العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العام

المنتدى العام المنتدى مخصص للأمور العامة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء
عضو برونزي
رقم العضوية : 77204
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 491
بمعدل : 0.12 يوميا

شجون الزهراء غير متصل

 عرض البوم صور شجون الزهراء

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العام
افتراضي بيان سبب ازدياد حب الدنيا
قديم بتاريخ : 24-11-2014 الساعة : 10:45 AM



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

اعلم أنّه ولما كان الإنسان وليد هذه الدنيا الطبيعية، وهي أمه، وهو ابن هذا الماء والتراب، فإنّ حب الدنيا يكون مغروساً في قلبه منذ مطلع نشوئه ونموه، وكلما كبر في العمر، كبر هذا الحب في قلبه ونما. وبما وهبه الله من القوى الشهوانية ووسائل التلذّذ للحفاظ على ذاته وعلى البشرية، يزداد حبه ويقوى تعلّقه، ويظن أنّ الدنيا إنّما هي دار اللذات وإشباع الرغبات، ويرى في الموت قاطعاً لتلك اللذات، وحتى لو كان يعرف من أدلة الحكماء أو أخبار الأنبياء (صلوات الله عليهم) أنّ هناك عالماً أخروياً فإنّ قلبه يبقى غافلاً عن كيفية عالم الآخرة وحالاته وكمالاته ولا يتقبّله، فضلاً عن بلوغه مقام الاطمئنان. ولهذا يزداد حبّه وتعلّقه بهذه الدنيا.

وبما أنّ حب البقاء فِطري في الإنسان، فهو يكره الزوال والفناء، ويظنّ أنّ الموت فناء. ولو أنّه آمن بعقله بأنّ هذه الدنيا دار فناء ودار ممر، وأنّ العالم الآخر عالم بقاء سرمدي، فما دام إيمانه العقلي هذا يكون موجوداً، ولم يدخل الإيمان قلبه، بل ولم يحصل الاطمئنان الذي هو المرتبة الكاملة للإيمان القلبي. فهو لا يزال يميل فطرةً إلى الدنيا والبقاء فيها كما طلب إبراهيم خليل الرحمن من الحق المتعال هذا الاطمئنان، فأنعم به عليه. إذاً، إمّا أنّ القلوب لا تؤمن بالآخرة، مثل قلوبنا، وإن كنا نصدّق بها تصديقاً عقلياً، وإما أنها لا اطمئنان فيها، فيكون حب البقاء في هذا العالم، وكراهة الموت والخروج من هذا العالم في القلب موجوداً. ولو أدركت القلوب أنّ هذه الدنيا هي أدنى العوالم، وأنّها دار الفناء والزوال والتصرّم والتغيّر، وأنها دار الهلاك ودار النقص، وأنّ العوالم الأخرى التي تكون بعد الموت عوالم باقية وأبدية، وأنها دار كمال وثبات وحياة وبهجة وسرور، لحصل فيها بالفطرة حب تلك العوالم، ولنفرت من هذه الدنيا. ولو ارتفع الإنسان عن هذا العالم ووصل إلى مقام الشهادة والوجدان ورأى الصورة الباطنية لهذا العالم وللتعلّق به، والصورة الباطنية لذلك العالم ـ عالم الآخرة ـ والتعلّق به، لأصبح هذا العالم ثقيلاً عليه، وغصّة في حلقه ولنفر منه، واشتاق للتخلّص من هذا السجن المظلم ومن سلسلة قيود الزمان والتغيّر، كما جاء في كثير من كلام الأولياء.
يقول الإمام علي عليه السلام: "وَاللهِ لابْنُ أَبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَديِ أُمِّهِ"1.
ذلك لأنّه رأى بعين الولاية حقيقة هذه الدنيا، فلا يؤثر على مجاورة رحمة الحق المتعال شيءٌ أبداً. ولولا المصالح لما ثبتت نفوسهم الطاهرة، لحظة واحدة، في سجن الطبيعة المظلمة. إنّ الوقوع في الكثرة ونشأة الظهور والاشتغال بالتدبرات المُلكية بل التأييدات الملكوتية، يعدّ كل ذلك للمحبين والمنجذبين ألماً وعذاباً ليس بقدورنا أن نتصوّرهما.

إنّ أكثر أنين الأولياء إنّما هو لألم فراق المحبوب والبعد عن كرامته، كما أشاروا إلى ذلك بأنفسهم في مناجاتهم، على الرغم من أنّهم لا يحجبهم حجاب مُلكي أو ملكوتي، وقد اجتازوا جحيم الطبيعة الذي كان خامداً غير مستعر، وقد خلوا من التعلّق بالدنيا وتطهّرت قلوبهم من الخطيئة الطبيعية. إلاّ أنّ الوقوع في عالم الطبيعة هو بذاته تلذّذ طبيعي وقسري، مما كان يحصل لهم، ولو بأقل مقدار، فكان ذلك من باب الحجاب. وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّما ليَغانُ عَلَى قَلْبِي وإنّي لأَسْتَغفِرُ الله فِي يَوْمٍ سَبْعينَ مَرَّةً"3.2

------------------

(1) نهج البلاغة ـ الخطبة 5 ـ ( الشيخ صبحي الصالح.
2- م. ن، ج67، ص 44.
3- الأربعون حديثاً، ص156-158.



توقيع : شجون الزهراء
أحبتي الكرام ستميحكم عذرا أكتفي بهذا القدر
من نشر علوم آل محمد عليهم السلام و أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل اعمالنا واعمالكم ويجعله خالصة لوجهه الكريم استودعكم الله واسالكم براءة ذمه
من مواضيع : شجون الزهراء 0 سوء الظن.. يمحو الدين ويثير الفتن
0 سوء الظن والخروج من دائرة الايمان
0 هل الهدف لقاء الإمام المهدي (عليه السلام)؟
0 لماذا خلق الله النار؟
0 أسباب انتشار السحر
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:49 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية