1) ـ سَلِـي : إسألـي .
(2) ـ الـعوالي : جمع الـعالية وهي الـمركَّـبة فيها الأسِنَّـة الـمُشْرَعة . والأسِنَّـة مفردها السِّـنَـانُ*: نَـصْلُ الـرُّمْـح والـنـصل حديدة الـرُّمح أو السَّهم .
(3) ـ الـبِـيض : السيوف .

(4) ـ رَقَّـتْ : ضَـعُـفَتْ .
(5) ـ نَـروم : نُـريد .
(6) ـ مُـصَدِّقَـةً : أي الناس يصدّقون دعواهم .

(7) ـ عَـلَـقٌ : الـعَـلَـق : الدم .
(8) ـ بِـنَـشرِهِ : بـرائـحَـتِـهِ .
(9) ـ تَـلـقـينـا : لَـقَّـمَـهُ الكـلام : فَـهَّـمَـهُ إِيَّـاهُ مُشافَـهَـةً .
الـتـلـقـين*: إلـقاء الـكـلام عـلى الـغـير لـيأخذ بِـهِ .

(10) ـ أَبَـتْ : رَفَـضَتْ .
(11) ـ صَنـائِـعُـنا : مفردها : صَنـيعـة : أي الإحسان .
(12) ـ وَقـائِـعُـنـا : مفردها : وقـيعـة : صدمـة الـحرب والـقـتال .

(13) ـ مَرابِـعُـنا : مفردها المربع : الـموضع الذي يُـقـامُ فـيهِ فـي فصل الـربـيع .
(14) ـ مَواضينا : سيوفنا .
(15) ـ نَـيْـل مُنىً : الـحصول علی ما نُـريد ونَـتَـمَـنّی .

(16) ـ المَنايا : جمع مَـنِـيَّـة : وهي الـموت .
(17) ـ أَمانـينا : وهي ما يَـتَـمَـنَّاه الإنسان ، يقـصد أَنَّـهُـم شجعان لا يُـثْنِـيـهِم عن قَـصْدِهِـم وقـوف الـموت في طريقِـهم .
(18) ـ نَـغشى : نـأتـي .

(19) ـ الخُطوب : مفردها : الخَـطْب : وهو الأمر الـعظيم المـكـروه .
(20) ـ دَهَـتنا : فـاجـأَتـنا وعاجَـلَـتْـنا .
(21) ـ بِسَطـوَتِـهِ : السَّطْـوة : الـوَثْب والقـهـر .

(22) ـ خَـتلاً : خَـتَـلَـهُ : أي خَدَعَـهُ .
(23) ـ تَسكينـاً : قد يكون معناها صار مسكينا والله أعلم .
(24) ـ شـَهْـدٍ : العسل ما دام لَمْ يُـعْـصَر مِنْ شَمْـعِـهِ .

(25) ـ نَـغُـضُّ : غَـضَّ الـنَّـظَر عَـنهُ : حَـوَّلَـهُ .
(26) ـ نُـغضي : نَـخْـفِـض أبـصارنـا .
(27) ـ تَـغاضِينا : تَـغاضی عَنِ الشيء : تـغـافَـل عَـنـهُ : أي تـظـاهَـر أَنَّـهُ غـافِـل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

[ لا تنسوني ووالِدَيّ من خالص دعائكم ]

وآخِــرُ دَعْــوانــا
۞.... أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞