الكل ينتقد مرشحي إنتخابات مجالس المحافظات القادمة ,, و الكل متشائم ,, فالمرشحون بنظر الاعم الاغلب من الناس هم عبارة عن أناس مصلحيين هدفهم الاول و الاخير التربع على عرش الأمتيازات من رواتب و تأثير في القرار الادراي و السياسي في محافظاتهم التي ترشحوا عنها ,,
و قد يندر أن تسمع مدحاً لأحدهم بين الاوساط الشعبية المستيئسة من سوء الاداء الحكومي و الاداري في عموم البلد ,,
و هنا يقفز سؤال يفرض نفسه بقوة ,,
مادام الكل أنتهازيون ,, و الكل لصوص ,, و الكل فاسدون ,, فأين اختفى الاخيار من أبناء الامة الشيعية في العراق ؟؟..
لماذا لا نجد صورهم و قد تجمهر عليها نخبة من الاخيار أمثالهم و الذين يعرفونهم حق المعرفة مشيرين اليهم بالبنان قائلين هذا فلان الرجل الشريف النزيه صاحب المبادئ التي لا يساوم عليها و لو أعطوه بمثل ثقله ذهباً ..؟؟..
لماذا يفتخر العراقيون دائماً بأنهم أهل غيرة و شرف و حمية و نجدة و أمانة و ذكاء يبكي عليه علماء ناسا الفضائية و يرتعب من هيبته بروفيسورات سيرن في قلب أوروبا ,,
ثم لو جاء الحديث عن الالاف من المرشحين من مختلف الطبقات الاجتماعية بتفاوتها الفكري و الثقافي فنجد مئات الالاف من الالسن و الاقلام و الاصابع تلعن و تسب و تفضح الجميع جملة و تفصيلاً ,, أليس هؤلاء من أبناء البلد ؟؟.. الا تشملهم أساطير الشرف و الغيرة و الحمية و النجدة و الامانة و الذكاء الخارق للعادة ,,؟؟؟...
أليس هؤلاء من أبناء مناطقنا لربما جيراننا أو إخواننا أو أصدقائنا أو أقاربنا ..؟؟؟... ألا يوجد في كل محافظة عراقية مرشح شيعي شريف تجتمع عليه أصوات الاخيار ممن اعتادوا الانتقاد بسبب أو بدون سبب ليزجوا به الى كرسي من كراسي السراق ليقولوا لهم أن الشعب أختار الاصلح و هذا نموذجنا في الاختيار ,,..
ثم لماذا نبقى ندور في فلك النقد و التهجم و التباكي من الفاسدين الذين ولغوا في دمائنا و مائنا و غذائنا وجيوبنا و مصروف أطفالنا بل و شاركونا حتى ثمن أكفاننا و اشتروا حتى مقابرنا ..
ألم يحن الوقت ليجد الناقدون الناقمون في أنفسهم الكفاءة و النزاهة و الغيرة و الشرف و الصلاح الكافي لأن يعرضوا أنفسهم كمرشحين بدلاً من أولئك اللصوص الذين يتقربون الى الله بذمهم و التشهير بهم بكرة و عشيا ؟؟...
أم تراهم لا يجدون في أنفسهم الجرأة الكافية ليخوضوا غمار الادارة و السياسة فخافوا أن يسقطوا في مهاوي الطمع و الفساد كما سقط الذين من قبلهم ,, أم تراهم عجزوا أن يقنعوا و لو بضعة أنفار بنزاهتهم و طهارة أيديهم و نقاوة جيوبهم ؟؟؟...
عموماً ,, دعونا لا نتشاءم أكثر من الشؤم نفسه و لنبحث عن بعض الشرفاء في محافظاتنا لننتخبهم و نرسلهم الى مقاعد تنتظر قدومهم منذ زمن ,, فأن تركها خالية سوف يسمح لأثنين أن يتنافسوا عليها :
الاول / شيعي فاسد مفسد سوف يلغ في الاموال
و الآخر/ أخ سني أموي سوف يلغ في الدماء و الاعراض و الاموال ..
فمن هنا علينا أن نقرر و بحزم أن ننتقي الاصلح فأن لم نجد فالصالح و أن لم نجد فـــ (( الافضل من غيره )) ,, و هذا متوفر على الدوام .
|