اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم وفرج عنا بهم ياالله
أخرج النعماني (380 هـ) في كتاب الغيبة قال :*
حدثنا ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :*
اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع ، والاجتهاد في طاعة الله ، وإن أشد ما يكون أحدكم اغتباطا بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد الآخرة ، وانقطعت الدنيا عليه فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله ، والبشرى بالجنة ، وأمن ممن كان يخاف ، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق وأن من خالف دينه على باطل ، وأنه هالك . فأبشروا ثم أبشروا ! ما الذي تريدون ؟ ألستم ترون أعداءكم يقتلون في معاصي الله ، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم ، وأنتم في بيوتكم آمنين في عزلة عنهم ،*وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم*، وهو من العلامات لكم ، مع أنّ الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس حتى يقتل خلقا كثيراً دونكم*.
فقال له بعض أصحابه : فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟!.
قال عليه السلام :*يتغيب الرجال منكم عنه ؛ فان خيفته وشرته فإنّما هي على شيعتنا ، فأما النساء فليس عليهن بأس إنشاء الله تعالى*.
قيل : إلى أين يخرج الرجال ويهربون منه ؟!.
فقال عليه السلام*:*من أراد أن يخرج منهم إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان ثم قال : ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم*وإنّما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر*ولا يجوزها*إنشاء الله.
اقــــــــول: الحديث حسب اطلاعي موثق صحيح ، وهو من الروايات المهمة المتعلقة بالظهور المبارك واحداثه الكبرى ، وخاصة فتنة السفياني الملعون.
الرواية اعلاه سوف ندخل في دراستها ومناقشتها عميقا لاستخراج اقصى فهم واستفادة منها بقدر المستطاع والله المعين والموفق.
1ـ مقدمة الرواية مما يظهر منها بشرى كبيرة لاتباع ومحبين ال البيت ع. يضع الامام ع هذه البشرى بشكل محصلة يمكن عنونتها بحسن الخاتمة والفوز بالنعيم الابدي الذي سببه اتباع ال البيت ع والسير على صراطهم الذي هو الصراط المستقيم.
وما اعظم هذه البشرى واكبر اثرها ، والانسان ما بين اخر عهده من الدنيا وبداية استشرافه للاخرة ، وانكشاف الحجب وظهور الحقائق.
2 - المقطع الثاني المهم من الرواية هو ما ربط به الامام ع حال المؤمنين المنتظرين بعصر وعلامات الظهور المبارك وتبيان حال الناس عموما ، وحال وفتنة السفياني الملعون الذي هو احد العلامات الحتمية على الظهور ومن اهمها. نعرض على تفاصيل ما ذكره الامام ع وتوجيهاته في شان السفياني وكما سياتي في المبحث اللاحق ، فنسترعي انتباهكم ونستدعي استفهامكم لانه قد يكون داخل في اسباب بلائكم قريبا اذا قدر الله وكنا في علمه على ابواب يوم الظهور المبارك .
اقول : (ثم ) تفيد للترتيب الزماني المتراخي كما يظهر منها. والمعنى لعله من فهم سياق الكلام الشريف هو فأبشــروا بما انتم عليه من ولايتنا ورضى الله تعالى و حجته ع عليكما في الدنيا... ثم أبشــروا بحسن عاقبتكم عند رجوعكم الى الله/ الاخرة.
ثم يقول الامام ع ( ما الذي تريدون ؟ ألستم ترون أعداءكم يقتلون في معاصي الله ، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم ، وأنتم في بيوتكم آمنين في عزلة عنهم )
اقــول : بعد ان بشّر الامام ع شيعته في الدنيا والاخرة ، يفصّل ما به يظهر حسن حالهم ورعاية الله لهم ، مقابل سوء حال اعدائهم وسلب التوفيق منهم مما كسبت ايديهم.
لذالك يقول لهم الامام ع بالمعنى/ ماذا تريدون اكثر من هاتين البشرتين في الدنيا والاخرة ورعاية ورحمة ولطف الله بكم انتم شيعتنا ، أولستم ترون اعداء الله الضالين يقتلون في المعاصي ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا الفانية ، وهذا سوء خاتمة لهم وهو في صالحكم حيث شغلهم الله ببعضهم عنكم ، يتقاتلون ، وانتم في بيوتكم آمنين.
علما ان هذا فيه ظاهر عموم مقصد يمكن تطبيقه / انطباقه في اي زمان ، وفيه خصوص مقصد ( وهو المهم عندي في هذا الطرح) لاهل عصر الظهور وكبير وسعة الفتن ، ولقد علمنا من روايات اخرى تحذر وتوجه شيعة ال البيت في اخر الزمان الى السكون وعدم الاشتراك في الفتن (1) حتى يتبين لهم مقدمات احداث وعلامات يكون على اثرها تحركهم وفق توجيهات المعصوم ع خدمتا لصالحهم وصالح انجاح يوم الظهور. ( طبعا على ان لا يتقاطع سكونهم الموصوف مع ضروريات قد تستوجب تفاعلهم مع الاحداث من مخاطر ومواجهة اعداء وما الى غيرها من منطقيات معقولة ، كما الان مثلا في مواجهة خطر التكفيريين وقتالهم ) .
ونحن نعلم من اجواء روايات عصر الظهور ، ان العالم سيكون في محن وفتن كبيرة ، وسوف يستشري الظلم ، ويستقطب الناس الى طرفين هما خط الرحمن وخط الشيطان ، وحيث ان خط الرحمن المتمثل بخط بقية الله وحجته في ارضه ومن تبعه وهم قلة مستضعفة ، فلا شك ان تكون التوجيهات ملتفته لهذا الامر حتى يمكن لهذه الثلة المؤمنة الباقية ان تواجه الظلم والخط الشيطاني الكبير وفق التخطيط الإلهي المحكم ، فتامل.
نتوقف قليلا ونعود لاحقا
والسلام عليكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : عن جابر عن الامام الباقر(ع) قال: ياجابر ألزم الارض ولاتحرك يدا ولارجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:أولها إختلاف بني العباس,وماأراك تدرك ذلك,ولكن حدث به من بعدي عني...ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات:راية الاصهب وراية الابقع وراية السفياني...الى اخر الرواية.
وكذالك: عن الصادق عليه السلام قال : يا سدير إلزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك. قلت : جعلت فداك ، هل قبل ذلك شئ ؟ قال : نعم ، وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام وقال : ثلاث رايات ، راية حسنية ، وراية أموية ، وراية قيسية. فبينما هم على ذلك إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ، ما رأيت مثله قط ).
وصلنا الان الى قول المعصوم ع ( وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم )
اي بمعنى : وكفى بالسفياني الذي هو عدوكم ياشيعة ال البيت ، انه سيكون لكم وفي صالحكم نقمة على غيره من اعدائكم ايضا ( وهذا لعله اشارة الى من سوف يقاتله السفياني عند خروجه اول الامر في الشام من رايات الاصهب والابقع والترك وقيس وغيرها من المعارضين المختلفين فيما بينهم ، وكلها تصب في صالح اتباع ال البيت ع) .
وصيغة العبارة بالعموم وبدئها بكلمة ( وكفى) ، كانه ربط ما يتحدث به مع ما سبق عندما بدأ المعصوم ع اول الامر في روايته من تبيان فضل الله ولطفه بشيعة ال البيت ، وكيف انه جعل اعداء الله يتقاتلون على الدنيا فيما بينهم ويهلك بعضهم بعضا في حين ان شيعة ال البيت بمعزل عنهم.
وقوله عليه السلام : " وهو من العلامات لكم " ( اي السفياني)
فهذا ظاهر وواضح لنا ، فالسفياني كما ورد هو من الحتميات الخمسة قبل قيام القائم ، وهو من اول العلامات الحتمية قبل الظهور.
لذالك لعله يتفرد السفياني كعلامة بانه ذو الحتميتين ، اي ورد بخصوصه على ان خروجه في رجب هو علامة حتمية قبل الظهور / الصيحة
وورد فيه على انه من الحتميات الخمسة قبل قيام القائم ع. انظر في رابط الموضوع بخصوص اطروحتنا السابقة ( اطروحة السفياني ذو الحتميتين )
وصلنا الى قول الامام ع : مع أنّ الفاسق ( اي السفياني) لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس حتى يقتل خلقا كثيراً*دونكم .
اقــــول : خروج السفياني الملعون وكما وصل الينا هو سيكون في شهر رجب من عام الظهور.
كما في الرواية ( عن معلى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " من الامر محتوم ومنه ماليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب" )
ونقصد من عام الظهور هو العام الذي تحدث فيه الصيحة الجبرائيلية المعلنة عن ظهور الامام الحجة ع عل شكل نداء سماوي وذالك في شهر رمضان المبارك وفي ليلة ال 23 منه.
الامام عليه السلام ينبه شيعته الى ملاحظة مهمة بخصوص اول ظهور السفياني في رجب ، حيث يقول لهم وكما في نص الرواية على انكم ( اي شيعته) ستكونون في مأمن من شرّه اول خروجه حتى اول شهر الى شهرين.
وهنا نقطة مهمة وإن لم يبينها الامام ع ، الا اننا من فهم ملابسات الاحداث وربط الروايات لعله نستطيع استخراج تعليل مناسب منطقي يفسر هذا الامر وكما يلي:
يخرج السفياني الملعون في شهر رجب وهو احد ثالث الثلاثة رايات المتيارعة في الشام ذالك الوقت ، ويظهر أنّ اهداف خروجه وضروفه متعلقها نفس الصراع في الشام ، ونعلم انّ الظهور/ الصيحة لم ياتي اوانها بعد ، فمن المنطقي سيكون شيعة ال البيت في مامن مؤقت من استعداء السفياني لانه منشغل اول امره بالسيطرة على الشام( الكور الخمسة) وداخل في صراع شديد مع الابقع والاصهب. وكذالك خط الامام الحجة ع وشيعته لا يشكل عليه ولا على من خلفه لحد الان خطر او تحدي لان الظهور لم يحصل بعد .
فأذا حلّ رمضان وفي ليلة ال 23 منه واعلن ظهور الامام ع ، فهنا سيكون هذا علامة خطر عل السفياني ومن خلفه ، وسبب مهم في تغيير الاستراتيجية العسكرية واهدافها بالمنطق وكذالك بما يمكن استنتاجه من فهم الروايات.
وسنبين في الرواية التالية هذا التفصيل اعلاه
( في الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أولها اختلاف ولد فلان، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي، ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، و يعقبها مرج الروم، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب[أرض] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً.
---- انتهى----
* اذن وكما في الرواية ، فان السفياني الملعون لما يخرج في شهر رجب ( شهرين تقريبا قبل الصيحة/ الظهور) فيدخل في قتال مع الابقع والاصهب ، فينتصر عليهم ويدخل دمشق.
في هذه الفترة سنكون في شهر رمضان المبارك ، فاذا كان يوم 23 منه تفاجئ العالم بالصيحة الجبرائيلية المعلنة عن ظهور الامام المهدي ع ،
فيلتفت اعداء الله لهذا ومنهم السفياني ، ولذالك تقول الرواية ان السفياني بعد قتل الاصهب لا يكون همه الا الاقبال نحو العراق.
وسنزيد تفصيلا في معنى ان السفياني ( لا يكون همه الا الاقبال نحو العراق ) في المبحث اللاحق
وصلنا في المبحث السابق ومما استفدناه من نصوص الروايات وملابسات الاحداث وما فهمناه منها ،
انّ السفياني الملعون بعد خروجه في شهر رجب ، وبعد قتله الابقع ومن معه والاصهب ، ودخوله دمشق سيكون بعد ذالك لا هم له اكبر من التوجه الى العراق ، وقلنا معللين ذالك ، ان الصيحة/ الظهور هي احد اهم الاسباب المرجحة استنتاجا من فهم الروايات ، وبسببها يلتفت الاعداء/ السفياني ومن يسانده من اليهود والذين كفروا ( خط الشيطان ) الى ذالك الخطر القادم اليهم من خط الامام المهدي ع وشيعته.
اذا كان هذا واضحا ، فمن المنطقي جدا ستكون استراتيجية خط الشيطان ومن يقودها في منطقة الظهور او اهمها وهو السفياني ان يكون توجهه الى قتال وقتل واستأصال خط الامام الحجة ع باسرع وقت ومن جذره/ منبعه
وحيث معلوم لدينا وللاعداء سواء ، ان الامام يخرج/ يقوم من مكة المكرمة ، وينزل للعراق ومن الكوفة يكون منطلقه لمحاربة السفياني ومحاربة اليهود ( اشد واخطر واكبر اعدائه في المنطقة)
ولذالك نرى ان الروايات وما تذكره من خارطة تحرك السفياني تحاكي تماما التصور المنطقي المفترض ، حيث نعلم ان السفياني يبعث جيشا كبيرا للعراق قسما يتوجه للكوفة ، والاخر للمدينة المنورة في الحجاز
وكلا الهدفين ، العراق/ الكوفة و المدينة/ مكة هي منطلقات رئيسية استراتيجة لحركة الامام الحجة ع.
هذا التحرك الاستراتيجي لراية السفياني بعد اعلان الظهور في ال 23 شهر رمضان وعلى اثره هو توقيت علاماتي مهم نجد له اثر ، وسبب مرجح جدا لتعليل احداث استراتيجية في يوم الظهور ، وهي تحرك/ خروج رايتي اليماني والسفياني ايضا في نفس الان وعلى اثر نفس العلة السابقة وهي حصول الصيحة / الظهور.
وهذا لعله يفسر لنا ما ذكرته الروايات من دقة ومزامنة توقيت خروج الرايات الثلاثة ( راية السفياني ، واليماني والخرساني) في سنة وشهر ويوم واحد . رغم تباعدهم الجغرافي ، مع ذالك يكون توقيت خروجهم دقيق الى حد اليوم ، وكذالك الهدف واحد وهو الوصول للعراق/ الكوفة ، وباسرع وقت ممكن وهو ما تصفه الرواية بالتسابق كافراس رهان ، فتامل اهمية الحدث هذا وما يعنيه العراق/ الكوفة في حسابات السياسة والعسكر ذالك الوقت. ( ولعلنا اول من فسر واستنتج الاطروحة التي تقول بان الصيحة / الظهور هي ساعة بدأ انطلاق الرايات الثلاثة المتسابقة نحو الكوفة كافراس رهان) .
والرواية ادناه تبين ما ذكرناه بخصوص خروج الرايات المتسابقة الثلاثة نحو الكوفة.
عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (خروج السفياني واليماني والخراساني*في سنة واحدة في شهر واحد ، في يوم واحد*. نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا . فيكون البأس من كل وجه . ويل لمن ناواهم . وليس في الرايات أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم)*(البحار:52/232) .
نكمل لاحقا
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 30-11-2014 الساعة 10:35 AM.
وصلنا في المبحث الى التالي ادناه من قول الامام ع وهو المقطع الاخير والاهم :
*******************
فقال له بعض أصحابه : فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟!.
قال عليه السلام : يتغيب الرجال منكم عنه ؛ فان خيفته وشرته فإنّما هي على شيعتنا ، فأما النساء فليس عليهن بأس إنشاء الله تعالى .
قيل : إلى أين يخرج الرجال ويهربون منه ؟!.
فقال عليه السلام : من أراد أن يخرج منهم إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان .
ثم قال : وما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم ، وإنّما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر ولا يجوزها إن شاء الله.
************************
اقـــول : بعد ان اخبر الامام ع شيعته وكما في الرواية ، انهم في مأمن مؤقت ( شهر الى شهرين) من شر السفياني اول خروجه ، نجد ان بعد هذا مباشرتا ياتي استفهام من اصحابه وهو قولهم " فكيف نصنع بالعيال اذا كان ذالك "
ولا ادري هل هناك بعض الكلام لم ينقل او سقط او لعل المستفهمين وقتها فهموا شيئا معينا وارادوا مزيد استفهام ، والسبب في قولي هذا لانه يظهر لي كانه لا ربط واضح كثيرا بين قول الامام ع انهم اذا خرج السفياني كانوا في مأمن من شره لشهريان تقريبا وبين استفهام المستفهم وقوله ( وما نصنع بالعيال) ، حيث لا ادري ما فهم السائل من قول الامام ع حتى يسال(وكيف نصنع بالعيال ) لانه بعد لم يوجههم الى ماذا علي م ان يصنعوا كرجال او عوائل او منتظرين موالين يتربصون الظهور لنصرت الامام ع واللحاق به ، فتامل.
وعلى كل حال كان جواب الامام ع واضح ومفصل لخطة مواجهة شر السفياني.
*** ولعله هذا المقطع في هذه الرواية وإنْ لم يلتفت اليه اغلب بل معظم الباحثين والدارسين لعلامات الظهور حسب اطلاعي العام ، ولكني اقول انه وضع لنا اشارة الى اهم استراتيجية عسكرية لمواجهة خطر السفياني ، ومن ثم التواصل مع استراتيجية حركة رايتي اليماني والخراساني وحتى قدوم يوم الخروج والقيام والاستراتيجية التكتيكية العسكرية لثورة الامام ع.
طبعا لعل البعض يستغرب كيف كل هذا يمكن استحصاله من هذا المقطع.
اقول: التوفيق من الله ، وبهذا المقطع مع ضمه لروايات اخرى متصلة بالهدف يمكن لنا استخراج استراتيجية حركة الامام الحجة ع وبقدر توفر المعلومات الممكنة.
ونلفت عناية المتابعين الى اننا وهذا المبحث الاستراتيجي الخطير والمهم نتعامل مع توجيهات معصومة وملتفته الى ان الرواية كما يطلع عليها الموالي لهم فهي محل اطلاع العدو !!!
وكذالك هناك لعله مسالة مهمة اخرى متصوّرة في المبحث التالي وهي اننا امام كشف مضامين خطة التصدي والحركة للامام الحجة ع الموجهة كتوصيات من مقام المعصوم ع لاهل زمان الظهور. وهذا يعني اننا محتمل ان نستظهر اسرار تفصيلية يمكن ان يستفاد منها الصديق والعدو في آن واحد !!!
اذا وفقنا الله واصبنا الحق وكان فهمنا صحيحا ودقيقا لما ذكرته الرواية هذه او غيرها مما يتصل بالموضوع
نتوقف قليلا ونعود لاحقا لتكملة هذا المطلب المهم.
والسلام عليكم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 30-11-2014 الساعة 10:42 AM.
نكمل معكم طرحنا الذي توقفنا عنده في القسم المهدوي ، وناتي على اهم مبحث فيه وهو ما نعتقده من توجيهات المعصومين ع في مواجهة خطر السفياني .
ولعله في المصطلح الحديث ، هي التوجيهات الاستراتيجية العسكرية والسياسية لخطة التحرك الدفاعي والهجومي لخط اتباع ال البيت ع ، لمواجهة خط السفياني ومن معه منذ خروجه وحتى خروج/ قيام الامام الحجة ع.
طبعا مجرد النظر الى العنوان ومقصده لا شك يظهر للمتلقي اهمية الموضوع ، فضلا عن المتوفر الذي يمكن استظهاره من الروايات.
واول ما نبدأ به هو وضع اهم الروايات التي نحتاجها في مبحثنا هذا ، وستكون اولها هو المقطع الروائي الذي وصلنا اليه في طرحنا هذا ( ثم نذكر بعده الروايات الاخرى التي نحتاجها بالعموم)
1- قيل : إلى أين يخرج الرجال ويهربون منه ؟!.
فقال عليه السلام : من أراد أن يخرج منهم إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان ثم قال : ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم وإنّما فتنته حمل امرأة . تسعة أشهر ولا يجوزها ان شاء الله .
2- ما رواه الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن بكر بن محمد ، عن سدير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) :*
(يا سدير الزم بيتك ، وكن حلساً من أحلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أنّ السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك ).
3- ما رواه الكليني عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأتاه كتاب أبي مسلم فقال عليه السلام : (ليس لكتابك جواب اخرج عنا) فجعلنا يسار بعضنا بعضا .
فقال عليه السلام : (أي شي ء تسارون..؛ يا فضل إنّ الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد ، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله ...، إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان...) .
قلت : فما العلامة فيما بيننا و بينك جعلت فداك؟!!!.
قال عليه السلام : (لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني ، فإذا خرج السفياني ، فأجيبوا إلينا يقولها ثلاثا ، وهو من المحتوم).
4- روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيص بن القاسم ، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول :*
(عليكم بتقوى الله ، وحده لا شريك له ، وانظروا لأنفسكم ، فو الله إنّ الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي ، فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها ، يخرجه ويجي ء بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها..، والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ، ثمّ كانت الأخرى باقية ،فعمل على ما قد استبان لها ، ولكن له نفس واحدة ، إذا ذهبت ، فقد والله ذهبت التوبة ، فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم إن أتاكم آت منّا ، فانظروا على أي شيء تخرجون ، ولا تقولوا خرج زيد فإنّ زيداً كان عالماً، وكان صدوقاً ، ولم يدعكم إلى نفسه ، إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه ، إنّما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه ، فالخارج منّا اليوم إلى أي شيء يدعوكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ، فنحن نشهدكم أنا لسنا نرضى به ، وهو يعصينا اليوم ، وليس معه أحد ، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منّا إلاّ مع من اجتمعت بنو فاطمة معه ، فو الله ما صاحبكم إلاّ من اجتمعوا عليه ، إذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله عزو جل ، وإن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان ، فلا ضير ، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم ، فلعل ذلك أن يكون أقوى لكم ، وكفاكم بالسفياني علامة .
5- الطوسي في كتاب الغيبة عن حذلم بن بشير قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام : صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته ؟ . فقال : يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له : عوف السلمي بأرض الجزيرة ، ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند . ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك .
-----------------
اقــــــول : الروايات الاربعة الاولى حسب اطلاعي السابق كلها صحيحة سندا. وهذا ( من حسن حظنا ) مهم مفيد وضروري لاهمية الطرح الذي نحن بصدده.
فقط الرواية الاخيرة الخامسة ، اظن في سندها ضعفا ، ولكن نستفاد من متنها لتتميم الفهم ،
* ناتي الان الى تحليل الروايات ، وسندخل في تفصيل ومحاولة فهم عميقة لها مع ربطها بغيرها لاستظهار ما نعتقده الخطة العملية لمواجهة السفياني الملعون وتوجيه الشيعة والانصار في ذالك الزمان.
نبدأ اولا بمقطع الرواية ، رقم (1) اعلاه
بعد ان بين المعصوم ع لشيعته انهم سيكونوا في مأمن مؤقت ( شهر الى شهرين) من شر السفياني عند اول خروجه ( في رجب عام الظهور) . وجه الامام ع شيعته من الرجال ( مع ترك النساء والاطفال في محلهم ) تغييب وجوههم عن جيش السفياني الزاحف من الشام/ الكور الخمسة والداخل الى العراق وحتى وصوله الكوفة.
هنا قبل الاسترسال لا بد ضروريا تثبيت امرين مهمين
1- من المعني من الرجال اتباع ال البيت ع.
2- اي المناطق الجغرافية المشمولة بهذا التوجيه .
الجـــواب ، نعلم ان ظاهر وصف الرجال عنوان عام لكل الرجال ( لعل اعمارهم تتراوح ما بين 15 - 60 سنة مثلا)
وهنا نحتاج الى تقسيم اخر ، نحتمله عموما - ونستظهره خصوصا
وهو ان الرجال الذين سوف يغيبون وجوههم عن جيش السفياني الزاحف اليهم والذي يهددهم بالخطر ، يمكن ان يصدق عليهم عنوانين ثانويين مهمين ، هما
الاول: رجال ، اتباع وموالين خط ال البيت ع ، يعيشون وقت خروج السفياني ويترقبون الظهور وليس لهم نية في التفاعل عمليا/ عسكريا مع خطر السفياني ولاي سبب مفترض ، ويريد الامام ع ان يوجههم الى الخطر القادم ويرشدهم الى المحل الآمن.
الثاني : رجال ، اتباع وموالين ال البيت ع ممن يعيشون فترة خروج السفياني ويترقبون الظهور ، ولهم النية في النصرة والمشاركة في الحرب/ الثورة ضد خط السفياني.
فاذاكان هذا معلوما ومنطقيا لنا ، نرجع للرواية ونرى ما تقول بخصوص الجهة التي يحتاج ان يتوجه اليها شيعتهم/ مواليهم ، سواء من يريد النجاة من خطر السفياني فقط ، او يريد ان يتفاعل ( يحارب) وينصر خط الامام الحجة ع ويواجه خطر السفياني وفق المخطط والتوجيه المعصوم.
يقول الامام ع لهم : هناك ثلاث خيارات
1- ان يخرجون متوجهين للمدينة
2ـ ان يتوجهون الى مكة
3ـ ان يتوجهون الى بعض البلدان
والرواية بعد ان ذكر المعصوم الجهات الثلاثة اعلاه ، يظهر انه حصل كلام لم ينقل الينا ، ولذالك جاء صيغة التكملة وبدأت كما يلي ، ( ثم قال الامام) حيث هذا دليل على حصول توقف او انقطاع في نقل الحديث ،
والارجح عندي من سياق الكلام ، انه حصل انقطاع في نقل حوار ، بدلالة قول المعصوم بعدها ( ما تصنعون بالمدينة ، وانّما يقصد جيش الفاسق اليها... الخ ) ،
وهذا يدل على ان الامام وجه عموما الشيعة بالذهاب الى المدينة مؤقتا للخلاص من خطر السفياني ، ولكن لكون حصول استفهام ما من بعض اصحابه ولم ينقل الينا - جاوب الامام بالجواب الذي يظهر فيه جواب تسائل من استفهم امر ما ولم ينقل.
ومع ذالك لعله استطيع تخمين ما اراد البعض السؤال عنه من خلال رد الامام ع
ذالك اننا قلنا سابقا ان الكلام التوجيهي للخلاص من خطر السفياني اول خروجه وبعد تفعله واقعيا مختص بالرجال ، وحيث اننا بينا منطقيا عنوانين اساسيين للرجال ، هما من يريد النجاة فقط من خطر السفياني ، والاخر من يريد النجاة ويريد القتال مع خط الامام ع ،
فهؤلاء المنتظرين الذين يترقبون الظهور ، ويعيشون الفترة الاولى لتفعل خطر السفياني عليهم في الاماكن الجغرافية محل الابتلاء ، يوجههم الامام ع بالذهاب الى مكة المكرمة تحديدا اذا امكنهم ذالك ، لانها محل انطلاق وخروج الامام الحجة ع لاحقا. وفي هناك سيكون التجمع ومن هناك الانطلاق بالتحرك العسكري ، فتامل .
ولهذا فمن المنطقي والواضح سيكون لنا الان لماذا يقول الامام ع لبعض شيعته ( ما تصنعون بالمدينة ) ، فبالتاكيد من يريد المشاركة مع جيش الامام ع لا يفيده التوجه الى المدينة الا مؤقتا او مضطرا او مارا بها . فافهم .
واما من يريد النجاة من خطر جيش السفياني فقط مثلا الذي سوف يستهدف اتباع ال البيت ع ومن الرجال خاصتا ، فان الخيارات الثلاثة كلها امامه وبدرجات
فالمدينة المنورة قد تكون ملجئ آمن مؤقتا ( لانها بعد فترة يغزوها جيش السفياني)
ومكة المكرمة جهة آمنة من خطر السفياني ، وهي كذالك محطة استراتيجية لانطلاق الثورة المقدسة.
وذكر الامام ع خيار اخر بالعموم وهو بعض البلدان ، وهذا يعني ما يمكن ان يعلمه اهل ذالك الزمان من البلدان التي تنجيهم من خطر السفياني ،
وهنا بالعموم فهذه " بعض البلدان " لا تخرج ان تكون اقليمية متصلة بمحل تواجدهم ، او ابعد .
ولذالك هنا نحتاج وكما ذكرنا سابقا ان نبين جغرافية المدن التي يمكن ان يتهدد الشيعة فيها من خطر السفياني.
المدن التي نعلم بانها ستكون تحت سيطرة السفياني ، او تحت اثر غزوه وتحركه العسكري ، هي باختصار مفيد
1- الكور الخمسة ( دمشق ، وفلسطين ، والاردن ، وحلب ، وحمص) ، وهذا في العصر الحاضر يعني دولة سوريا وعلى الاقل / محتمل بعض من الاردن كمنطقة درعا وامتدادها داخل الاردن ، وكذالك منطقة مرتفعات الجولان وبحيرة طبريا بين سوريا وفلسطين المحتلة.
2ـ اجزاء مهمة كبيرة من العراق ، تشمل منطقة دخوله للعراق بعد معركة قرقيسيا ، وهذا يعني محافظة الانبار وما محيط بها ، وكذالك محافظة الموصل وما محيط بها لوجود اخبار وصول السفياني الى هناك ، ثم نزولا من الانبار باتجاه بغداد ، ومن ثم من بغداد باتجاه النجف الاشرف ، ولا ادري بالدقة الطريق الذي سيسلكه من بغداد باتجاه النجف ، ولكنها ستكون حركة سريعة تسابقية من جهة ، وسهلة من غير معارضة كبيرة لانكسار الحكومة والجيش العراقي بعد دخول السفياني بغداد.
3- المدينة المنورة في الحجاز ، وهنا ايضا لا اعلم بالدقة الطريق الذي سوف يسلكه جيش الملعون ، وكذالك منطلقه بالقطع ولكنه من ضمن الجيش الداخل للعراق سيكون البعث الى المدينة وهو جيش الخسف .
هذه المدن والمناطق والمسارات هي في الاقل المتصور وبحدود فهم ومناقشة الرواية محل الطرح ، علما اننا لم نضم اليها فهم بقية الروايات ، وسوف نضيف ونعدل التصور بما يناسب التحليل الاوفق ، حيث اننا وما ذكرناه اعلاه نجد ان هناك مدن عراقية تحت النجف باتجاه الجنوب من العراق ، نظن انها خارج خطر السفياني (( حسب تحقيق الشيخ جلال الصغير ، حيث ذكر من الروايات ما يفيد بان من عبر الفرات كان آمنا من خطر السفياني) ، ومع ذالك كان التوجيه المعصوم لشيعته بان يتوجهوا الى المدينة او مكة او بعض البلدان ،
وهنا فلعل هناك امور وتحسبات اخرى مقصودة ، او لعل القصد الاساسي منصب على توجيه انصار الامام ع الى محل تجمعهم من مختلف الاماكن لغاية تكوين الحشد والقوة الكافية ليوم الخروج لاحقا. وهذا ينصب في صالح التوجيهات الاستراتيجية لمواجهة خطر السفياني اول دخوله ومن ثم تجميع الشيعة والانصار لتكوين قوة عسكرية كافية لانطلاق وقيام الامام لاحقا ،
لذالك نحن نتحرك في البحث والتحليل على اساس ظاهر ما وصل الينا ، وما يمكن احتماله منطقيا من فهم الروايات والربط بينها والله اعلم .
كنا قد وصلنا في المبحث السابق الى تبيان التوجيهات المعصومة لشيعته عند او خروج السفياني في رجب ،
ولقد استحصلنا من فهمنا منها انّ الكلام موجه لعموم الشيعة من الرجال خاصتا محل الابتلاء مع السفياني وعلى اساس الجغرافية المعلومة لدينا حول الاماكن والبلدان المحتمل تعرضها لخطره .
في هذا المبحث نكمل ما يؤكد التوجيهات المعصومة لشيعته لتفعيل الاستراتيجية والتكتيك المناسب لخطر السفياني والاستعداد لظهور الامام الحجة ع في حيثيتي الزمان والمكان فانتبه لما هو آتي وكيف نستظهره
اقتبس المقطع التالي ادناه من الرواية رقم 4 السابقة:
يقول الامام ع ( فو الله ما صاحبكم إلاّ من اجتمعوا عليه ،*إذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله عزو جل ، وإن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان ، فلا ضير ، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم ، فلعل ذلك أن يكون أقوى لكم ، وكفاكم بالسفياني علامة . )
واقـــــــول : قول المعصوم " اذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله " لعله يظهر للمتلقي اول الامر غموض عن دقة مقصدها ، وكذالك الى اي رجب تحديدا يعني الامام ع.
ولكن سياق الكلام بعدها ، مع ضمها الى غيرها من روايات سواء الاربعة التي وضعناها اول الطرح ، او غيرها وما يتعلق بخروج السفياني الحتمي في شهر رجب ، والعلامات الكونية المتوقعة ، والصيحات الجبرائيلية التي تحصل قبيل الظهور وعند اوان خروج السفياني وكما علمنا في روايات سابقة (1) ، وهي كلها ارهاصات علاماتية واحداث كبرى مهمة قبيل الظهور/ الصيحة في رمضان. واستمرارا حتى القيام والثورة.
لذالك من فهم سياق الكلام يظهر لنا انّ المقصود من توجيه الامام ع الشيعة والاتباع المنتظرين من " أنْ يقبلوا على اسم الله اذا كان رجب " ، بمعــــــنى أنْ يبدأوا بالتوج / التحرك الى إمامهم الحجة ع عند دخول رجب عام الظهور المبارك وهو نفس رجب الذي يظهور فيه السفياني حتما كما ورد في الروايات ،
وطبعا علامة رجب الذي يعنيه الامام ع بالتحديد هي نفس علامة تحقق خروج السفياني ، والمشفعة بعلامات كونية وصيحات جبرائيلية ثلاثة مزامنة متقاربة في هذا الشهر او الاوان.
ولقد علمنا مما سبق من الروايات ، ان شيعة واتباع ال البيت ع ، سيكون لهم فرصة تقارب الشهرين بعيدين عن خطر السفياني حيث سيكون مشتغلا بالقتال مع اعدائه واعداء الشيعة الاخرين. وهذه فرصة للهرب من بطشه القادم ، وكذالك استعداد للمواجهة والتحضير الذي يستلزمه الظهور القادم في الاشهر القليلة القادمة . حيث افق الارهاصات وصل اقصاه والظهور قاب قوسين او دنى .
لذالك نعود للمقطع السابق ونكمل ما يقول الامام ع من توجيهات لشيعته ، فأول تحركهم نحو الامام ع سيكون بدئاً من شهر رجب ،
ومن احب ان يتأخر الى شعبان فلا ضير من ذالك.
ومن يحب ان يتاخر الى رمضان ويكمل صيامه في اهله فلا ضير في ذالك ، ولعله للبعض سيكون اقوى لشد قلوبهم وتثبيتهم ، لما لشهر الصيام من بركات وآثار نفسية يتركها على الصائم.
ولعل هذا الترتيب الثلاثي للتحرك في الاشهر يظهر قوة ايمان من يسبق غيره باللحوق الى الامام ع ، اذا لم يكن هناك عارض / مانع يؤخره.
وطبعا وكما قلنا هنا الكلام موجها للشيعة عموما مما يظهر منه ، اي في مختلف اماكن تواجدهم في العالم وقتها ، ويبقى الاقرب جغرافيا اكثر معنيا من غيره بقدر حيثية قربه لا اصل التوجيه العام والمسؤلية الدينية والاخلاقية اتجاه امامه المذخور ، فتامل.
ولكن الى اين يتوجه بالتحديد شيعة واتباع ال البيت ع لكي يتجمعوا ويلتحقوا بالامام ع ، ونحن نعلم ان وقت تفعيل حركتهم الاستراتيجية هذه تكون قبيل ظهور الامام ع فضلا على انها لم تبين المكان/ البلد المطلوب توجههم اليه.
الجـــواب : علمنا من المبحث السابق لما وجه الامام ع شيعته للهرب من خطر السفياني اول خروجه ، بان اعطاهم ثلاث خيارات ، وكانت واحدة منها واهمها هي التوجه الى مكة ، وعلل الامام ع ذالك بأن قال ( فان مجمعكم فيها ) ، اي هي المحل الذي يجب ان تتجمعوا فيه تدريجيا وبدئا من شهر رجب وقت خروج السفياني والى حتى مجيئ يوم الخروج/ القيام المبارك في العاشر من محرم . فتامل كيف استخلصنا التوجيه من ربط الروايات ببعضها.
الى هنا وبقدر ما بيناه لحد الان ، اصبح لدينا واضحا الخطوط الرئيسية للتوجيهات المعصومة والتي يجب على شيعتهم في زمن الظهور الانتباه اليها وتطبيقها لتحصيل اكبر منفعة لحفظهم من جهة ولتسهيل وانجاح الظهور والثورة المباركة.
اذا علمنا هذا ، يتبين لكم اهمية هذا المبحث ودقته وخطورته ،
ويتبين لكم ايضا لما كتبنا موضوعا سابقا تحت عنوان ( المرجعية المهدوية) وقلنا هناك ان علماء وفقهاء عصر الظهو سوف يتطلب منهم ان يكونوا مطلعين فاهمين علامات وتفاصيل احداث الظهور بدقة لاستخراج التوجيهات الخاصة بزمن الظهور ، سواء بمجهودهم الذاتي او استحصاله من الباحثين المختصين .
طبعا لعله تظهر استفهامات متعلقة مترابطة مع هذا الاستظهار العام لخطة الامام ع
وهي مثلا هل ممكن لشيعتهم عمليا التوجه لمكة وكيف ، وهي داخلة تحت حكم دولة وهناك حدود وما الى غيرها من معوقات يمكن فرضها الان ، ونفس الحال مع المدينة او اي بلدة اخرى بالحجاز قريبة من مكة استعدادا ليوم الخروج والثورة وما يرافق ذالك من تفاصيل
وكذالك هناك استفهام اخر يظهر ، وهو وما نفعل بتوجيهات المعصوم بخصوص راية اليماني اهدى الرايات وكذالك راية الخرساني ، حيث قد يربك توجيه الشيعة بالتوجه الى مكة ، عن نصرة ومساندة رايتي اليماني والخرساني المهمتين جدا في انجاح الظهور والتخلص من خطر السفياني.
الجــــواب : مقدما طالما هناك توجيه من المعصوم ع لشيعته بالعموم للتوجه الى مكة كما بينا ذالك من فهم الروايات وربطها ، فان التفاصيل الدقيقة غير معلومة الا في وقتها ، ولكن نحن نعلم ان هناك قد تكون صعوبة ومشقة بدرجات مختلفة متعلقها البعد المكاني والضرف الخاص بكل منطقة ، ولكن طالما اكد المعصوم عليه فهو ليس بمستحيل ، وعلى الاقل هناك من سوف ينجح بالوصول من مجموع اتباعهم الكبير في منطقة الظهور . علما اننا نعلم من ان الحجاز بعد موت عبد الله حاكمهم الاخير قبيل الظهور سوف تضعف وتتقسم وهذا يفيد ويساعد في فهم سهولة الوصول بشكل اكبر.
واما ما يتعلق بالانضمام الى رايتي اليماني والخرساني
فهذا ايضا نفترض فيه عدم التقاطع ، ولكن لقلة المعلومات الواصلة الينا ظهرت هذه المشكلة الفهمية ،
ولكن يبقى برايي القاصر ، ان راية اليماني اذا افترضنا خروجها من اليمن سواء اليمن الحالي او ابعد من ذالك مما يشمل بعض مناطق السعودية الان وحيث يتواجد الشيعة مثلا ، فان خروجه وحسب تحقيقنا الخاص سيكون عند الصيحة المعلنة للظهور في شهر رمضان وسيكون متسابقا نحو الكوفة مع الخرساني ضد السفياني.
وهذا يعني ان الشيعة عموما محل التوجيه بالذهاب الى مكة سيكونون سابقين لخروج اليماني بشهرين ،
فاذا خرج اليماني فلا نعلم وقتها ما ستكون عليه التوجيهات الخاصة وقتها ، فقد يلتحق البعض به ويبقى الاخر ينتظر يوم خروج الامام الحجة ع في شهر محرم.
وفيما يخص راية الخرساني ، فهي لعلها ستكون تحت قيادة في دولة شيعية اكثر استقرارا من غيرها وكما نشهده الان من دولة ايران وفي ظل فرضية عصر الظهور ، ولهذا اكثر او معظم اتباعها عموما من اهل ايران ، وتبقى بقية التفاصيل مرهونة بيومها الموعود.
وهنا لا بد ونحن نتكلم عن راية اليماني وخروجها في شهر رمضان متسابقة نحو الكوفة ، فهذا يعني بالمنطق ، ان اليماني وضروف تمهيده اللازمة تحصل قبل خروجه ولو بفترة قصيرة ، لان الرواية تقول انهم اي الرايات الثلاثة يخرجون في يوم واحد متسابقين نحو الكوفة ، اي ان الراية جاهزة كاملة بعددها وعدتها ويوم الصيحة تنطلق لا ان يكون بدأ نشوئها في ذالك اليوم كما افهم من ظاهر المعنى بالميزان المنطقي للفهم والله اعلم.
نكمل لاحقا بقيت البحث
والسلام عليكم
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) ... 1- ( في غيبة النعماني(14) في حديث الحسن بن محبوب، عن الرضا (عليه السلام) كأني به أسر ما كانوا. قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد، كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال (عليه السلام) ثلاثة أصوات في رجب. أولها: ألا لعنة الله على الظالمين. والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين. والثالث: يرى بدنا بارزا مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم.)
2- ( عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
*قال: سيفعل الله ذلك بهم، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم (السفياني وأعوانه)، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه).
ويوضح هذا الحديث إلى أن ظهور هذه العلامة بعد خروج السفيـاني، وكما نعلم سابقاً بأن السفياني يخرج في رجب،*
بل أكد أبو عبد الله (عليه السلام) وقوع هذه العلامة في رجب حيث (أنه قال: العام الذي فيه الصيحة، قبله الآية في رجب، قلت وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر (الشمس على قول آخر) ويد بارزة).
وهذا البدن البارز (الوجه والصدر) فلعله الارجح هو الذي ينادي النداءات الثلاثة في رجب كما في الرواية رقم ( 1 ) اعلاه
وعليه نقول : ستبدأ أول الاصوات المسموعة في سنة الظهور في شهر رجب وسيكون اولها وكما هو اعلاه متعلق بحادثة السفياني وخروجه الذي سيكون في شهر رجب .
كنا قد وصلنا في المبحث السابق الى تبيان التوجيهات المعصومة لشيعته عند اول خروج السفياني في رجب ،
ولقد استحصلنا من فهمنا منها انّ الكلام موجه لعموم الشيعة من الرجال خاصتا محل الابتلاء مع السفياني وعلى اساس الجغرافية المعلومة لدينا حول الاماكن والبلدان المحتمل تعرضها لخطره .
في هذا المبحث نكمل ما يؤكد التوجيهات المعصومة لشيعته لتفعيل الاستراتيجية والتكتيك المناسب لخطر السفياني والاستعداد لظهور الامام الحجة ع في حيثيتي الزمان والمكان فانتبه لما هو آتي وكيف نستظهره
اقتبس المقطع التالي ادناه من الرواية رقم 4 السابقة:
يقول الامام ع ( فو الله ما صاحبكم إلاّ من اجتمعوا عليه ، إذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله عزو جل ، وإن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان ، فلا ضير ، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم ، فلعل ذلك أن يكون أقوى لكم ، وكفاكم بالسفياني علامة . )
واقـــــــول : قول المعصوم " اذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله " لعله يظهر للمتلقي اول الامر غموض عن دقة مقصدها ، وكذالك الى اي رجب تحديدا يعني الامام ع.
ولكن سياق الكلام بعدها ، مع ضمها الى غيرها من روايات سواء الاربعة التي وضعناها اول الطرح ، او غيرها وما يتعلق بخروج السفياني الحتمي في شهر رجب ، والعلامات الكونية المتوقعة ، والصيحات الجبرائيلية التي تحصل قبيل الظهور وعند اوان خروج السفياني وكما علمنا في روايات سابقة (1) ، وهي كلها ارهاصات علاماتية واحداث كبرى مهمة قبيل الظهور/ الصيحة في رمضان. واستمرارا حتى القيام والثورة.
لذالك من فهم سياق الكلام يظهر لنا انّ المقصود من توجيه الامام ع الشيعة والاتباع المنتظرين من " أنْ يقبلوا على اسم الله اذا كان رجب " ، بمعــــــنى أنْ يبدأوا بالتوجه / التحرك الى إمامهم الحجة ع عند دخول رجب عام الظهور المبارك ، وهو نفس رجب الذي يظهور فيه السفياني حتما كما ورد في الروايات ،
وطبعا علامة رجب الذي يعنيه الامام ع بالتحديد هي نفس علامة تحقق خروج السفياني ، والمشفعة ايضا بعلامات كونية وصيحات جبرائيلية ثلاثة مزامنة متقاربة في هذا الشهر او الاوان.
ولقد علمنا مما سبق من الروايات ، ان شيعة واتباع ال البيت ع ، سيكون لهم فرصة تقارب الشهرين بعيدين عن خطر السفياني حيث سيكون مشتغلا بالقتال مع اعدائه واعداء الشيعة الاخرين. وهذه فرصة للهرب من بطشه القادم ، وكذالك استعداد للمواجهة والتحضير الذي يستلزمه الظهور القادم في الاشهر القليلة القادمة . حيث افق الارهاصات وصل اقصاه والظهور قاب قوسين او دنى .
لذالك نعود للمقطع السابق ونكمل ما يقول الامام ع من توجيهات لشيعته ، فأول تحركهم نحو الامام ع سيكون بدئاً من شهر رجب ،
ومن احب ان يتأخر الى شعبان فلا ضير من ذالك.
ومن يحب ان يتاخر الى رمضان ويكمل صيامه في اهله فلا ضير في ذالك ، ولعله للبعض سيكون اقوى لشد قلوبهم وتثبيتهم ، لما لشهر الصيام من بركات وآثار نفسية يتركها على الصائم.
ولعل هذا الترتيب الثلاثي للتحرك في الاشهر يظهر قوة ايمان من يسبق غيره باللحوق الى الامام ع ، اذا لم يكن هناك عارض / مانع يؤخره.
وطبعا وكما قلنا هنا الكلام موجها للشيعة عموما مما يظهر منه ، اي في مختلف اماكن تواجدهم في العالم وقتها ، ويبقى الاقرب جغرافيا اكثر معنيا من غيره بقدر حيثية قربه لا اصل التوجيه العام والمسؤلية الدينية والاخلاقية اتجاه امامه المذخور ، فتامل.
ولكن الى اين يتوجه بالتحديد شيعة واتباع ال البيت ع لكي يتجمعوا ويلتحقوا بالامام ع ، ونحن نعلم ان وقت تفعيل حركتهم الاستراتيجية هذه تكون قبيل ظهور الامام ع فضلا على انها لم تبين المكان/ البلد المطلوب توجههم اليه.
الجـــواب : علمنا من المبحث السابق لما وجه الامام ع شيعته للهرب من خطر السفياني اول خروجه ، بان اعطاهم ثلاث خيارات ، وكانت واحدة منها واهمها هي التوجه الى مكة ، وعلل الامام ع ذالك بأن قال ( فان مجمعكم فيها ) ، اي هي المحل الذي يجب ان تتجمعوا فيه تدريجيا وبدئا من شهر رجب وقت خروج السفياني والى حتى مجيئ يوم الخروج/ القيام المبارك في العاشر من محرم . فتامل كيف استخلصنا التوجيه من ربط الروايات ببعضها.
الى هنا وبقدر ما بيناه لحد الان ، اصبح لدينا واضحا الخطوط الرئيسية للتوجيهات المعصومة والتي يجب على شيعتهم في زمن الظهور الانتباه اليها وتطبيقها لتحصيل اكبر منفعة لحفظهم من جهة ولتسهيل وانجاح الظهور والثورة المباركة.
اذا علمنا هذا ، يتبين لكم اهمية هذا المبحث ، ودقته ، وخطورته ،
ويتبين لكم ايضا لما كتبنا موضوعا سابقا تحت عنوان ( المرجعية المهدوية) وقلنا هناك ان علماء وفقهاء عصر الظهو سوف يتطلب منهم ان يكونوا مطلعين فاهمين علامات وتفاصيل احداث الظهور بدقة لاستخراج التوجيهات الخاصة بزمن الظهور ، سواء بمجهودهم الذاتي او استحصاله من الباحثين المختصين .
طبعا لعله تظهر استفهامات متعلقة مترابطة مع هذا الاستظهار العام لخطة الامام ع
وهي مثلا هل ممكن لشيعتهم عمليا التوجه لمكة وكيف ، وهي داخلة تحت حكم دولة وهناك حدود وما الى غيرها من معوقات يمكن فرضها الان ، ونفس الحال مع المدينة او اي بلدة اخرى بالحجاز قريبة من مكة استعدادا ليوم الخروج والثورة وما يرافق ذالك من تفاصيل
وكذالك هناك استفهام اخر يظهر ، وهو وما نفعل بتوجيهات المعصوم بخصوص راية اليماني اهدى الرايات وكذالك راية الخرساني ، حيث قد يربك توجيه الشيعة بالتوجه الى مكة ، عن نصرة ومساندة رايتي اليماني والخرساني المهمتين جدا في انجاح الظهور والتخلص من خطر السفياني.
الجــــواب : مقدما برأيي القاصر ، طالما هناك توجيه من المعصوم ع لشيعته بالعموم للتوجه الى مكة كما بينا ذالك من فهم الروايات وربطها ، فان التفاصيل الدقيقة غير معلومة الا في وقتها ، ولكن نحن نعلم ان هناك قد تكون صعوبة ومشقة بدرجات مختلفة متعلقها البعد المكاني والضرف الخاص بكل منطقة ، ولكن طالما اكد المعصوم عليه فهو ليس بمستحيل ، وعلى الاقل هناك من سوف ينجح بالوصول من مجموع اتباعهم الكبير في منطقة الظهور . علما اننا نعلم من ان الحجاز بعد موت عبد الله حاكمهم الاخير قبيل الظهور سوف تضعف وتتقسم وهذا يفيد ويساعد في فهم سهولة الوصول بشكل اكبر.
واما ما يتعلق بالانضمام الى رايتي اليماني والخرساني
فهذا ايضا نفترض فيه عدم التقاطع ، ولكن لقلة المعلومات الواصلة الينا ظهرت هذه المشكلة الفهمية ،
ولكن يبقى برايي القاصر ، ان راية اليماني اذا افترضنا خروجها من اليمن سواء اليمن الحالي او ابعد من ذالك مما يشمل بعض مناطق السعودية الان وحيث يتواجد الشيعة مثلا ، فان خروجه وحسب تحقيقنا الخاص سيكون عند الصيحة المعلنة للظهور في شهر رمضان وسيكون متسابقا نحو الكوفة مع الخرساني ضد السفياني.
وهذا يعني ان الشيعة عموما محل التوجيه بالذهاب الى مكة سيكونون سابقين لخروج اليماني بشهرين ،
فاذا خرج اليماني فلا نعلم وقتها ما ستكون عليه التوجيهات الخاصة وقتها ، فقد يلتحق البعض به ويبقى الاخر ينتظر يوم خروج الامام الحجة ع في شهر محرم.
وفيما يخص راية الخرساني ، فهي لعلها ستكون تحت قيادة في دولة شيعية اكثر استقرارا من غيرها وكما نشهده الان من دولة ايران وفي ظل فرضية عصر الظهور ، ولهذا اكثر او معظم اتباعها عموما من اهل ايران ، وتبقى بقية التفاصيل مرهونة بيومها الموعود.
وهنا لا بد ونحن نتكلم عن راية اليماني وخروجها في شهر رمضان متسابقة نحو الكوفة ، فهذا يعني بالمنطق ، ان اليماني وضروف تمهيده اللازمة تحصل قبل خروجه ولو بفترة قصيرة ، لان الرواية تقول انهم اي الرايات الثلاثة يخرجون في يوم واحد متسابقين نحو الكوفة ، اي ان الراية جاهزة كاملة بعددها وعدتها ويوم الصيحة تنطلق لا ان يكون بدأ نشوئها في ذالك اليوم كما افهم من ظاهر المعنى بالميزان المنطقي للفهم والله اعلم.
نكمل لاحقا بقيت البحث
والسلام عليكم
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) ... 1- ( في غيبة النعماني(14) في حديث الحسن بن محبوب، عن الرضا (عليه السلام) كأني به أسر ما كانوا. قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد، كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال (عليه السلام) ثلاثة أصوات في رجب. أولها: ألا لعنة الله على الظالمين. والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين. والثالث: يرى بدنا بارزا مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم.)
2- ( عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
*قال: سيفعل الله ذلك بهم، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم (السفياني وأعوانه)، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه).
ويوضح هذا الحديث إلى أن ظهور هذه العلامة بعد خروج السفيـاني، وكما نعلم سابقاً بأن السفياني يخرج في رجب،*
بل أكد أبو عبد الله (عليه السلام) وقوع هذه العلامة في رجب حيث (أنه قال: العام الذي فيه الصيحة، قبله الآية في رجب، قلت وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر (الشمس على قول آخر) ويد بارزة).
وهذا البدن البارز (الوجه والصدر) فلعله الارجح هو الذي ينادي النداءات الثلاثة في رجب كما في الرواية رقم ( 1 ) اعلاه
وعليه نقول : ستبدأ أول الاصوات المسموعة في سنة الظهور في شهر رجب وسيكون اولها وكما هو اعلاه متعلق بحادثة السفياني وخروجه الذي سيكون في شهر رجب .
نكمل البحث فيما تبقى من الروايا الخامسة ، والثالثة ، التي وضعناها سابقا محل البحث
وناتي على على المقطع التالي من الرواية رقم 5 وكما ادناه:
يقول الامام ع : (يا سدير الزم بيتك ، وكن حلساً من أحلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ،*فإذا بلغك أنّ السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك ).
اقــــــول : قول الامام ع ( بعد توجيهه العام لشيعته بالابتعاد عن الانخراط في فتن آخر الزمان حتى ياتي وقت تحركهم المناسب) ، اذا بلغكم ان السفياني قد خرج ( في شهر رجب كما معلوم) ، فأرحلوا الينا مسرعين ( نحو مكان تجمعكم في مكة المكرمة) ، وبأي طريقة ممكنة وقدر الاستطاعة حتى لو مشيا على الاقدام ياشيعتنا الكرام / المعنى ... فتأمل تاكيد المطلب وضرورة تلبيته.
بالحقيقة يظهر لي من هذا مختصر مفيد ومهم جدا رغم ايجازه ، وهو يلخص سابق كل ماذكرنا .
اذن يوم خروج السفياني سيكون التوقيت الاستراتيجي المهم لتحركنا ، وباي وسيلة ممكنة يحتاج اتباع ال البيت ع ان يوافوا مكة استعدادا ليوم الخروج.
بقي هناك مسألة متعلقها ، هل هذا من الامام توجيه عام ارشادي فقط ، ام امر مولوي من مقام المعصوم ع !!!
اقول : يظهر لي ولست مختصا في البت فيه ، انه اقرب الى الامر المولوي لمن يستطيع. والله اعلم ، فضلا وبغض النظر عن كل ذالك ، اهمية التوجيه في ضرفه ونوعه هو في غاية الاهمية بلا شك .
اما المقطع من الرواية 3 السابق فهو :
قلت : فما العلامة فيما بيننا و بينك جعلت فداك؟!!!.
قال عليه السلام : (لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني ، فإذا خرج السفياني ، فأجيبوا إلينا يقولها ثلاثا*، وهو من المحتوم).
وهذ واضح صريح في مسالة التاكيد علينا يضاف الى كل ما سبق .
ويبين ان علامة الشيعة للتحرك هو خروج السفياني الحتمي في شهر رجب ( عام الظهور/ الصيحة)
والعلامة التي طلبها السائل من الامام هي التي تعطيهم العلم/ الاشارة اللازمة لبدأ تحركهم نحو مكان تجمعهم ( مكة)
وقول الامام ع ، " لا تبرح الارض حتى يخرج السفياني " ، فيها مقصدين يمكن استظهارها/ استنتاجها
1ـ اشارة بدأ الانطلاق
2ـ توجيههم بالسكون في عصر الظهور حيث كثرة الفتن ،
ولقد علمنا من الروايات التوجيهات الارشادية لشيعتهم بالسكون ، وان يكونوا حلسا من احلاس الدار ، وما الى غيرها من تعابير قريبة تصب في نفس المعنى ونستخلص منها نفس الفهم.
ولا شك هذا يفيد في مصلحة الاتباع الموالين ويبعدهم عن انظار اهل الفتن ، او الدخول فيها ، ويدخرهم ليومهم الموعود. فتامل .
( و ها نحن الان في زمننا هذا ، ونظن اننا في عصر الظهور مفترضين لا قاطعين ، ونجد مثلا مرجعيتنا الدينية في العراق خير مثال ومصداق لتطبيق قول الامام المعصوم ، بل لم نشهد مرجعية حلساء في العراق كمرجعية سماحة السيد السيستاني حفظه الله وما يشهده من فتن كبيرة ، وما شهدناه من فتواه بالجهاد الكفائي مؤخرا يعطي انتباه لنا لكبير وعيه وبعد نظره وحكمته "بالقياسات العلاماتية " سواء قصدها حيثيتا ام لا ، الى درجة وصلت ببعض المؤمنين الاخذ عليه بالتقصير المتعلق بالضروريات والمسؤليات كمرجعية عليا في العراق . والله اعلم )
وقول الامام ع ، " فاجيبوا الينا " ، بعد العلم طبعا بخروج السفياني الملعون ،
فهنا حرف الفاء يفيد للترتيب السريع ، والمعنى يكون : اذا بلغكم ياشيعتنا الذين تعيشون عصر وارهاصات الظهور بان السفياني قد خرج ، فاسرعوا بالتحرك الينا مبــــاشرتا ... اين ما تكونوا ، وباي طريقة ولو مشيا على اقدامكم. (علما بان تعبير وطلب الامام بالقدوم ولو مشيا ، يفيد التنبيه بالاسراع من حيث نوع وسيلة النقل ، وليس الضروفه الاخرى كأمان طريق والمعوقات والصعوبات الاخرى وهذه باعتبارها فهي ايضا نستفاد من الفهم العام انها ليست عذر كافي ، بل على المنتظر الموالي فعل اقصى طاقته للوصول في خدمة امامه ، ولا يخفى للمؤمن ان باطن هذا العمل لهو الشرف الرفيع والمقام العالي الذي يطمح اليه المعصوم ع نفسه ليكون في خدمة ولي الله المذخور ) .