العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية ليث العتابي
ليث العتابي
عضو جديد
رقم العضوية : 76682
الإنتساب : Dec 2012
المشاركات : 24
بمعدل : 0.01 يوميا

ليث العتابي غير متصل

 عرض البوم صور ليث العتابي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي النظريات التي عرفت بالثورة الحسينية / المحاضرة الثانية
قديم بتاريخ : 31-12-2012 الساعة : 04:25 PM


النظريات التي عرفت بالثورة الحسينية
المحاضرة الثانية
الشيخ
ليث عبد الحسين العتابي
الحوزة العلمية / النجف الأشرف

ثانياً : نظرية بني العباس : ـ
( إن الحسين ثائر شرعي , لكنه أخطأ في تقدير الأمور ؛ بحمله عياله معه , و اختياره الكوفة المعروفة بالغدر و الخيانة ) .
فقد تبنى إعلام بني العباس هذه النظرية التي تقول بشرعية الثورة , لكن الحسين لم يعرف تقدير الأمور و حسابها بالحساب الصحيح , و لم يستمع لنصح الناصحين ممن نصحه و حذره قبل الخروج , و بذلك أخطأ في الخروج فقتل جراء هذا الخطأ .
فهذه النظرة موجهة للأمام بكونه قائد عسكري فاشل , لم يحسب لمعركته مع يزيد بن معاوية الحسابات الدقيقة و الصحيحة , دون النظر إلى عصمته و منزلته و مكانته الإلهية .
و قد ركز إعلام بني العباس على أمرين أساسيين يقولون بأن الأمام الحسين ( ع ) قد أخطأ فيها و هي : ـ
1ـ أنه أخطأ في : اصطحابه النساء و الأطفال معه , رغم نصح الناصحين و منع المانعين .
فنجد ذلك مذكوراً في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف , و تاريخ الطبري .
فأبو مخنف يقول مثلاً " أن الحسين ( ع ) ندم على أخذ نسائه و بناته معه , و أنه تذكر نصيحة أبن عباس يوم العاشر لما ارتفعت أصواتهن عند احتدام القتال و سقوط القتلى " .
و هذا مردود بسبب : ـ
أ ـ ما قاله لأبن عباس عند سؤاله عن خروجه , و استعراض كل الأمور , فقال له الأمام الحسين ( ع ) : ( شاء الله أن يراني قتيلاً ) , و لما سأله أبن عباس عن سبب أخراج العيال و الأطفال معه فقال ( ع ) : ( شاء الله أن يراهن سبايا ) .
ب ـ أخراجه لهم جواب مقدر عمن يريد أن يقول أن الحسين ( ع ) لو بقي بين أهله و عياله , أو لو كان معه عيال لراعى أعداءه حرمة ذلك .
فكان الجواب من الأعداء : " اقتلوهم و لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية " , فوصل القتل حتى للطفل الرضيع العطشان .
ج ـ ما حققته أسرة الحسين ( ع ) من نصر أعلامي في التعريف بحقيقة بني أمية الحاقدة على الإسلام و أهل البيت ( ع ) , و التعريف بمظلومية الحسين ( ع ) و أهل بيته , و التعريف بالخط النبوي الصحيح , بخلاف خط بني أمية المعادي للإسلام و أهله .
2ـ أنه أخطأ في : اختيار الكوفة رغم تحذير الكثير له من ذلك , لأنها غدرت بأبيه و أخيه من قبل .
و هذا ما نجده في كتاب أبي مخنف , و الطبري و غيرهم .
كما أن المستعرض للتاريخ يجد أن بني العباس و بالخصوص أبي جعفر المنصور هو من حاك هذه الروايات ضد أهل الكوفة لما بدر منها من ثورات ضد بني العباس , و عدم تسليم الكوفة و أهلها التسليم الكامل لبني العباس .
و كان هدفه من وراء ذلك : تحريف تاريخ أهل البيت ( ع ) , تشويه أهم قاعدة للتشيع , التنكيل و القتل لكل من يخرج ثائراً من هذه المدينة خصوصا من الحسنيين الثائرين .
فأهل الكوفة في الثورة مع أبناء الحسن ( ع ) , و في الفقه و التشريع مع أبناء الحسين ( ع ) , أما بنو العباس فلا حصة لهم وسط ذلك كله , لذا ثارت حفيظتهم و حسدهم و حقدهم على أهل الكوفة , و بدؤوا بوضع الروايات المحرفة حولها , و هذا ما نجده جلياً واضحاً في خطبة أبي جعفر المنصور في أهل الكوفة سنة ( 144 ) هجري , و ذلك بعد إن قبض على عبد الله بن الحسن والد محمد و إبراهيم قبيل الثورة .
فقال أبو جعفر المنصور : " يا أهل خراسان , أنتم شيعتنا و أنصارنا , و أهل دعوتنا , و لو بايعتم غيرنا لم تبايعوا خيراً منا . إن ولد أبي طالب تركناهم و الذي لا إله إلا هو و الخلافة فلم نعرض لهم لا بقليل و لا بكثير .
فقام فيها علي بن أبي طالب , فما أفلح , و حكَّم الحكمين , فاختلفت عليه الأمة و افترقت الكلمة , ثم وثب عليه شيعته و أنصاره و ثقاته فقتلوه .
ثم قام بعده الحسن بن علي , فو الله ما كان برجل , عرضت عليه الأموال فقبلها , و دس إليه معاوية إني جاعلك ولي عهدي , فخلع نفسه و انسلخ له مما كان فيه , و سلمه إليه , و أقبل على النساء يتزوج اليوم واحدة و يطلق غداً أخرى , فلم يزل كذلك حتى مات على فراشه .
ثم قام من بعده الحسين بن علي , فخدعه أهل العراق و أهل الكوفة , أهل الشقاق و النفاق , و الإغراق في الفتن , أهل هذه المدرة السوء [ و أشار إلى الكوفة , فو الله ما هي لي بحرب فأحاربها , و لا هي لي بسلم فأسالمها , فرق الله بيني و بينها ] فخذلوه و أبرؤوا أنفسهم منه , فأسلموه حتى قُتل .
ثم قام من بعده زيد بن علي , فخدعه أهل الكوفة و غروه , فلما أظهروه و أخرجوه أسلموه ... فقتل و صلب بالكناسة " .
و لما قُتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ( ع ) , أمر المنصور أن يطاف برأسه بالكوفة سنة ( 145 ) هجري , و خطب قائلاً :
" يا أهل الكوفة عليكم لعنة الله , و على بلد أنتم فيه ... سبئية , خشبية , قائل يقول : جاءت الملائكة , و قائل يقول : جاء جبريل ...
للعجب لبني أمية و صبرهم عليكم , كيف لم يقتلوا مقاتلكم و يسبوا ذراريكم , و يخربوا منازلكم . أما و الله يا أهل المدرة الخبيثة لئن بقيت لكم لأذلنكم " .
و هذا كله مردود بسبب : ـ
أ ـ أن الأمام لا يخرج بتحريض محرض , و لا بدافع عاطفي , و لا لأمر شخصي , بل يخرج بتكليف شرعي , و مسوغ عقلي , و أمر إلهي , فلا يمكن أن يغرر به , فالأمام يقدر الأمور تقديرها الصحيح , و يضعها في نصابها , و ذلك لأن علم الأمام من علم الرسول ( ص ) و علم الرسول ( ص ) من علم الله تعالى , و كل هذا مفصل و موجود في أصول الدين باب الإمامة و ما يختص بعلم الأمام فمن يرد المزيد مراجعة ذلك في باب العقائد .
فقد ورد عن أبي عبد الله ( ع ) : ( إن الله عز و جل أنزل على نبيه ( ص ) كتاباً قبل وفاته , فقال : يا محمد هذه وصيتك إلى الَّنجَبَة من أهلك , قال : و ما النجبة يا جبرائيل ؟ فقال : علي بن أبي طالب و ولده , و كان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي ( ص ) إلى أمير المؤمنين ( ع ) و أمره أن يفك خاتماً منه و يعمل بما فيه , ففك أمير المؤمنين ( ع ) خاتماً و عمل بما فيه , ثم دفعه إلى الحسن ( ع ) ففك خاتماً و عمل بما فيه , ثم دفعه إلى الحسين ( ع ) , ففك خاتماً فوجد فيه : أن أخرج بقوم إلى الشهادة , فلا شهادة لهم إلا معك , و أشرِ نفسك لله عز و جل , ففعل .... ) .
ب ـ وجود روايات كثيرة تمدح أهل الكوفة , و أرضها , و مسجدها و غير ذلك منها : ـ
1ـ عن أبي عبد الله ( ع ) : ( إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة ) .
2ـ و عنه ( ع ) : ( إن الله أحتج بالكوفة على سائر البلاد , و بالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد , ... ) .
3ـ و عن أمير المؤمنين ( ع ) : ( كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي , تعركين بالنوازل , و تركبين بالزلازل , و أني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل أو رماه بقاتل ) .
و غيرها الكثير من الأحاديث بحق الكوفة و من سكنها .
و هل من المعقول أن تكون أرض الشام مثلاً أفضل من الكوفة , و التي يقر معاوية بأن أهلها لا يميزون بين الناقة و الجمل ؟ .
لذا فإن السيد أبن طاووس مثلاً يذكر في كتابه ( مهج الدعوات ) يقول : ( و من صفات الداعي أن لا يدعوا على أهل العراق , فإني رويت في الجزء الأول من كتاب ( التجميل ) إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم ( ع ) أن لا يدعوا على العراق ) .
كما و إن في كنز العمال : ( إن إبراهيم ( ع ) هم أن يدعوا على أهل العراق , فأوحى الله تعالى إليه : لا تفعل , أني جعلت خزائن علمي فيهم , و أسكنت الرحمة قلوبهم ... ) .
لذا فإن الأحاديث المحرضة و المشوهة لأهل العراق و الكوفة هي سياسية , و ضعت في عهد بني أمية , و بني العباس , و من الطبيعي أن تأخذ أثرها في المجتمع حتى تكون كالمسلمات , فالشعب العراقي الذي عاش ألف و أربعمائة عام في ظل الدولة الأموية ثم العباسية ثم العثمانية إلى عهد صدام تربى على أدبيات معادية لآل البيت ( ع ) و للشيعة و التشيع .
لذا ليس لنا إلا طريق أهل البيت ( ع ) في تمييز الخطأ من الصواب فيما صدر , فهل حقاً إن أهل العراق أو الكوفة هم كما وصفهم الأعداء , أم هم رصيد أهل البيت ( ع ) , و عدتهم المعدة في كل العصور ؟ .

من مواضيع : ليث العتابي 0 تخرصات سهيل قاشا حول القرآن الكريم
0 ما ذُكر في كتب التاريخ عن مقتل الأمام الحسين عليه السلام
0 النظريات التي عرفت بالثورة الحسينية / المحاضرة الثالثة
0 النظريات التي عرفت بالثورة الحسينية / المحاضرة الثانية
0 النظريات التي عرفت بالثورة الحسينية / المحاضرة الآولى
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:19 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية