بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
قال الله تعالى (فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ) .
عبر أيام التاريخ والسجالات بين الناس والشبهات في العقائد لا تتوقف ، والسبب يعود لربما الجهل ، أو لزيادة المعرفة والإطمئنان ، أو بسبب القراءة السطحية لبعض الأخبار المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام .
ومن تلك المسائل التي وقع فيها الأخذ والرد (مصير السادة المنتسبين للنبي وإبنته الصديقة عليهما السلام ، من مسألة النار) .
أقول في السؤال :
ما صحة ما ورد في بعض الروايات أن السادة المنتسبين إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لا تمسهم النار ؟
الجواب للعلماء في هذه المسألة ثلاثة آراء :
الرأي الأول : ان كل من إتصل نسبه من قريب أو بعيد إلى الرسول صلى الله عليه وآله لا تمسه النار يوم القيامة .
ولا يوجد للعلماء في هذا الرأي المستند القوي ، والرواية المعتبرة ، فالسادة كسائر الناس ، من أطاع الله وسار في طريق الصلاح وإبتغاء رضوانه كان من أهل الجنة ، ومن عصى الله كان مستحقاً للنار والعقاب والعياذ بالله .
نعم إستنتج بعض العلماء من بعض الأخبار ، بأن السادة ، سيما العصاة منهم ربما يدخلون الجنة بأحد سببين ، أحدهما شمولهم لشفاعة النبي صلى الله عليه وآله ، وأهل بيته المعصومين عليهم السلام ، والسبب الثاني كما فهم بعض العلماء أنهم يتوفقون للتوبة في أخر حياتهم .
الرأي الثاني : لا يقع على السادة المنتسبين للرسول (ص) العذاب والخلود في النار .
لبعض الروايات التي فهم من مضمونها بعض العلماء هذه النتيجة ، وتوقف البعض الآخر من العلماء عندها !
الرأي الثالث : وهو الثابت وعليه إتفاق علماء المذهب الإمامي أعلى الله كلمتهم ، أن الذين لا تمسهم النار من المنتسبين إلى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، هم خصوص من ولدتهم سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام من دون واسطة .
وذلك للروايات المعتبرة في كتبنا الحديثية ، كالمروي في كتاب عيون الأخبار للشيخ الصدوق قدس سره ، روى بسنده عن حماد بن عثمان قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ، هل قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ؟ فقال الإمام عليه السلام : المعتقون من النار هم ولد بطنها الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم عليهم السلام .
وبهذا نفهم أن مثل هذا التساؤل كان منذ القدم ولا يزال محل شبهة لدى البعض ، سيما في الجو الديني المتزلزل .
والذي أراه شخصياً أن الإنتساب والقرابة من رسول الله ، هو تشريف وتكليف ، فالتشريف إنما يتحقق بالعمل والمحافظة على جوهر الإلتزام بالمبادئ المحمدية ، إذ أن التكليف يتمثل في أن يكون المنتسب للرسول صورة مصغرة من ذلك العظيم بالإلتزام وبالطاعات وتجنب المحرمات والشبهات والله العالم .
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف
الف الف شكرا على هذا البحث القيم الذي أوضح لي الصورة بما يتعلق بهذه الموضوع تسلم الايادي
في انتظار جديدك