|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50367
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 299
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
وشهد المالكي على اعتدال السعودية
بتاريخ : 15-02-2013 الساعة : 09:01 PM
وشهد المالكي على اعتدال السعودية
د. حامد العطية وصف رئيس الوزراء العراقي في حديث صحفي مع جريدة الشرق الأوسط مملكة آل سعود بالدولة المعتدلة وتمنى توطيد علاقات بلده معها.
لمصطلح الإعتدال مفهومان في القاموس السياسي للمنطقة، أولهما مصطنع، محرف وغير موضوعي، بل هو صفة على غير موصوف، إذ توصف بـ (الإعتدال) كل دولة تنتمي للمحور الأمريكي، وتلتزم تنفيذ مخططاته وسياساته، والسعودية بالتأكيد في موقع الصدارة على ما يسمى محور (الإعتدال) الأمريكي.
المفهوم اللغوي والحقيقي للإعتدال هو عكس التطرف، وللإعتدال مظاهر عدة، في الفكر والسلوك، منها اعتماد التعقل والانفتاح الذهني والتواصل وعدم إثارة الفتن ونبذ العنف أو التحريض عليه والامتناع عن التدخل في شؤون الغير، فهل ينطبق هذا المفهوم على السعودية؟
في عصرنا تعتبر النظم الديمقراطية معتدلة، ولو نسبياً، بفضل الحريات المتاحة والمشاركة الواسعة وتداول السلطة ورقابة الرأي العام، والسعودية نقيض الديمقراطية، فهي ملكية وراثية وغير دستورية، وملوكها حكام مطلقون، ولا تعترف بأي حقوق أو حريات سياسية لمواطنيها، فهي وفقاً لهذا المعيار أكثر النظم السياسية تخلفاً وتطرفاً.
لو بحثنا في ماضي وحاضر السعودية فلن نجد ذرة واحدة من الاعتدال، لا في السياسة أو المجتمع أو الاقتصاد أو الدين، فهي الأكثر تطرفاً في انصياعها للغرب ومصالحه وسياساته، وفي اثارتها للصراعات والفتن بين دول المنطقة وفئاتها، وفي تدخلها السافر والوقح في شؤونها، وفي إفسادها لساستها بالمال والمنافع، وفي ازدرائها وتعاليها على شعوبها وقومياتها، وفي تبذيرها للأموال على الترف والملذات، وفي تشويهها صورة العربي والمسلم في العالم.
مذهبهم هو الأكثر تطرفاً، بل هو التطرف بعينه، ولا يجاريه مذهب آخر في ذلك، هدفه اخضاع المسلمين، هو حاضر ومحرض في كل بؤرة عنف في دول المسلمين، من شمال نيجيريا مروراً بمالي والجزائر وتونس وليبيا ومصر وسورية والعراق وإيران وحتى أفغانستان والباكستان وما بعدهما، وهو الأكثر تقتيلاً وتنكيلاً وتشريداً لمخالفيه.
من يقول بأن السعودية دولة معتدلة ينكر أن فتاوي علمائها اباحت دماء شيعة العراق لسكاكين الذبح، وينفي أن الألاف من الوهابيين الإرهابيين السعوديين وغيرهم قدموا للعراق تلبية لهذه الفتاوي، ويكذب مقتل الألاف من شيعة العراق على أيدي هؤلاء الإرهابيين، ويبرأ ساحة الوهابيين من تفجير مراقد ائمة الشيعة وحسينياتهم وبيوتهم، ويلغي أحكام الإعدام التي أصدرتها المحاكم الوهابية ونفذها سيافوها بحق العشرات من شيعة العراق بتهم ملفقة.
لشهادة المالكي على (اعتدال) السعودية المزعوم هدفان، أولهما التذكير بأن الحكومة العراقية تتموضع ضمن محور الإعتدال الأمريكي لا محور المقاومة والممانعة، والثاني ارسال رسالة استنجاد إلى الحكومة السعودية، إذ يدرك جيداً بأن السعودية ممسكة بمعظم الخيوط التي تحرك مظاهرات الأنبار وغيرهم، وبأن النصائح أو التوجيهات السعودية هي الأعلى نبرة والأشد تأثيراً في تحريك الشارع السني وتكوين مطالبه، ولو شاءت السعودية لانفضت المظاهرات، وعاد المتظاهرون إلى منازلهم.
من المحزن أن المالكي لم يتعض من محاولاته السابقة والفاشلة في استرضاء السعودية، فلا حنن قلوبهم تسليمه الإرهابيين السعوديين لحكومتهم، ولا هم قبلوا بزيارته للمملكة، ولا أرسلوا سفيراً لهم إلى بغداد، وما كفوا عن انتقاد حكومته واتهامه بالطائفية وتهميش السنة، ولا أصدروا الاوامر لأتباعهم في العراق بوقف العمليات الإرهابية.
المؤكد هو أن رسالة المالكي قد وصلت للسعوديين وأتباعهم، لكنهم لا يكترثون بشهادته على اعتدالهم ولا يريدونه أصلاً ضمن محورهم (المعتدل) لكنهم فسروا الرسالة بأنها دليل خوف وقلق وضعف من أعلى مسؤول شيعي وأتباعه، وقد يكون لها التأثير المعاكس تماماً لما يريده المالكي.
14 شباط 2013م
|
|
|
|
|