تفسير روح المعاني
للالوسي
الجزء الخامس عشر
ص330
يقول مانصة
وههنا التعليم يحتمل بواسطه الوحي المسموع بلسان الملك وهو القسم الاول من اقسام الوحي الظاهري كما وقع لنبينا-ص-في اخباره عن الغيب الذي ارجاه الله تعالى اليه في القران الكريم وان يكون بواسطه الوحي الحاصل باشاره الملك من غير بيان بالكلام وهو القسم الثاني من ذلك ويسمى بالنفث كما حديث ان روح القدس نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله تعالى واجملوا بالطلب
والالهام على مايشير اليه بعض عبارات القوم من هذا النوع ويثبتون له ملكا يسمونه ملك الالهام
ويكون للانبياء عليهم السلام ولغيرهم بالاجماع
ولهم في الوقوف على المغيبات طرق تتشعب من تزكية الباطن والايه عندهم اصل في اثبات العلم اللدني
اقول انا الطالب313 اليس ملك الا لهام يكون لغير الانبياء بالاجماع وهذا مانقوله في الائمه انهم يوحى اليهم بالالهام
والوثيقه
وهنا الله يوحي الى الحواريين
وهنا الوحي الى الاسباط
وهنا الله يوحي الى النحل
وهنا الله يوحي الى ام موسى
وهنا معناه الاصطلاحي
(لسان العرب)
الوَحْيُ: الإِشارة والكتابة والرِّسالة والإِلْهام والكلام الخَفِيُّ وكلُّ ما أَلقيته إِلى غيرك. يقال: وحَيْتُ إِليه الكلامَ وأَوْحَيْتُ.
ووَحَى وَحْياً وأَوْحَى أَيضاً أَي كتب؛
(القاموس المحيط)
الوَحْيُ: الإِشارةُ، والكِتابَةُ، والمَكْتُوبُ، والرِّسالَةُ، والإِلْهامُ، والكَلامُ الخَفِيُّ، وكُلُّ ما ألْقَيْتَهُ إلى غَيْرِكَ، والصَّوْتُ يَكُونُ في النَّاسِ وغَيْرِهِم،
كالوَحَى والوَحَاةِ
اقوال السنه بهذا الصدد
قال القسطلاني في شرحه 5 ص 431: قال المؤلف: يجري على ألسنتهم الصواب من غير نبوة. وقال الخطابي: يلقى الشئ في روعه، فكأنه قد حدث به يظن فيصيب ويخطر الشيئ بباله فيكون، وهي منزلة رفيعة من منازل الأولياء.
وقال الحافظ محب الدين الطبري في " الرياض " 1 ص 199: ومعنى محدثون والله أعلم أي يلهمون الصواب، ويجوز أن يحمل على ظاهره وتحدثهم الملائكة لا بوحي وإنما بما يطلق عليه اسم حديث، وتلك فضيلة عظيمة
وقال القرطبي في تفسيره ج 12 ص 79: قال ابن عطية: وجاء عن ابن عباس إنه كان يقرأ: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. ذكره مسلمة بن القاسم بن عبد الله ورواه سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس. قال مسلمة: فوجدنا المحدثين معتصمين بالنبوة - على قراءة ابن عباس - لأنهم تكلموا بأمور عالية من أنباء الغيب خطرات، ونطقوا بالحكمة الباطنة، فأصابوا فيما تكلموا، وعصموا فيما نطقوا كعمر بن الخطاب في قصة سارية وما تكلم به من البراهين العالية.
قال الغزالي: قال بعض العارفين سألت بعض الأبدال عن مسألة من مشاهد النفس فالتفت إلى شماله وقال: ما تقول رحمك الله؟ ثم إلى يمينه كذلك، ثم أطرق إلى صدره فقال: ما تقول؟ ثم أجاب فسألته عن التفاته؟ فقال: لم يكن عندي علم فسألت الملكين فكل قال: لا أدري فسألت قلبي فحدثني بما أجبت فإذا هو أعلم منهما. قال الغزالي: وكأن هذا معنى هذا الحديث
وهنا قولهم بان هذه الافعال لعمر وغيره
ورواه ابن الجوزي في " صفة الصفوة " 1 ص 104 وقال: حديث متفق عليه وأخرجه أبو جعفر الطحاوي في " مشكل الآثار " 2 ص 257 بطرق شتى عن عايشة وأبي هريرة، وأخرج قراءة ابن عباس: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. قال: معنى قوله محدثون أي ملهمون، فكان عمر رضي الله عنه ينطق بما كان ينطق ملهما، ثم عد من ذلك ما قد روي عن أنس بن مالك قال قال عمر بن الخطاب: وافقني ربي أو وافقت ربي في ثلاث: قلت: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى. فنزلت: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى. وقلت: يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت: عسى ربي إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت كذلك قال الأميني: إن كان هذا من القول بإلهام فعلى الاسلام السلام، وما أجهل القوم بالمناقب حتى أتوا بالطامات الكبرى كهذه وعدوها فضيلة، وعليهم إن عقلوا صالحهم إنكار مثل هذا القول على عمر، وفيه حط لمقام النبوة، ومسة على كرامة صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله
الحصين الخزاعي المتوفى سنة 52، أخرج أبو عمر في " الاستيعاب " 2 ص 455: إنه كان يرى الحفظة وكانت تكلمه حتى اكتوى. وذكره ابن حجر في الإصابة 3 ص 26.
وقال ابن كثير في تاريخه 8 ص 60: قد كانت الملائكة تسلم عليه فلما اكتوي انقطع عنه سلامهم، ثم عادوا قبل موته بقليل، فكانوا يسلمون عليه رضي الله عنه. و في شذرات الذهب 1 ص 58: إنه كان يسمع تسليم الملائكة عليه، ثم اكتوي بالنار فلم يسمعهم عاما، ثم أكرمه الله برد ذلك.
وذكر تسليم الملائكة عليه الحافظ العراقي في " طرح التثريب " ج 1 ص 90، وأبو الحجاج المزي في " تهذيب الكمال " كما في تلخيصه ص 250، وقال ابن سعد وابن الجوزي في " صفة الصفوة " 1 ص 283: كانت الملائكة تصافحه. وذكره ابن حجر في " تهذيب التهذيب " 8 ص 126.
ومنهم: أبو المعالي الصالح المتوفى 427، أخرج الحافظان ابنا الجوزي وكثير أن أبا المعالي أصابته فاقة شديدة في شهر رمضان فعزم على الذهاب إلى رجل من ذوي قرابته ليستقرض منه شيئا قال: فبينما أنا أريده فنزل طائر فجلس على منكبي وقال: يا أبا المعالي أنا الملك الفلاني، لا تمضي إليه نحن نأتيك به. قال: فبكر إلي الرجل " صف 2 ص 280، ظم 9 ص 136، يه 12 ص 163 ".
ومن مصادر الفرقة الحقة اعلى الله مقامها
وروى شيخ الطائفة في أماليه ص 260 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي عليه السلام محدثا، وكان سلمان محدثا قال: قلت: فما آية المحدث؟ قال: يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت كيت.
وبالإسناد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: منا من ينكت في قلبه، ومنا من يقذف في قلبه، ومنا من يخاطب.
وبإسناده عن الحرث النصري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الذي يسأل عنه الإمام وليس عنده فيه شئ من أين يعلمه؟ قال: ينكت في القلب نكتا، أو ينقر في الأذن نقرا، وقيل لأبي عبد الله عليه السلام: إذا سئل كيف يجيب؟ قال: إلهام وسماع وربما كانا جمعا.
وروى الصفار بإسناده في " بصائر الدرجات " عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ألست حدثتني إن عليا كان محدثا؟ قال: بلى. قلت: من يحدثه؟ قال: ملك. قلت: فأقول: إنه نبي أو رسول؟ قال: لا. بل مثله مثل صاحب سليمان، ومثل صاحب موسى، ومثل ذي القرنين، أما بلغك أن عليا سئل عن ذي القرنين؟ فقالوا: كان نبيا؟ قال: لا. بل كان عبدا أحب الله فأحبه، وناصح الله فناصحه.
والان هل يوحى الى امير الموحدين ام لا
----------ابحاث الطالب313--------