أكبر أعضاء الجسم مساحة
اليوم - الدمام
«الجلد مرآة الروح» هذه المقولة، كان يرددها أساتذة الأمراض الجلدية ويعلق الدكتور عمرو راتب أستاذ الأمراض الجلدية على مدى صحتها، بقوله إنها صادقة تماماً لعدة أسباب : ينبع الجلد والجهاز العصبي من نفس الخلية الأولية في الجنين، مما يجعلهما مرتبطين ارتباطاً وثيقاً خلقياً ووظيفياً.
الجلد هو أكبر أعضاء الجسم مساحة ويحتوي على أكبر كم من الأعصاب سواء الحسية أو الفاعلة. أثناء اكتمال نمو الجنين تهاجر خلايا الصبغة خلال الأعصاب حتى تستقر في الجلد، وتنتج الوحمات الداكنة أو البيضاء من اختلال هذه العملية.
يعتمد نشاط الخلايا الصبغية بالجلد على هرمون منشط تفرزه الغدة النخامية الموجودة أسفل المخ والمرتبطة وظيفياً به. يفرز المخ مجموعة كبيرة من الهرمونات تعرف باسم الببتيدات العصبية تقوم بنقل الاشارات المختلفة بين الجهاز العصبي والجلد ويزداد إفراز هذه المواد، وبالتالي تركيزها في الجلد في حالات التوتر والضغط العصبي المختلفة.
وبالإضافة إلى ما سبق، فإن ظهور الجلد وأي اختلاف به لعين الرائي وللمحيطين يضخم من الإحساس بوجود المرض حتى لو لم يكن هذا الخلل الظاهر بالجلد مرضياً، ولكنه كاف لإضافة عبء نفسي كبير على الإنسان وعلى المحيطين به.
وقد ارتبطت الأمراض الجلدية في ذهن العامة بأنها علامة على قلة أو عدم النظافة الشخصية مما يدفع المصاب سيئ الحظ إلى الإفراط في النظافة بدون مبرر إلا نفي السبة عن نفسه مما يؤدي إلى تفاقم الحالة كأثر مباشر للضغط النفسي على المريض، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن المنظر السيئ عند وجود بقع جلدية قد يفسره العامة كعلامة على سوء المرض.
والموروث البيئي والثقافي يضع عبئاً نفسياً كبيراً على مريض الأمراض الجلدية لدرجة أثبتت معها الإحصاءات المختلفة أن المريض قد يتقبل الإصابة بمرض في القلب على خطورته عن الإصابة بمرض الصدفية وهو مرض غير معد ونادراً ما يمثل خطورة على الحياة أو الإصابة بمرض البهاق الذي لا يتعدى كونه اختفاء للون الجلد الطبيعي من بعض المناطق وأيضاً غير معد ولا يمثل أي خطورة على الحياة أو وظائف الجسم المختلفة.
وأي مرض جلدي قد يبدأ أو يتفاقم بتأثير التوتر النفسي والضغوط العصبية والقائمة ممتدة من حب الشباب وتساقط الشعر والثعلبة والحكة والأكزيما والأرتيكاريا إلى البهاق والحزاز والصدفية بل إننا كثيراً ما نرى قروحاً وتشوهات شديدة بالجلد أحدثها المريض في نفسه تحت تأثير الضغوط العصبية المختلفة وهو لا يدري بما أحدثه من أذى بنفسه.