من حياة الشيخ الروحاني محمد بهجت العرفاني وبعض كراماته
بتاريخ : 17-10-2007 الساعة : 12:36 AM
من حياة الشيخ الروحاني محمد بهجت العرفاني وبعض كراماته
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم
هذه الشخصيه عظيمة حقا عندما تقرأ عن هذا العالم الفاضل حفظه الله ورعاه ، حيث ولد سنة 1334 في عائله متدينه من أهل الورع والتقى في مدينة ( فومن ) في شمال أيران وكان والده الكربلائي محمود من رجال تلك المدينه الموثوقين ، والذين يرجع اليهم في حل مشاكل الناس ونزاعاتهم ن وتزكى وتؤيد سندات الملكيه والمعاملات بشهاداتهم وتوقيعهم ، كما كان الكربلائي محمود أيضا من أهل الأدب وذوق الذوق الحسن فيه ولا يزال شعره المملو حرارة والذي كان يلقيه في مراثي اهل البيت وخاصة الأمام الحسين ( ع ) متداولا على ألسن المداحين والقراء الى اليوم . أنهى آية الله الشيخ بهجت المرحله الأبتدائيه من دراسته في كتاتيب ( فومن ) ليتوجه بعد ذلك الى تحصيل العلوم الدينيه وقد تجلت فيه منذ الطفوله ملامح النبوغ وحب التحصيل ورجاحة العقل بشكل كان يمتنع معه عما يمارسه الأطفال عادة من أنحاء اللعب واللهو ، وقد قام العلامه الشيخ بهجت بالهجره بعد تحصيل المقدمات من علوم العربيه في مدينة ( فومن ) سنة 1348 وبعد التوقف فترة في مدينة ( قم ) قبل تأسيس الحائري رحمه الله للحوزه يمم شطر العراق ليقيم حوالى أربع سنوات في كربلاء المقدسه يستفيد من كبار الأساتذه كالشيخ المرجع السيد أبو القاسم الخوئي وضياء الدين العراقي وميرزا النائيني والمحقق الشيخ محمد حسن الأصفهاني وكان يتميز الشيخ بهجت بالنقاش الدقيق والايراد الناضج وقد تحدث عنه العلامه المرحوم السيد محمد حسين الطهراني حيث قال عنه ( ان الشيخ بهجت كان زمان المرحوم القاضي واجدا لحالات ومكاشفات غيبيه الهيه وكان حائزا للحد الأعلى من مراتب المراقبه والصمت ) . وعرف الشيخ دام ظله منذ طفولته بالأقبال على العباده والاستغراق في ذكر الله والمواظبه على الطاعات والنوافل وقد قيض الله له منذ ذلك الحين وقبل بلوغه سن التكليف أولياء وعلماء مربين أكتشفوا قابلياته وطهارته الذاتيه ، فأعتنوا بتوجيهه وارشاده في طريق العبوديه والسلوك الى الله عزوجل ولعل أهمهم وأعظمهم في هذا المجال العارف الكبير وأستاذ السلوك السيد علي القاضي الطباطبائي رحمه الله . ويتحدث المطلعون على أحوال الشيخ عن مواظبته التامه واقباله منذ شبابه على النوافل واحياء الليالي بالعباده في مقامات العراق ومساجدها المعروفه كمسجد السهله وتروي عنه حكايات وكرامات في هذا المجال ، وفي أيامنا هذه يزدحم المسجد الذي يؤم الشيخ بهجت الجماعه فيه بالمصلين من خواص فضلاء الحوزه العلميه في قم أو اعوام المؤمنين الذين يجدون في الصلاة خلفه روحانيه خاصه لا تحصل في سائر جماعات قم ، رغم كثرتها وكثرة الصلحاء من ائمتها لكن أجواء الخشوع التي تفرضها قراءته وحالاته في الصلاة مما يعز وجوده في الأماكن الأخرى وقد ترتفع أصوات المصلين ويضج المسجد بالبكاء والتضرع أحيانا تأثرا بحالة الانقطاع والخشوع التي تتصف بها صلاة أمامهم ويرتبط الشيخ بهجت بزيارة يوميه الى حرم السيده فاطمه المعصومه عليها السلام في قم يقضي خلالها فترة من التوسل والدعاء والتلاوه والصلاة ولا ينسى زيارة الأمام الحسين عليه السلام عن بعد يوميا بزيارة عاشوراء المعروفه الى جانب التزاماته العباديه الأخرى التي تشغل كل أوقاته قبل التدريس وبعده فلا تجده الا ذاكراأو متفكرا أو منشغلا بطاعة في سائر أطراف ليله ونهاره وقد أطلعنا من بعض مقربيه ان من جملة التزاماته اليوميه عدا عن القيام للتهجد وزيارة العاشوراء وصلاة جعفر الطيار وقراءة سورة القدر ألف مرة . وكان له أرتباط بالأمام الخميني قدس سره الشريف الذي كان يكن محبة واحترام خاصان تجاه الشيخ ولم ينقطع الأمام عن الأتصال به وزيارته في بيته الى حين وفاته رغم الظروف الخاصه والمسؤوليات التي عاشها السيد الخميني قدس سره الشريف آخر عمره ، حيث ينقل آية الله الشيخ محمد تقي المصباح اليزدى في مقابلة له عن الأمام الخميني كان يعتقد بتوفر الشيخ بهجت على مقامات عاليه جدا ومنذ زمن طويل وانه يمتلك الموت الأختياري والذي يكشف عن مرتبة عرفانيه عاليه عند أهله ولهذا يلقب ( الشيخ العرفاني ) . ومن أحدى كراماته : ينقل ىية الله مصباح اليزدي عن أصدقائه أنه أراد السفر قبيل شهر رمضان أحدى المرات وكانت زوجته حامل فذهب الى الشيخ بهجت ليودعه ويلتمس منه الدعاء فما كان من الشيخ الا ان قال له : سيمن الله عليك هذا الشهر بولد ذكر فسمه ( محمد حسن ) . يقول صاحب القصه : لم يكن الشيخ مطلعا على ان زوجتي حامل ومن أين له يدري ايضا أن الولد سيكون ذكرا أم أنثى لكن بالفعل وضعت زوجتي حملها في ليلة النصف من شهر رمضان ليلة ولادة الامام الحسن عليه السلام وكان المولود صبيا .