كانت مهمة سهلة ، ربما تكون أسهل عملياته على الإطلاق ، حزمة من الدولارات والمجوهرات الثمينة ترقد مطمئنة في جيوبه الآن وحزمة من الآمال تنهض معها من الرماد ، يده على مقبض باب الشقة وهو يهم بالخروج ، عندها أرتفع صوت رخيم بتلاوة عذبة : ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ... ) ، ارتعشت يده وتجمدت عند الباب ، وعلا الصوت : ( مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ، وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب ) ، كان الصوت يأتي من مكان ما في داخله ، وكان وجه أبيه يسد الباب ، قائماً يصلي ويرتل بصوت عذب ، أنهمرت دموعه ، أخرج ما في جيوبه ، خر ساجداً يصلي ودموعه تغسل المكان ، الباب مفتوح على مصراعيه ، والشمس تتقدم ببطء لتعتلي وجه السماء .