|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 72182
|
الإنتساب : May 2012
|
المشاركات : 1,053
|
بمعدل : 0.23 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
ثمَّ أَذَّنَ مؤَذّنٌ أَيَّتهَا العير إنَّكم لَسَارقونَ
بتاريخ : 11-07-2012 الساعة : 01:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يرد في الآية تعرض للكذب وإنما ذكرت السرقة.
قال العلامة الطباطبائي في (الميزان) تفسيراً لهذه الآية: ((فلَمَّا جَهَّزَهم بجَهَازهم جَعَلَ السّقَايَةَ في رَحل أَخيه ثمَّ أَذَّنَ مؤَذّنٌ أَيَّتهَا العير إنَّكم لَسَارقونَ )) (يوسف:70) السقاية الظرف الذي يشرب فيه والرحل ما يوضع على البعير للركوب والعير القوم الذين معهم أحمال الميرة وذلك اسم للرجال والجمال الحاملة للميرة وإن كان قد يستعمل في كل واحد من دون الآخر ذكر ذلك الراغب في مفرداته.
ومعنى الآية ظاهر وهذه حيلة احتالها يوسف (ع) ليأخذ بها أخاه إليه كما قصه وفصله الله تعالى وجعل ذلك مقدمة لتعريفهم نفسه في حال إلتحق به أخوه وهما منعمان بنعمة الله مكرمان بكرامته.
وقوله ((ثم أذن مؤذن أيتها العير انكم لسارقون)) الخطاب لاخوة يوسف وفيهم أخوه لأمه ومن الجائز توجيه الخطاب إلى الجماعة في أمر يعود إلى بعضهم إذا كان لا يمتاز عن الآخرين, وفي القرآن منه شيء كثير, وهذا الأمر الذي سمي سرقة وهو وجود السقاية في رحل البعير كان قائماً بواحد منهم وهو أخو يوسف لأمه لكن عدم تعينه بعد من بينهم كان مجوزاً لخطابهم جميعاً بأنكم سارقون فان معنى هذا الخطاب في مثل هذا المقام ان السقاية مفقودة وهي عند بعضكم ممن لا يتعين إلا بعد الفحص والتفتيش.
ومن المعلوم من السياق ان أخا يوسف لأمه كان عالماً بهذا الكيد مستحضراً منه ولذلك لم يتكلم من أول الأمر إلى آخره ولا بكلمة ولا نفى عن نفسه السرقة ولا اضطرب, كيف؟ وقد عرفه يوسف انه أخاه وسلاه وطيب نفسه فليس إلا أن يوسف (ع) كان عرفه ما هو غرضه من هذا الصنع وانه إنما يريد بتسميته سارقاً واخراج السقاية من رحله أن يقبض عليه ويأخذه إليه فتسميته سارقاً إنما كان اتهاماً في نظر الأخوة وأما بالنسبة إليه وفي نظره فلم يكن بتسمية جدية وتهمة حقيقية بل توصيفاً صورياً فحسب لمصلحة لازمة جازمة.
فنسبة السرقة إليهم بالنظر إلى هذه الجهات لم تكن من الافتراء المذموم عقلاً المحرم شرعاً على ان القائل هو المؤذن الذي أذن بذلك.
وذكر بعض المفسرين ان القائل ((انكم لسارقون)) بعض من فقد الصاع من قوم يوسف من غير أمره ولم يعلم ان يوسف أمر بجعل الصاع في رحالهم، وقال بعضهم ان الجملة استفهامية والتقدير أإنكم لسارقون؟ بحذف همزة الاستفهام ولا يخفى ما في هذه الوجوه من بعد. انتهى.
|
|
|
|
|