اللهم صل على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
ميكائيل سلم عليها و هو يقول ان اللّه تعالى يقرئك السلام يا حبيبة حبيب اللّه و ثمرة فؤاده اليوم تلحقين بالرفيق الأعلى و جنّة المأوى
[دلائل الإمامة ص 44.]
قالت اُم سلمى زوجة أبي رافع: كنت أمرض فاطمة أيام شكاتها فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها فقالت لي: يا اُماه اسكبي لي غسلاً فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت لي: يا اُماه أعطيني ثيابي الجدد فلبستها و أمرتني أن اقدم فراشها وسط البيت ففعلت فنامت فنامت عليه مستقبلة القبلة و قالت: يا اُماه اني مقبوضة الآن فلا يكشفني أحد
[مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 461.]
تقول أسماء بنت عميس: لما دخلت فاطمة البيت انتظرتها هنيئة ثم ناديتها فلم تجب فناديت: يا بنت محمد المصطفى يا بنت أكرم من حملته النساء يا بنت خير من وطأ الحصا يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى فلم تجب فدخلت البيت و كشفت الرداء عنها فإذا بها قد قضت نحبها شهيدة
[روى الكليني في اُصول الكافي بهامش مرآة العقول ج 1 ص 382 ان فاطمة كانت صديقة شهيدة و رواه الطبرسي في الإحتجاج ص 54 مرسلاً و قال المجلسي في مرآة العقول ج 1 ص 383 ان شهادة فاطمة من المتواترات.] صابرة مظلومة محتسبة ما بين المغرب والعشاء
[مصباح الأنوار.] فوقعت عليها اُقبلها و أقول: يا فاطمة إذا قدمت على أبيك صلّى اللّه عليه و آله فاقرئيه مني السلام فبينا هي كذلك و إذا بالحسن والحسين دخلا الدار و عرفا انها ميتة فوقع الحسن يقبلها و يقول: يا اُماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني والحسين يقبّل رجلها و يقول: يا اُماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت ثم خرجا إلى المسجد و أعلما أباهما
بشهادة اُمهما فأقبل أميرالمؤمنين إلى المنزل و هو يقول: بمن العزاء يا بنت محمد كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك.
و قال عليه السلام: اللّهم اني راض عن ابنة نبيك صلّى اللّه عليه و آله اللّهم انها قد أوحشت فآنسها و هجرت فصلها و ظلمت فاحكم لها يا أحكم الحاكمين
[البحار ج 18 ص 271 كمبني في الصلاة على الميّت.]
و خرجت اُم كلثوم متجللة برداء و هي تصيح: يا أبتاه يا رسول اللّه الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده و كثر الصراخ في المدينة على ابنة رسول اللّه و اجتمع الناس ينتظرون خروج الجنازة فخرج إليهم أبوذر و قال: انصرفوا ان ابنة رسول اللّه اخر إخراجها هذه العشية
[روضة الواعظين ص 131.]
و أخذ أميرالمؤمنين في غسلها و علله الإمام الصادق عليه السلام بأنها صديقة فلا يغسلها إلّا صدّيق كما ان مريم لم يغسلها إلا عيسى عليه السلام
[علل الشرائع للصدوق ص 22 باب 148.] و قال عليه السلام: ان علياً أفاض عليها من الماء ثلاثاً و خمساً و جعل في الخامسة شيئاً من الكافور و كان يقول: اللّهم انها أمتك و بنت رسولك و خيرتك من خلقك اللّهم لقنها حجتها و أعظم برهانها و اعل درجتها و اجمع بينها و بين محمد صلّى اللّه عليه و آله
[البحار ج 18 ص 263.] و حنطها من فاضل حنوط رسول اللّه الذي جاء به جبرئيل فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله: يا علي و يا فاطمة هذا حنوط من الجنّة دفعه إلى جبرئيل و هو يقرئكما السلام و يقول لكما اقسماه و أعز لا منه لي و لكما فقالت فاطمة ثلثه لك والباقي ينظر فيه علي عليه السلام فبكى رسول اللّه و ضمّها إليه و قال: انك موفقة رشيدة مهدية ملهمة يا علي قل في الباقي فقال:
نصف منه لها و نصف لمن ترى يا رسول اللّه قال: هو لك
[الطرف لابن طاووس ص 41 الطرفة 27.]
و كفنها في سبعة أثواب
[مصباح الأنوار.] و قبل أن يعقد الرداء عليها نادى: يا اُم كلثوم يا زينب يا فضة يا حسن يا حسين هلمّوا و تزوّدوا من اُمكم الزهراء فهذا الفراق و اللقاء في الجنّة فأقبل الحسنان عليهماالسلام يقولان: واحسرتا لا تنطفي من فقد جدنا محمد المصطفى و اُمنا الزهراء إذا لقيت جدنا فاقرأيه منا السلام و قولي له انا بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: اشهد اللّه انها حنّت و أنّت و مدت يديها و ضمتّهما إلى صدرها ملياً و إذا بهاتف من السماء ينادي: يا أباالحسنين ارفعهما عنها فلقد أبكيا واللّه ملائكة السماء فرفعهما عنها و عقد الرداء عليها
[البحار ج 10 ص 51 من حديث ورقة.]
و صلى عليها و معه الحسن والحسين و عقيل و عمار و سلمان والمقداد و أبوذر
[روضة الواعظين ص 131.] و دفنها في بيتها
[في عيون المعجزات ص 47 انها في البقيع و في دلائل الإمامة ص 46 انها في الروضة و عند العلامة الحلي في المنتهى والشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه ص 220 الصحيح انها في بيتها فلما زادت بنوامية المسجد صارت فيه و استظهر هذا المجلسي في مرآة العقول ج 1 ص 39 و قال الصدوق: لما حججت كان رجوعي على المدينة فزرت فاطمة في بيتها.]
و لما وضعها في اللحد قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه محمد بن عبداللّه سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك منّي و رضيت لك بما رضي اللّه لك ثم قرأ: منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اُخرى
[مصباح الأنوار.] و في حديث غيرنا ان أميرالمؤمنين لما أنزلها في القبر
و سواه عليها سألها الملكان: من ربك؟ قالت: اللّه ربي، قالا: و من نبيّك؟ قالت: أبي محمد، قالا: و من إمامك؟ قالت: هذا القائم على قبري علي
[الإصابة ج 4 ص 478 بترجمة عروة بن مسعود.]
ثم انه عليه السلام سوى في البقيع سبعة قبور
[روضة الواعظين ص 131. ] أو أربعين قبراً
[دلائل الإمامة ص 46.] و لما عرف الشيوخ دفنها و في البقيع قبور جدد أشكل عليهم الأمر فقالوا: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذا القبور لنخرجها و نصلي عليها فبلغ ذلك أميرالمؤمنين عليه السلام فخرج مغضباً عليه قباؤه الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة و بيده ذوالفقار و هو يقسم باللّه لئن حول من القبور حجر ليضعنّ السيف فيهم فتلقّاه عمر و معه أصحابه فقال له مالك: واللّه يا أباالحسن لننبشنّ قبرها و نصلّي عليها.
فأخذ أميرالمؤمنين بمجامع ثوبه و ضرب به الأرض و قال له: يا ابن السوداء أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس عن دينهم و أما قبر فاطمة فو الذي نفس علي بيده لئن حول منه حجر لأسقينّ الأرض من دمائكم و جاء أبوبكر و أقسم عليه برسول اللّه أن يتركه فخلى عنه و تفرّق الناس