اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ، والعن عدوهم يا كريم ...
كثيراً ما نجد من يتبجح من القوم ، ويسأل قائلاً : أيها الشيعة لماذا لا نجد عندكم مجامع حديثية تجمع الأحاديث الصحيحة ؟!!
وكان منا الجواب على ذلك الإشكال الذي لس الآن معرض بيانه ، ولكن أنقل لكم ها هنا عبارة سمعتها للشيخ الحويني الذي هو من كبار مشايخ السلفية رداً على هذا السؤال :
المحاضرة المقتطع منها هذا التسجيل بعنوان / شرح الموقظة للإمام الذهبي ( المحاضرة الأولى ) .
أمّا عن ملخص التسجيل ؛ فأنا صراحة كنت متحير في إختيار عنوان صريح له خاصة أن مادته دسمة ، ولكن اخترت الموضوع الأقرب إليه والذي ركّز عليه صاحب التسجيل ( = أبو إسحاق الحويني ) ، ولي أن أُلخّصهُ في الآتي :
الشيخ السلفي أبو إسحاق الحويني يُصرّح في التسجيل المرفق أعلاه بأنّه يرى أن ّ الفهارس العلمية ( = المعاجم الروائية ) رغم فائدتها إلا أنّها أحدثت من الشر ما لا يعلمه إلا الله ، وبدأ في بيان هذا الشر عند المتقدمين ، وعند المتأخرين :
أمّا المتقدمين : فكان الضرر عائداً عليهم في أمرين :
1- قال بأنّ أحد العلماء قال : " وددت لو أنّي أدركتُ أبي حمزة الكاتب فقطعت يده ، فقالوا له : لماذا ؟ قال : لأنه انتقى أطايب الكتب فجمعها في كتاب واحد فزهد الناس أن يطالعوا الكتب " ثم يعلق بأنه لو لم يجمع أطايب تلك الكتب في كتاب واحد لطالع الناس الكتب الأخرى ووجدوا فيها فوائد أخرى غير التي جمعها في كتابه ...
2- قال " لولا الكتابة لما تناقص الحفظ " ونقل كلاماً لابن سيرين يؤدي نفس المعنى أورده الخطيب البغدادي ، وضرب مثالاً للحاضرين مفاده أن كتابة الحديث دون حفظها مثل هذا التسجيل فيجعل عقل الموجود معنا ليس بذاك التركيز لأنه يقول في نفسه بأنه سيرجع إلى البيت ويسمعه هناك ، ولا شك أن سماع الشريط في البيت ليس كسماع المحاضرة بكل إصغاء وإنتباه فإنك لو لم يكن عندك ذاك التسجيل كنت ستنتبه بكل حواسك إلى المتكلم وتصغي إليه فتحصل العلم ..
أمّا المتأخرين : فكان الضرر عائداً عليهم في أمرين :
1- قال بأنّ الضرر العائد عليهم فقال بأنّ تلك الفهرسات وهنا يعني بها الفهرسات المحققة المخرجة لا المجامع الروائية فقط جعلت غير أهل الفن يتكلمون فيما هم ليسوا بأهله ، وضرب مثالاً في أول التسجيل فقال بأنّ هناك طبيب هو يعرفه ترك مهنة الطب وتفرغ للتحقيق مع العلم بأنّه ينقل من هنا وهناك ، ولكن هذا السطو يدركه كل خبير فأي خبير بالكتب يعرف هذا تحقيق من ( = شغل ) من ..
2- قال بأنّه أدخل في العلم من هم ليسوا من أهله ، وهؤلاء الناس الصغار أصبحوا يتبجحون على المشايخ الكبار ، وضرب مثالاً على لسان أحد هؤلاء الصغار فقال : " الشيخ الألباني خرّج الحديث من عشرة مصادر أمّا أنا فخرجته من أربعين مصدر " ، ورد على هذا الصغير قائلاً : " هذه الطرق كلها مثلاً من طريق الزهري عن عروة عن عائشة فما فعلته هو تغيير المصادر فقط ، وإلا فكل تلك التخيرجات تجتمع في طريق واحد " ... إلخ
النتيجة : قال بأنّ لو لم تكن تلك الفهرسات موجودة لما دخل في هذا العلم إلا أهله وأهل فنه ولتركه هؤلاء المتطفلين واصفاً حال علماء الحديث الحقيقيين الآن بحال الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، فالباقي هم المتطفلون
وبالمناسبة عبارته الأخيرة نسيت أن أوردها لكن لو رجعت إلى رابط المحاضرة الرئيسية في الأعلى تجده قالها في الدقيقة 43:39 .