|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 76151
|
الإنتساب : Nov 2012
|
المشاركات : 21
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
طوائف ومذاهب .. المعاتيه
بتاريخ : 18-01-2013 الساعة : 11:42 AM
مع نهاية السنة العاشرة للهجرة اتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مهمته التي كلفه الله تعالى بها في دعوة الناس الى الاسلام ، دين الله الخاتم منهيا بذلك عقودا من الوثنيه والشرك في جزيرة العرب وما حولها ومهد صلى الله عليه وسلم الطريق امام المسلمين للانتقال بالدين الجديد من المحليه الى الاقليمية ثم العالمية عبر تجهيز اتباعه والمؤمنين بالدين الجديد لمهمة الدعوة ومواصلة الرسالة وفي تلك السنة قرر صلى الله عليه وآله وسلم ان يحج الى بيت الله الحرام وليخطب بالمسلمين اخر خطبه معلنا عبرها عن اهم الوصايا والركائز في الحفاظ على مسيرة وقوة الاسلام وجاء فيها ..
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد،
فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد..
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.فلا ترجعن بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه " وعترتي اهل بيتي .. لا تزال محل خلاف " ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد.
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم ، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ألا هل بلغت....اللهم فاشهد
قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل.
والسلام عليكم .
وعليه فقد كانت الخطبة " الوصية" على اختصارها وقلة محتواها الا انها كانت جزلة المعنى واضحة المغزى ولم تحتج الى تأويل او حتى الى تفسير وجائت تطبيقا لكونها شاملة كاملة لمعنى الاسلام كدين سلوك ومعامله وتعاطي مع الحياة وليس دينا تعبدي شعائري طقسي المعالم فقط ..
ويتضح ذلك جليا في انه صلى الله عليه ووآله وسلم لم يأتي على ذكر طقوس الدين او شعائره من صلاة وصيام وحج الى اخره اوعباداته وعقائده بل جائت كلماته مصرة على سلوك المسلمين فيما بينهم اولا ثم سلوكهم مع غيرهم من البشر وخصوصا مع غير العرب حيث كان اول اقرار للمساواة الانسانية.
وبالفعل التزم المسلمون بل ودافعوا عن هذه الوصايا وغيرها التي شكلت عصب الاسلام الحقيقي السلوكي طوال الثلاثون سنة التي اعقبت وفاته صلى الله عليه وآله وسلم حتى نهاية حقبة الراشدون مع استشهاد الخليفة على ابن ابي طالب رضي الله عنه ولم تتمكن كل الصدمات والانحرافات كالردة واغتيال الخلفاء عمر وعثمان اوالخلافات بين الخليفة علي ومعاوية اواغتيال علي ، ان تفت في عضد المسيرة او ان تحرف مسارها عن ذلك الطريق الذي اختطه رسول الله ، ذلك لانها لم تمس الاساسيات السلوكية التعامليه لهذا الدين ، لم تستطع ان تهز معاني الاحترام والمساواة والحق والعدل والايثار وكامل الحالة الانسانية للقيم والمثل الاخلاقية ، حتى استعدى الامويين على الخلافة ثم غيروا من اساسياتها وركائزها التعامليه مما ادى الى استئثارهم بها فولد ذلك غضبا وحنقا شديدا لدى طيف واسع من المسلمين لاهتزاز صورة الاسلام المتعارف عليه والذي امنوا به ولعل المتتبع لبداية تزوير الاسلام او قل تبديله سيلاحظ ان نظام التوريث في الامويين كانت اخر حلقة من حلقات التغيير التي مارسوها في هذا الدين من سلسلة طويلة كان اولها الخروج على الخليفة علي بن ابي طالب وقتاله ثم التأسيس لمبدأ الخديعة والمكر في الحكم عبر ما جرى في مسألة التحكيم بعد موقعة صفين مرورا بالاحتجاب عن المسلمين وعدم مباشرة امورهم بل عهدوها الى اخرين بغض النظر عن صلاحهم او فسادهم وانتهاء بالاستئثار بأموال العامة وتوزيعها في بيت الحكم والاتباع حصرا مرورا بالتجسس والحكم بالقوة عبر انشاء اجهزة القمع والتسلط من شرطة وعسس وتمييز الدوله وعنصريتها بالتفريق بين المسلمين على اساس عرقياتهم الى الفساد في شراء الذمم والولاءت لتوطيد حكمهم الجبري وهو ايضا ما بنى سنن جديدة لم يعهدها المسلمون في ادارة الدولة من قبل ، هذا بالاضافة الى امور اكثر يمكن للقارئ العودة الى كتب التاريخ كالذهبي والكامل في التاريخ وبداية ونهاية ليطلع عما احدثوه من تغيير، الامر الذي اسس لروح جديدة في الاسلام او قل اسس لاسلام جديد يعتمد على مبدأ الاستفراد وتغليب المصلحة الشخصية والانانية والبخل والتسلط وعدم المساواة والكراهية والتفرقه والعنصرية الى غير ذلك من سيئ الاخلاق ومنحرف الطباع لما كان عليه القوم ايام الجاهليه ، وبالنتيجة فإن هذا الانحراف والتغيير استتبع خطوات اخرى طالت اساسيات الدين لتبرير وجود هذا الحاكم او ذاك النظام وطريقة الحكم وبالتالي فتحت الساحة للتلاعب والتحريف والتشوية الذي بدأ مع ذلك العهد واستمر لما بعده في الحقب التالية وحتى يومنا هذا فولد ذلك التلاعب مع مرور الوقت كل هذا الطيف الواسع من المذاهب التعبدية وتفرع عن هذه فرق ثم نحل ثم طرق ثم طوائف وبالطبع لم يتم الامر في يوم وليلة بل تطلب الامر اكثر من ثلاثة قرون من الزمان مع ما استتبعها من تحولات في كل شيئ .
ولعل البعض برر هذا التناقض والتخالف الى كونه رحمة حتى يتسنى للمسسلمين الاخذ من حيث اراد وكل حسب حاجته ولعمري ما اعجب هذا التبرير؟!!
فلو كان الامر يخص مسألة التعبد وممارسة الشعائر والطقوس فقط لهان الامر بل انه طال احدى اهم القواعد التي قام عليها الاسلام بل وقبل العبادات والعقائد الا وهي القاعدة الاخلاقية التعامليه فجميع المذاهب والطرق والطوائف افرغت الاسلام من هذه القاعدة في طريق تنافسها لاثبات شرعيتها بانها الاحق والاولى بالاتباع كطريقة تعبد في رحلة احالته الى دين تعبدي شعائري طقسي لا روح فيه ولا حياة ، مجرد من اية مشاعر انسانية جاءت كأساس بني عليه الاسلام لتعديل وتنظيم بل تقويم السلوك البشري قبل دعوته الى الشعائر والعبادات والعقائد والاحكام .
وان كانت الفترة الاموية هي البداية والمؤسس لهذا التبديل "التزوير" فقد كانت الفترة العباسية هي العامل المساعد لترسيخ وتوطيد بل وتوسيع دائرة هذا التزوير والتعديل خصوصا بعد انفتاح الحكم على ثقافات العالم وحضاراته السابقه وانتشار العلوم الفكرية وما عرف بعلم الكلام والفلسفة وهو ما ادى الى ظهور افكار فلسفيه غريبه وصلت حدا لا يمكن وصفه الا بترف فكري وعبث عقلي لا يطاق ولا يمثل اية اهمية للمسلم العادي كمعرفة حقيقة الوجود او الكينوينه الالهية او خلق القرآن الى غير ذلك من الشطحات الفكرية التي لم تلامس اساسيات واحتياجات الفرد العادي الذي كان الفقر والظلم والاستبداد والعوز ينتهك ابسط حقوقه الانسانية بالاضافة الى اطلاق يد الكثير من العجم " استمرارا لسياسة عنصرية الدولة " بلا حسيب او رقيب نكاية بالحكم الاموي في شتى صنوف المعرفة وخصوصا في المسائل الدينية مما ادى بالنتيجه الى زيادة التلاعب والايغال في تفسير آيات القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفه حسب رؤى ومفاهيم معينه لخدمة اهداف تخريبيه لاستكمال مسلسل افراغه من محتواه الانساني وحبسه في إطار التعبد والشعائريه وصولا في مرحلة لاحقه خصوصا في مرحلة ما بعد سقوط بغداد وحتى الفترة العثمانية لشق الدين وتقويضه عبر الدفع بالحمقى والمعاتيه من اتباع ذلك المذهب او تلك الطائفه اوالطريقة للتحزب لتلك الأفكار والمذاهب بل وحتى الصاق صفة القدسية والعصمة لها او لمنشئها إن لزم الامر" جميعها يخضع لثقافة منبثقة من تراث البدو في الاستحواذية والاقصائية و تقديس رأس العشيرة والانانية فيما تملك العشيرة والاستبسال للدفاع عنها حد الموت دون ادنى ذرة من تفكير "
وهو ما يفسر ما نعيشه اليوم من تيه ديني غريب وعجيب ومن ثم احجام رجال او قل مريدي او مؤسسي تلك المذاهب والطرق منذ الأمويين وحتى اليوم عن طرح اي فكر او ثقافة تتعلق بأهمية حقوق الانسان او الاهتمام بكينونته او كرامته وادميته او احتياجاته او حتى جعله ضمن اولى اولويات الدين بل ان جميعها اتفقت على تهميشه ومسح كامل مكتسباته التي ضمنها الله تعالى وتحويلة الى مشروع موت مفتوح بما سمي الجهاد والاستشهاد في سبيل المذهب والجماعة مقابل الانشغال بتعميق الاختلاف المذهبي.
ولعل المتابع يعجب من الاصرار على جملة من التناقضات التي لا زالت قائمة الى اليوم ولا يريد احد من المعاتيه في عمومهم وعلى اختلاف مذاهبهم او طوائفهم الخوض فيها او الانتباه لتعديلها تجنبا للانشقاق الحاصل بين عموم المسلمين وان دل ذلك على شيئ فانما يدل بشكل واضح على ان عقلية من يقودون تلك المذاهب او القائمين عليها ما عاد بأمكانها التحرك بإيجابية نحو الحياة في عمومها كون اصحابها لا يملكون اي جديد في هذا الخصوص ..
ولاعجب بعد ذلك ان نجد كتب التاريخ منذ العهد الاموي لا تذكر الا بعض صور الاحترام او الدفاع عن حقوق الانسان في هذا الدين الجديد "معظمها إن لم يكن جميعها من اجل تلميع صورة الحاكم" في مقابل مجلدات تتحدث عما سمي بعلوم الدين او العلوم الحياتية او الثقافيه والاجتماعية .
ولعلنا نتطلع الى اليوم الذي يسيقظ فيه المعاتيه من غيبوبتهم الدينية هذه ليعودوا الى قرآن ربهم ليبحثوا فيه عن حقيقة هذا الدين الذي لعبت ولا تزال تلعب فيه أيادي العابثين والمغرضين ممن لا يريدون خيرا للانسان مسلما كان او غير مسلم .
|
|
|
|
|