إن كنت لا تملك القدرة لاحتمال الناس الذين يبالغون إلى درجة الكذب أو ينهمكون في طرح المعلومات الخادعة المضللة، فإن تفجير فقاعات سلوكهم هو أفضل ما يمكنك عمله. لكن كن حذراً: عندما تتحداهم أو تتصدى لهم بقوة، يصبح مخرجهم الوحيد هو شن الهجوم المعاكس عليك مع ما يرافقه من ادعاءات كبيرة وقناعات عالية الصوت. ومن المحتمل أن يثنوا الآخرين من الناس بواسطة تلك الاقناعية. مما سيؤدي إلى نتائج مأساوية لو تمكن مدعو المعرفة من توجيه الناس إلى المسارات الخادعة .
لا تتسرع في إصدار احكامك على اعتقاد أنك فوق هذا النوع من السلوك . ألم يسبق لك أن دافعت عن فكرة لم تفكر بها بإمعان ولم تكن مؤمناً بها بالضرورة . ؟ ربما قرأت شيئاً في مكان ما، واعتقدت صحته، ثم طرحته كما لو أنك تعرف شيئاً عنه، ثم وجدت نفسك في مواجهة شخص آخر ممن هم أدرى منك بالموضوع، عندئذ تسعى فقط لانقاذ ماء وجهك . هل حدث أن حاولت تبرير شيء قلته، ثم ندمت على أنك قلته، أو بالغت في صغائر الأمور ؟ وعندما تتصرف كما لو أنك ملم بمعرفة ما تتحدث عنه مع الشك في ما تقول . عندئذ تصبح واحداً من متوهمي المعرفة من الناس .
وبصرف النظر عن مدى مبالغتهم في قول الحقيقة ومطها,, فلا تستسلم إلى اغراء مطها بالاتجاه المعاكس، ولو فعلت ذلك سوف تفقد مصداقيتك وسيفكر بك الناس كما تفكر أنت بمتوهمي المعرفة. ويجب عليك أن لا تتسرع في فضحهم وأن لا ترمي في اعتراضاتهم أو مقاطعتهم لك أكثر من ازعاج تافه لا قيمة له، ويمكن معالجته قبل أن تستمر في حديثك، بهذا العدد فإننا نوحي هذا بتجاوز الموقف.
فكّــر:
~~. ما هي الفوارق التي ستسفر عن هذه
التصرفات بعد مائة عام من الآن~~.
إن فقدان ماء الوجه ,, والظهور بمظهر الغباء ,, والاتسام بسمة الكذب,, هو شعور بالقلق وعدم الاحساس بالأمان يعاني منه الكثير من الناس,, وعندما كنت في مرحلة النمو والكبر أتيحت فرص لوالديك لمقارنتك بالأطفال الآخرين ,, مقارنة غير مستساغة في حينها,, وربما اكتسبت خبرة مهينة عندما كنت آخر من تم اختياره للاشتراك في اللعب مع فريق المدرسة,, إننا نقترح أن ترى الطفل الخائف من القلق من خلال أحد متوهمي المعرفة,, وأن تشفق وتحنو على هذا الشخص الذي يتعين عليه أن يكافح بما أوتي من قوة لجذب انتباه الناس. إن الشفقة هي أحد المواقف التي تعزز قدرتك على التعامل معهم بفعالية,, إن الحياة صعبة بالنسبة لمتوهمي المعرفة.إنهم يعتقدون بضرورة المحافظة على المظاهر وإخفاء الشعور بالقلق الذي يعانون منه,, كما تساعدك الشفقة على انقاذ ماء وجوههم وفسح طريق الخروج أمامه بدلاً من الرغبة في معاقبتهم واذلالهم,,
* إن الصبر ..
هو أحد المصادر الاخرى التي تحتاجها,, وفي بعض الأحيان يتعرض من هم من متوهمي المعرفة للإفلاس في أقوالهم، تاركين مستمعيهم سابحين في الانتباه، عندئذ يجب عليك انتظار اللحظة المناسبة قبل أن تحرك الاشياء إلى اتجاه مغاير. ومن الممكن أن يكون التوقيت مهماً غير أن التوقيت الصحيح يحتاج إلى الصبر .