روي أنّ رسول الله ()كان يوماً مع جماعة من أصحابه مارّاً في بعض الطريق ، وإذا هم بصبيان يلعبون في ذلك الطريق ، فجلس النبي () عند صبيٍّ منهم ، وجعل يقبّل ما بين عينيه ويلاطفه ، ثم أقعده على حجره وكان يُكثر تقبيله ، فسُئل عن علّة ذلك ، فقال () : إني رأيت هذا الصبي يوماً يلعب مع الحسين ، ورأيته يرفع التراب من تحت قدميه ، ويمسح به وجهه وعينيه ، فأنا أحبه لحبه لولدي الحسين ، ولقد أخبرني جبرائيل أنه يكون من أنصاره في وقعة كربلاء ... جواهر البحار
كان رسول الله () إذا دخل الحسين (عليه السلام) اجتذبه إليه ثم يقول لأمير المؤمنين (عليه السلام) : أمسكه ، ثم يقع عليه فيقبّله ويبكي ، فيقول : يا أبه لِمَ تبكي ؟.. فيقول : يا بنّي !.. أقبّل موضع السيوف منك وأبكي ، قال : يا أبه وأُقتل ؟.. قال : إي والله وأبوك وأخوك وأنت !.. قال : يا أبه!.. فمصارعنا شتّى ؟.. قال : نعم ، يا بني ، قال : فمن يزورنا من أمّتك ؟.. قال : لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت ، إلا الصدّيقون من أمتي.
اعلم إن هذا الشّهر هو شهر حُزن أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، وعن الرّضا (عليه السلام) قال: كان أبي صلوات الله عليه إذ دخل شهر المحرّم لم ير ضاحكاً، وكانت كآبته تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان اليوم العاشِر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحُزنه وبكائه، ويقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام).