الإمعه... الإمعه ... الإمعه
وكانت الكاميرا تراقب عن كثب
ألبسوه العقال والكوفية ومسدوا له شاربيه ؛ أسرجوا له الحصان وأركبوه
عليه ؛ من ثم ناولوه البندقية ، جمح به الحصان إلى الخصوم فأفرغ عتاده.
حلقوا شاربه ولحيته أفرغوا جيبه بل مزقوه وجعلوه يتدلى من فوق جسر
عال ٍ وبقياس الوقت والجهد وتصبب العرق من صدغيه أنزلوه وأعطوه
وزنه فضه .
لطخوا بالأحبار مجموعة من الصحف والأوراق والملفات من ثم علموه
القراءة والكتابة ، فاستوعب ما أملي عليه وأصدر صحيفته هوالآخر.
جمعوا من عينته الكثير أقعدوهم في باحة كبيرة تتوافر فيها المأكولات
والمشروبات وعددمن الأسبرين ومراهم أخرى كي يستعد للبكاء والضحك.
مرة أخرى زرعوا شعرا ًأسودا ً وأخر أشمط في وجهه ورفضوا أن يطيل
شاربه فهذه سنة!!... من ثم أعطوه هراوة وفي يوم آخر ألبسوه كفنا ً
فقتل أخيه وجرح ابن عمه ؛ من ثم مزق راية ووضع مكانها أخرى ، أحرق
كتبا ًونضد بدلا ًعنها كتبا ًأخرى ...
والكاميرا تسجل كل شيء وتتوصل للتحليل الذي تريد ويحصل القائمون عليها
على كل مايريدون أمصال لأمراض ، أفلام تسجيلية وثائقية ، مظاهرات ،
استفتاءات ، رقصات شعبية ؛ عصرية ؛ تراثية، أبطال ، أقزام ، دعاية ، إعلان
وإذا ما هشمت الكاميرا أو أصيب صحفي ما أو مصور ما فستبدل بسرعة ومن
هناك ستبث الحياة مرة أخرى ماذا تريد؟!... جنازة ، تأبين ، مظاهرة ،ث..و..ر..ة
...تكلم فالكاميرا بالانتظار...