|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 10392
|
الإنتساب : Oct 2007
|
المشاركات : 7,013
|
بمعدل : 1.12 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ادخل واقرا سيرته والله ماراح تندم ابد وحقه
بتاريخ : 23-10-2007 الساعة : 09:14 PM
أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب المرتضى(ع)
أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، إبن عم الرسول الأعظم صلَّى اللَّه عليه وآله ، وأول من لبَّى دعوته واعتنق دينه ، وصلّى معه .
هو أفضل هذه الأمة مناقب ، وأجمعها سوابق ، وأعلمها بالكتاب والسنة ، وأكثرها إخلاصاً لله تعالى وعبادة له ، وجهاداً في سبيل دينه ، فلولا سيفه لما قام الدين ، ولا انهدت صولة الكافرين .
نعم ، لم تعرف لإنسانية في تاريخها الطويل رجلاً - بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من علي بن ابي طالب ولم يسجّل لإحد من الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله من الفضائل والمناقب والسوابق ، ما سجّل لعلي بن ابي طالب ، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبدود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين ، وكيف تعد فضائل رجل اسرّ اولياؤه مناقبه خوفا ، وكتمها اعداؤه حقداً ، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين ، وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه - كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله - لما خلق الله النار .
والحديث عن علي بن ابي طالب طويل ، لا تسعه المجلدات ، ولا تحصيه الأرقام ، حتى قال ابن عباس لو أنّ الشجرَ اقلامٌ ، والبحرَ مدادٌ ، والإنس والجن كتّاب وحسّاب ، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام .
وكان لابد لنا من الإختصار في الكتابة في هذة السلسة العلوية ، وحسبنا أن نشير فيها الى بعض خصائصه ، ومناقبه ، وعليها ما سواها .
في سطور :
إسمه : علــــي
أبــوه : أبو طالب (عبد مناف)
أمـــه : فاطمة بنت أسد بن هاشم
جــده : عبد المطلب بن هاشم
إخوته : طالب ، عقيل ، جعفر
أخواته : أم هاني ، جمانة
ولادته : ولد عليه السلام يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب في الكعبة المكرمة بعد مولد الرسول الأعظم (ص) بثلاثين سنة .
صفته : كان عليه السلام ربع القامة ، أزج الحاجبين ، أدعج العينين أنجل ، حسن الوجه كأن وجهه القمر ليلة البدر حسناً ، وهو الى السمرة ، أصلع له حفاف من خلفه كأنه إكليل ، أغيد كأن عنقه إبريق فضة ، وهو أرقب ، ضخم البطن ، أقرى الظهر ، عريض الصدر، محض المتن ، شثن الكفين ، ضخم الكسور، لا يبين عضده من ساعده قد اُدمجت إدماجاً ، عبل الذراعين ، عريض المنكبين ، عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري ، له لحية قد زانت صدره ، غليظ العضلات ، خمش الساقين .
إسلامه : هو أول من أسلم .
أشهر زوجاته : فاطمة الزهراء عليها السلام ، خولة بنت جعفر بن قيس الخثعمية ، أم حبيب بنت ربيعة ، أم البنين بنت حزام بن خالد بن دارم ، ليلى بنت مسعود الدارمية ، أسماء بنت عميس الخثعمية ، أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي .
أولاده : الحسن عليه السلام ، الحسين عليه السلام ، محمد (المكنى بأبي القاسم ) ، عمرو ، العباس ، جعفر ، عثمان ، عبدالله ، محمد الأصغر (المكنى بأبي بكر) ، عبيد الله ، يحيى .
بناته : زينب الكبرى ، زينب الصغرى (المكناة بأم كلثوم ) ، رقية ، أم الحسن ، رملة ، نفيسة ، زينب الصغرى ، رقية الصغرى ، أم هاني ، أم الكرام ، جمانة ( المكناة أم جعفر) ، اُمامة ، أم سلمة ، ميمونة ، خديجة ، فاطمة .
كناه : أبو الحسن ، أبو الحسين ، أبو السبطين ، أبو الريحانتين ، أبو تراب (كناه بها رسول الله صلى الله عليه وآله)
ألقابه : أميرالمؤمنين ، المرتضى ، الوصي ، حيدرة ، يعسوب المؤمنين ، يعسوب الدين .
خصائصه :
أ - ولد في الكعبة ولم يولد بها أحد قبله ولا بعده .
ب - آخى رسول الله (ص) بينه وبين علي لما آخى بين المسلمين .
ج - حامل لواء الرسول صلى الله عليه وآله .
د - أمَّره رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض سراياه ولم يجعل عليه أميراً .
هـ - بلّغ عن رسول الله صلى الله عليه وآله سورة براءة .
بيعته : بويع له بالخلافة في الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة في غدير خم بأمر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ، واستلم الحكم في ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة .
عاصمته : الـكـوفة .
شاعره : النجاشي ، الأعور الشني .
نقش خاتمه : الله الملك وعلي عبده .
حروبه : الجمل ، صفين ، النهروان .
رايته : راية رسول الله صلى الله عليه وآله .
آثاره : نهج البلاغة .
بوابه : سلمان الفارسي .
كاتبه : عبدالله بن أبي رافع
شهادته : ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة أثناء اشتغاله بصلاة الفجر في مسجد الكوفة ، وتوفي في ليلة إحدى وعشرين من الشهر المذكور .
قبره : دفنه الحسن عليه السلام في الغـري ، وأخفى قبره مخافة الخوارج ومعاوية ، وهو اليوم ينافس السماء سمو ورفعة ، على أعتابه يتكدس الذهب ، ويتنافس المسلمون في زيارته من جميع العالم الإسلامي .
مجمع الفضائل : لم تعرف الدنيا رجلاً جمع الفضائل ومكارم الأخلاق بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله - كالإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد سبق الأولين ، وأعجز الآخرين ، ففضائله عليه السلام أكثر من أن تحصى ، ومناقبه أبعد من أن تتناهى ، وكيف تعد مناقب رجل قال فيه الرسول الأعظم (ص) يوم برز لعمرو بن عبدود العامري : برز الإيمان كله الى الشرك كله ، وقال فيه بعد ما قتله : ضربة علي لعمرو يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين ...
في القرآن الكريم : نزل في علي عليه السلام من القرآن الكريم ما لم ينزل في غيره ، وهاهي كتب التفسير والسير والتاريخ مستفيضة بذكر الآيات الواردة فيه عليه السلام . قال عبد الله بن عباس : نزل في علي ثلاثمائة آية . ونقتصرعلى خمس آيات مما نزل فيه عليه أفضل الصلاة والسلام .
1- قوله تعالى:{ الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (سورة البقرة آيه 274)
2- قوله تعالى:{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } (سورة المائدة آية 55)
3- قوله تعالى:{ أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين } (سورة التوبة آية 19)
4 - قوله تعالى:{ إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } (سورة مريم آية 96)
5 - قوله تعالى:{ والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون } (سورة الزمر آية 33)
في أحاديث الرسول (ص):
لم يزل الرسول الأعظم (ص) منذ بعثته وحتى وفاته يشيد بأمير المؤمنين عليه السلام في كل ناد ومجمع ، ومنتدى ومحفل ، ولا يمكن إحصاء ما جاء من أحاديث الرسول الأعظم (ص) في الإمام عليه السلام ، وليس من كتاب يتعرض للحديث أو للسيرة إلاّ وبين دفتيه أحاديث جمّة في فضل أميرالمؤمنين عليه السلام ، وقد عقد أرباب الصحاح ، وعلماء الحديث فصولاً في كتبهم فيما جاء في فضله عليه السلام ، وقد أفرد جمع كبير من علماء المسلمين كتباً مستقلة في فضائله عليه السلام ، وتدوين ما ورد فيه من سيد المرسلين (ص) ، وتمشياً مع هذا المختصر فقد سجلنا خمسة أحاديث في فضله عليه السلام :
1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
) علي مع الحق والحق مع علي (
2- قال عمر بن الخطاب : ( أشهد على رسول الله (ص) لسمعته يقول : إن السموات السبع ، والأرضين السبع ، لو وضعا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي بن أبي طالب (.
3 - في صحيحي البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص : قال : ( إن رسول الله (ص) خلف علي رضي الله عنه في غزوة تبوك فقال : يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان ؟ قال (ص) : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) .
4- عن أنسٍ قال : ) كنت عند النبي (ص) فرأى علياً مقبلاً فقال : أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة( .
5 - لما خطب رسول الله (ص) خطبته المعروفة في فضل شهر رمضان المبارك ، قام أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال : يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل . ثم بكى . فقال عليه السلام : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال : يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر ، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد إنبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك ، فخضب منها لحيتك . قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ قال (ص) : في سلامة من دينك ، ثم قال: يا علي من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبك فقد سبني ، لأنك مني كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ؛ إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك ، وإصطفاني وإياك ، واختارني للنبوة ، واختارك للإمامة فمن أنكر أمامتك فقد أنكر نبوتي ؛ يا علي أنت وصيي ، وأبو ولدي ، وزوج إبنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي ، أمرك أمري ، ونهيك نهيي : أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه ، وأمينه على سره وخليفته على عباده ...
سـيرته :
كان لسيرة الرسول الأعظم (ص) وأخلاقه الأثر الكبير في نشر الإسلام ، ويحدثنا التاريخ عن إسلام كثير من العرب متأثرين بأخلاقه (ص) وقد مدحه جل شأنه فقال : { وإنك لعلى خلق عظيم }
وقال تعالى :{ ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } ، كما أن الجوانب الأخرى من سيرته (ص) : صدقه ، أمانته ، عطفه ، تواضعه ، كرمه ، شجاعته ... كانت المثل الأعلى وا لذروة في الفضائل والمكارم .
وعلى نهج رسول الله (ص) سار إبن عمه أمير المؤمنين عليه السلام ، فكانت سيرته الغراء إمتدادا لسيرة الرسول الأعظم (ص) ، ونسخة طبق الأصل من أخلاقه ، وما أحوج الأمة اليوم إلى تبني هذه السيرة ، والتخلق بهذه الأخلاق ، والسير على هداها ، لنحقق آمالنا في السعادة والرخاء ...
كــلامــه :
لم يدون لأحد من الصحابة والخلفاء ما دون له عليه السلام من الخطب والمواعظ والكتب والوصايا والحكم ، وهذا نهج البلاغة يطأطئ له البلغاء إعظاماً ، وينحني له الفصحاء إجلالاً ، وهو مفخرة لكل مسلم ، وعز لكل موحد ، وهو بعد هذا وذاك دون كلام الخالق ، وفوق كلام المخلوق .
قال إبن الحديد : وانظر كلام أمير المؤمنين عليه السلام فإنك تجده مشتقاً من ألفاظه - أي القرآن الكريم - ومقتضباً من معانيه ومذاهبه ، ومحذواً بحذوه ، ومسلوكاً به في منهاجه ، فهو وإن لم يكن له نظيراً ولا نداً ، يصلح أن يقال : إنه ليس بعده كلام أفصح منه ولا أجزل ولا أعلى ولا أفخم ولا أنبل ، إلا أن يكون كلام ابن عمه عليه السلام . وهذا أمر لا يعلمه إلا من ثبتت له قدم راسخة في علم هذه الصناعة ، وليس كل الناس يصلح لانتقاء الجوهر ، بل ولا لانتقاء الذهب ...
حِكَمـُــه :
لا يمكن حصر ما جاء من كلماته عليه السلام القصار ، فقد ورد منها ما يناهز الخمسمائة كلمة ، وطبع الأديب اللبناني أمين الريجاني مائة كلمة له عليه السلام في كتاب مستقل ، وطبعت ألف كلمة من كلماته عليه السلام في كتاب خاص ، وجمع آخرون ألفي كلمة له عليه السلام وطبعوها مؤخراً .
وهذه الكلمات القصار تحوي من الأخلاق والعرفان والآداب والعلوم ما لا تحويه مطولات الآخرين ، وفيها البلسم الناجع لأمراضنا الخلقية ، والترياق المجرب لمشاكلنا الإجتماعية ، وقد تسنى لنا تسجيل خمساً وعشرين كلمة منها :
قــال عـليه الســـلام :
1- إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه .
2- من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه .
3- من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف ، والتنفيس عن المكروب .
4- يا ابن آدم إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمته وأنت تعصيه فاحذر .
5- إذا كنت في إدبار ، والموت في إقبال ، فما أسرع الملتقى .
6- اللسان سبع إن خلي عنه عقر .
7- عجبت لمن يقنط ومعه الإستغفار .
8- من أصلح بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه ، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ .
9- عِظم الخالق عندك ، يُصغر المخلوق في عينك .
10- يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم .
11- لا طاعة لمخلوق في معصية الله .
12- لا يترك الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه .
13- من وضع نفسه مواضع التهمة ، فلا يلومن من أساء به الظن .
14- من أحدّ سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل .
15- بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد .
16- إتق الله بعض التقى وإن قل ، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رق .
17- إنّ لله في كل نعمة حقاً ، فمن أدّاه زاده منها ، ومن قصّر عنه خاطر بزوال نعمته .
18- أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه .
19- مرارة الدنيا حلاوة الآخرة ، وحلاوة الدنيا مرارة الآخرة .
20- يا ابن آدم كن وصي نفسك في مالك ، واعمل فيه ما تؤثر أن يُعمل فيه من بعدك .
21- إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة .
22- ما زنى غيور قط .
23- إتقوا معاصي الله في الخلوات ، فإن الشاهد هو الحاكم .
24- أشد الذنوب ما استهان به صاحبه .
25- العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى .
أجوبته :
طالما كانت ترد على الإمام عليه السلام أسئلة محرجة فيجيب عليها بالبداهة ، ويفصل أجوبتها باللحظة ، وربما وردت أسئلة من علماء النصارى ، ومشيخة أهل الكتاب ، توارثوها صاغراً عن كابر ، على من تقدمه فيعجز عنها ، ويسأل المسلمين فلا يهتدون إليها ، فيرجعون إليه عليه السلام ، فهو المفزع في المهمات ، والملجأ عند الشدائد ...
قضاؤه :
طالما رفعت إليه مشاكل عجز عنها القضاء ، وحار فيها الفكر ، ووقف دونها العقل ، فيرجع إليه بها فهو المفزع والملجأ ، وعنده فصل الخطاب ، والحكم الفصل . ولا غرو أن يكون كذلك وقد قال فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله :أقضاكم علي ، وذكر ابن سعد وبقية الجمهور عن علي عليه السلام قال : بعثني رسول الله (ص) الى اليمن ، فقلت : يا رسول الله بعثتني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء .
فضرب صدري بيده ثم قال : اللهم اهد قلبه ، وثـبـّت لسانه فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين ...
أدعيته القصار :
مما اختص به أئمتنا عليهم السلام هو الدعاء ، وهي مزية لم يشاركوا فيها ، وكرامة خصصوا بها .
قال الأستاذ عبد العزيز سيد الأهل : ولم يكن أحد اقدر على هذه الصناعة - صناعة الدعاء - من أهل البيت وحسبهم الصحيفة السجادية للإمام علي بن الحسين زين العابدين ، فهي زبور آل محمد ، ودائرة علم كبرى ، ومجموعة معارف وأخلاق ، وموسوعة فريدة في العرفان والالهيات .
وقد تصدى لجمع أدعيتهم عليهم السلام مئات العلماء فجاءت في مصنفات كثيرة مضافا الى ماحوته كتب السير والتراجم .
وبين أيدينا (الصحيفة العلوية المباركة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام) تأليف عبد الله بن صالح السماهيجي ، جمع فيها ما وصل اليه من أدعيته عليه السلام .
ويعكف الأستاذ علي اللبان - النجف - على جمع وتحقيق أدعية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد جمع مجلدا كبيرا نامل أن يخرج قريباً إن شاء الله ...
إستجابة دعائه :
وهذه الكرامة - إستجابة الدعاء - وردت لأئـمة أهل البيت عليهم السلام ، فجل من ترجم لهم نص على بعض الحوادث التي دعوا الله تعالى فيها ، واستجابة دعائهم عليهم السلام . ولا غرو في ذلك فقد ضمن الله تعالى الإستجابة لعباده المؤمنين ، فقال : (ادعوني أستجب لكم) فكيف بأئمة المؤمنين ، وسادة المسلمين ...
شـعـــره :
عن الشعبي قال : كان أبو بكر يقول الشعر ، وكان عمر يقول الشعر ، وكان عثمان يقول الشعر ، وكان علي أشعر الثلاثة . وبين أيدينا دواوين كثيرة له عليه السلام تحتوي على صنوف الشعر الجيد ، والنظم الرائع ، والدر النضيد .
ولو تصفحنا هذه الدواوين لوجدنا جل ما فيها في الأدب والأخلاق والكمال والعرفان ، فكم من نظم له عليه السلام في مدح الصدق ، وذم الكذب ، وتحسين الحسن ، وتقبيح القبيح ، والأمر بالعدل والإحسان والنهي عن الظلم والعدوان ، والصفح عن المسيىء ، والعفو عند المقدرة وهكذا بقية مكارم الأخلاق ...
صدقاته وموقوفاته :
في كل جانب من حياة الإمام عليه السلام تجد العظمة في منتهاها ، والرفعة في ذراها ، فهو المثل الأعلى في العبادة والدعاء والإخلاص والجهاد والأخلاق والكرم وكثرة الصدقات ، إلى غير ذلك من الفضائل والمناقب التي لا تعد ولا تحصى . والحديث عن صدقاته عليه السلام وأوقافه التي جعلها لله تعالى ، حديث طويل يتناسب وسمو مقامه ، ورفعة شأنه ، فهو الذي كان يملك أربعة دراهم تصدق بدرهم منها ليلاً ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سراً ، وبدرهم علانيةً ، فانزل الله تعالى فيه :
{ الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانيةً }
وهو الذي تصدق في ركوعه بخاتمه فنزل فيه قوله تعالى :
{ الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } ...
كلمات الصحابة والتابعين :
من المعيب أن نستدل على فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بأقوال الصحابة والتابعين ، وهم لولا جهاده وآثاره لكانوا في طي النسيان ، وعالم الإهمال ، وما قيمة ما ذكروه بعد قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله له : يا علي لا يعرفك إلا الله وأنا ، وناهيك بهذا شرفاً وفخراً .
نعم ، إيراد كلمات هؤلاء الأعلام تعطينا صورة صادقة عن إكبار المُخـَالفْ والمؤالفْ لعلي بن أبي طالب ، وهيام الجميع بحبه ، وحفظهم لفضائله .
وقد استغنينا بكلمات الصحابة والتابعين عن إيراد كلمات العلماء العظام لكثرتها ، فهي فوق الحصر ، فلا يوجد كتاب في التاريخ الإسلامي أو التراجم والسير ، إلا واسم علي بن أبي طالب يلمع في كل فصل من فصوله ، ولم يترجم أحد للخالدين إلا وصدره بإسم علي بن أبي طالب ...
خاتمة المطاف
هذه شذرات من حياة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ونسبتها إليها كقطرة ماء من البحر المحيط ، أو كباقة ورد من رياحين الدنيا ، نقدمها بين يديك تشم منها عبق الولاء ، وتنتشق من روائحها المودة لأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام .
ثم هي بعد هذا وذاك : دعوة للإستقامة على مبدأ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، والذود عنه ، والسير على خطاه ، والدعوة إليه ؛
{ قل هذه سبيلي أدعوا الى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين }
|
|
|
|
|