لازالت التهديدات الأميركية بشن عدوان أميركي على سوريا قائمة رغم تراجع أوباما العلني بالإحتماء خلف الكونغرس, ومع إطلاق الصواريخ الأميركية الصهيونية شرق المتوسط لم يختلف المحللين السياسيين على أن هذه الصواريخ رسائل الى الكونغرس الأميركي وسوريا ومن خلفها روسيا ومحور المقاومة, ولا يمكن أن ننفي بأن هذه الصواريخ أثارت جدلاً وزوبعه إعلامية واسعه, والسؤال ما الهدف من إطلاق هذه الصواريخ هل هي رسائل سياسية؟ أم مقدمة حرب واسعه؟ أم أن لها أهداف أخرى؟
قبل الحديث عن الصواريخ ولفهم سبب إطلاق هذا الصواريخ أعود بأذهان القاريء الى بداية التهديدات الأميركية لسوريا, حيث خرج وزير الخارجية الروسي وقال يومها: روسيا لن تدخل الحرب ضد أحد, ومن هنا بدأت القصة, حيث أكد مصدر روسي مطلع مقرب من دوائر القرار الروسية, بأن المؤتمر الصحفي للوزير لافروف الذي إستمر ما يقارب الساعه, يمكن إختصاره بثلاث كلمات فقط قالها نهاية المؤتمر، وهي "روسيا لن تدخل الحرب".
وأضاف المصدر إن الوزير الروسي أراد أن يبلغ الأميركيين رسالة واحدة فقط وهي أن روسيا لن تدخل الحرب, لأن الأمريكيين يدركون تماماً أن روسيا التي دافعت عن الشرعية الدولية وعن سورية طوال عامين لن تتخلى عنها في الساعات الأخيرة للأزمة, وخصوصاً مع بدء تقدم القوات السورية على كل الجبهات, وبالتالي سيقرؤون جيداً أي الناتو معنى كلام الوزير الروسي حين قال "روسيا لن تدخل الحرب"، وسيدرك الناتو تماماً أن خطط عسكرية وأسلحة تم تجهيزها مسبقاً لمثل هذه الحالة تمكن سوريا من ردع أي عدوان أميركي بقوة ساحقة دون أن تتدخل القوات الروسية.
وأكد المصدر في تعليقه على كلام الوزير الروسي بأنه من الواضح أن سوريا تخفي منظومات دفاع جوي غير معلنة إضافة الى مضادات بحرية والعديد من الأسلحة التي لا يتوقعها الناتو.
وبالعودة للصواريخ الأميركية تشير مصادر خاصة الى أن إطلاق الصواريخ لم يكن خارج الإرباك الأميركي من كلام الوزير الروسي, حيث أفادت المصادر أن تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعاد خلط الأوراق بين واشنطن وحلفائها وأربكهم, وأضافت المصادر أن الهدف الحقيقي من إطلاق الصواريخ كان كشف قدرة الرادارات السورية ومدى إستعدادها للقتال والأهم هو مدى فعالية هذه الرادارات في كشف الصواريخ.
ويؤكد المصدر بأن الأميركي صدمته ردة الفعل حيث تصرفت سوريا وروسيا بذكاء يوحي بأنهم يتوقعون مثل هذه الخطوة, وقد وضعوا سيناريو مسبق لمثل هذه العملية حيث أن روسيا أعلنت بأنها رصدت إطلاق الصواريخ بينما سوريا أعلنت أنها لم ترصد أي صاروخ ليبقى لغز الدفاعات الجوية السورية قائماً, والسؤال الحقيقي الآن هل فعلا سوريا لم ترصد هذه الصواريخ؟ ومن المؤكد أن الأميركي لن يصدق هذا الكلام.
ويفيد المصدر أن سرعه إعلان موسكو عن إطلاق الصواريخ الأميركية الإسرائيلية, وتنصل دمشق من أنها رصدت هذه الصواريخ زاد من ضبابية الدفاعات الجوية السورية, وأدخل الأميركي في دوامة جديدة, والسؤال الذي يقتل الأميركي ومن خلفه أدواته, ماذا تخفي دمشق من أسلحة متطورة وعلى ماذا تعتمد الدفاعات الجوية السورية..؟؟, وحين قال لافروف روسيا لن تدخل الحرب.
وأكد المصدر ان حالة التأهب التي تعيشها القوات السورية وإعتبار التهديدات الأميركية تهديدات جدية هي بحد ذاتها رسالة هامة للأمريكيين, والتكتم السوري على قدراته له تفسير واحد بأن دمشق تتمنى من الأميركي أن يجازف ويختبر مفاجئاتها العسكرية, فمن يخاف الحرب يستعرض عضلاته, ولكن القوي لا يحتاج الى إستعراض العضلات.
ويبقى السؤال هل أدرك الأميركي بأن اللعبة السياسية والعسكرية في المنطقة مكشوفة أم سيستمر بمحاولة معرفة ما تخفيه دمشق علماً بأن أي خطأ يرتكبه الأميركي قد يكون الشرارة التي تشعل برميل البارود, ويخرجه من دائرة القرار في أحداث الشرق الأوسط.
من خلال كل مل ماتقدم ،،هل يمكن ان تحدث حربا غربية امريكية مع روسيا ومن ورائها الصين والدول المتحالفة معهما بسبب ما يجري في سوريا واحتماليات الضربة الامريكية ،،،
هل يمكن ان تجازف امريكا ومعها اوربا والغرب عموما بحالة الاستقرار العالمي النسبي من اجل اسقاط النظام في سوريا او لنقل لاجل توجيه ضربة عقابية للنظام في سوريا بسبب استعماله المزعوم للسلاح الكيمياوي ،،،
اتصور ان امريكا وبشخص رئيسها اوباما تعيش حالة سلوك الطريقين لا ثالث لهما ،،
اما الضربة والاستعداد لكل الاحتمالات ،،
او ترك الامر للمجتمع الدولي ،،،
لكن سلوك الطريق الثاني ممكن من نتائجه ان يستقوي النظام في سوريا ومعه جيشه النظامي ليسحق المعارضة المسلحة بشقيها العلماني والمتطرف ،،
اذن هي مجازفة لاتحمد عواقبها لدى امريكا ،،وهي التي لطالما اكدت دعمها للمعارضة في سوريا ولتغيير النظام في سوريا ،،وهي بهذا قد فقدت مصداقيتها لدى الراي العام العالمي والغربي والامريكي ،،وهو مما تحسبه الف حساب لدى اي خطوة تنتهجها الادارة الامريكية في العالم ،،،
لكن هناك طرف قد تناسيناها في هذه المعادلة ،وهي اسرائيل ،،،
اسرائيل ،،ماتريد في هذه المرحلة ،،
يبدوا من خلال قراءة سياستها منذ الازمة في سوريا والى احتمالية توجيه الضربة الى سوريا ،،هي في حالة اللا قرار ،،
وحالها حال الرئيس الامريكي اوباما وادارته ،،
من خلال كل ما يجري ،،
يمكن ملاحظة الاستقرار السياسي والاداري في سوريا النظام وروسيا وحلفائها ايران ومحور المقاومة ،،،
وكذا ملاحظة عدم الاستقرار السياسي والاداري واتخاذ الخطوة النهائية الاخيرة وكذا التردد والاستعجال لدى اغلب حلفاء امريكا ،،
من كل ،،
هل يمكن احتساب نصرا لمحور سوريا النظام ضد محور امريكا والغرب ،،
افهم جيدا الديمقراطية في امريكا ،،والاسلوب المتطور في قيادة البلد لدى الادارة الامريكية ،،فهي لاتقفز على غيرها في المؤسسات الامريكية كمجلس النواب والكونغرس الامريكيان عند اتخاذ اي خطوة تهم امنها القومي والوطني ،،
وهذا ما حدث في العراق ويوغسلافيا وافغانستان وما بعدها ،،،
لكن ما تفسير التردد لدى حلفاء امريكا ،،
هذه مجرد قراءة بسيطة للاحداث ،،،،،،
ودي وتقديري
امريكا خائفة ومضطربة ..
واعتقد خوفها كما عبر عنه المحللون ,, يستطيع اي كان بدأ الحرب ولكنه ليس بالضرورة يستطيع ايقافها او السيطرة على ما ستأول اليه الحرب ولا حتى جني نتائجها ....
فتراها تركز على ان الضربة ستكون محدودة ولا تستهدف اسقاط النظام !!!! ورغم ذلك فصلاحيات اي عمل عسكري بيد الرئيس اوباما ولكنه في خطوة هروب تكتيكي وضعه بيد الكونجرس ...
الان الكرة في ملعب الكونجرس بامكانه اخراج اوباما وادارته وبالتالي امريكا من الورطة الدولية التي وقع فيها عن طريق رفض اي عمل عسكري بالتالي يحفظ ماء وجه الادارة الامريكية باعتبار ان الكونجرس رفض ذلك ...