من خطب سيد البلغاء والمتكلمين امير المؤمنين عليه السلام
بتاريخ : 24-05-2013 الساعة : 08:17 PM
قال علي عليه السلام: (... ألا أنّ مثل آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كمثل نجوم السماء إذا خوى نجم طلع نجم فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع وأراكم ما كنتم تأملون).(النهج الخطبة: 97).
... تعيين للأئمة من آل محمد، قالت الامامية: هم الاثني عشر من اهل البيت وشبههم بالنجوم، ووجه التشبيه امران: احدهما انهم يستضاء بأنوار هداهم في سبيل الله كما يستضيء المسافر بالنجوم في سفره ويهتدي بها، والثاني: ما أشار اليه بقوله: (كلّما خوى نجم طلع نجم)، وهو كناية عن كونهم كلما خلا منهم سيد قام سيد، والامامية يستدلون بهذا الكلام منه عليه السلام على انه لا يخلو زمان من وجود قائم من أهل البيت يهتدي به في سبيل الله. وقوله: (فكأنّكم...) اشار الى منّة الله عليهم بظهور الامام المنتظر واصلاح أحوالهم بوجوده....(ابن ميثم، شرح النهج 1: 483 و 485).
32 ـ المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
قال علي عليه السلام: (... اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم لله بحجة اما ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً لئلاّ تبطل حجج الله وبيناته...).(قصار الحكم، النهج: 134).
قالت الشيعة: هذا تصريح منه عليه السلام بوجوب الامامة بين الناس في كل زمان ما دام التكليف باقياً، وإنّ الامام قائم بحجة الله على خلقه ويجب بمقتضى حكمته، وهو إما أن يكون ظاهراً معروفاً كالذين سبقوا الى الاحسان ووصلوا الى المحل الاعلى من ولده الاحد عشر، واما أن يكون خائفاً مستوراً لكثرة اعدائه وقلّة المخلص من اوليائه كالحجة المنتظر لئلاّ يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.(ابن ميثم، شرح النهج 2: 548 ـ 550).
33 ـ الدليل العقلي على امامته
فاما برهان العقل فعلمنا به وجوب الرئاسة وعصمة الرئيس وفضله على الرعية في الظاهر والباطن وكونه أعلمهم بما هو رئيس فيه، وكل من قال بذلك قال بامامة الحجة بن الحسن عليه السلام وكونه الرئيس ذا الصفات الواجبة دون سائر الخلق من وفاة ابيه والى ان يظهر للانتقام من الظالمين، ولانّ اعتبار هذه الاصول العقلية يقضي بوجود حجة في الاوقات المذكورة دون من عداه، لأن الامة في كل عصر أشرنا اليه بين ناف للامامة ومثبت لها معترف بانتفاء الصفات الواجبة للامام عمّن أثبت امامته ومثبت لامامة الحجة بن الحسن عليه السلام، ولا شبهة في فساد قول من نفي الامامة لقيام الدلالة على وجوبها، وقول من أثبتها مع تعرّي الامام من الصفات الواجبة للامام لوجوبها له، وفساد امامة من انتفت عنه، وحصول العلم بكون الحق في الملة الاسلامية فصحّ بذلك القول بوجود الحجة عليه السلام، اذ لو بطل كغيره من اقوال المسلمين لاقتضى ذلك فساد مدلول الادلة، أو خروج الحق عن الملة الاسلامية، وكلا الأمرين فساد، فصّح ما قلناه، وقد سلف لنا استنادها بين الطريقين الى أحكام العقول دون السمع....(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 415 ـ 416).
... اذا ثبت بما قدمناه إن الزمان لا يخلو من امام من شرطه ان يكون مقطوعاً على عصمته، ويكون اكثر ثواباً عند الله، واعلمهم بجميع احكام الشريعة سهل الكلام على امامة بعد امير المؤمنين عليه السلام، لانه يعتبر اقوال الامة في كل عصر فنجدها بين اقوال: قائل يقول لا امام... وقائل يقول بامامة من لا يقطع على عصمته... وقائل يقول بامامة من يدعي عصمته، لكنه يذهب الى امامة من لا يدعي النص عليه ولا المعجز... ومن ادعى النص اما صريحاً واما محتملاً... وهذه الجملة اذا اعتبرتها في امام من عهد الحسين الى عهد القائم عليهم السلام وجدتها صحيحة لا يمكن الطعن عليها....(الطوسي، الاقتصاد: 365 ـ 366).