آخر ماحرر في عالم تأثيرات الهواتف المتحركة على الصحة، أن التحدث لفترات طويلة (أكثر من ساعة واحدة يوميا) على هذا النوع من الهواتف قد يزيد من فرص حدوث نقص أوفقدان السمع.
ويقول الباحث ناريش باندا، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة، في مؤسسة التعليم والبحث العلمي العليا في شانديغار بالهند، والمسؤول عن هذا البحث:" إننا حتما لا نهدف إلى إخافة الناس.. فمازلنا بحاجة إلى زيادة عدد الحالات التي نقوم بدراستها."
وكان باندا قد قدم بحثه مؤخرا في الاجتماع السنوي للأكاديمية الامريكية لأمراض الانف والاذن والحنجرة - وجراحة الرأس والعنق.
وقد وجد فريقه أن الأشخاص الذين مضى على استخدامهم للهواتف المتحركة، أكثرمن أربع سنوات ، بمعدل ساعة واحدة يوميا، كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من نقص أو فقدان السمع.
وتم التأكيد في البحث أن هذا النوع من النقص قد يجعل من الصعب سماع لفظ حروف معينة، مثل S، F ، T ، وZ ،مما يجعل من الصعب فهم الكلمات.
وبالمقابل، رأى بعض الخبراء أن لا ضرورة للتحذير من اي خطر في الوقت الراهن.
وكان فريق البحث قد أجرى هذه الدراسة في الهند، حيث شملت 100 شخص تتراوح اعمارهم مابين 18-45 سنة ممن استخدموا الهواتف المتحركة لمدة سنة على الاقل. وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات تبعا لمدة الاستخدام: المجموعة الأولى 35 ممن مضى على استخدامهم الهواتف لمدة تتراوح بين سنة إلى سنتين، الثانية 35 استخدموا الهاتف من سنتين إلى أربع، والأخيرة 30 مضى على استخدامهم للهاتف أكثر من أربع سنوات.
كما تم تسجيل عدد ساعات الاستخدام اليومية لدى كل شخص من هؤلاء، وتمت مقارنة الحالات مع 50 شخصا لم يسبق لهم استخدام الهاتف المتحرك نهائيا، واعتبروا مجموعة مراقبة.
المجموعة التي مضى على استخدامها للهاتف المتحرك اكثر من أربع سنوات، كانت نسبة حدوث نقص أوفقدان السمع عالية جدا، خاصة في الأذن اليمنى التي تعتبر الاكثر استخداما أثناء التحدث بالهاتف. وكانت نسبة فقدان السمع لدى المجموعة الأولى 16.48 ديسيبل، بينما وصلت هذه النسبة لدى المجموعة الثالثة إلى 24.54 ديسيبل.
هذا المقدار من النقص قد لايكون كبيرا، لكنها مهمة جدا لدى خبراء السمع، حسب ما اكد أندي فيرميغليو، الباحث في علم الصوتيات بمؤسسة House Ear بلوس انجلوس.
وتبين أن استخدام الهاتف المتحرك لمدة طويلة من الزمن قد ينجم عنه أذية في الأذن الداخلية، وظهور أعراض منها، حس الدفء، امتلاء في الأذن، أو طنين، قد يكون دليلا على احتمال التعرض للإصابة بنقص السمع.
المسؤول عن الدراسة، باندا، مازال مستمرا في بحثه حول هذا الموضوع، ويبدو انه سيحتاج لبعض الوقت حتى يصل إلى ادلة دامغة حول مدى أذية الهواتف المتحركة على السمع.
وحتى ذلك الحين يختصر نصيحته لمستخدمي هذه الهواتف بجملة:" استخدم الهاتف المتحرك فقط في الحالات ذات الأهمية القصوى."