حصر الله سبحانه المولاة به وبنبيه وواولي الامر من عباده المؤمنين فقال
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون [ المائدة: 55 ]
تفسير إبن كثير - المائدة - الآية : ( 55 ) - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 74 )
- عن أبي صالح عن إبن عباس قال : خرج رسول الله (ص) إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد وإذا مسكين يسأل فدخل رسول الله (ص) فقال أعطاك أحد شيئا ؟ قال نعم قال من ؟ قال ذلك الرجل القائم قال على أي حال أعطاكه ؟ قال وهو راكع قال وذلك علي بن أبي طالب قال فكبر رسول الله (ص)عند ذلك وهو يقول من يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ، وهذا إسناد لا يقدح به.
فميزة اولي الامر هو ان يكون شهداء على الناس لعلمهم بالكتاب
ويعرض الله سبحانه اعمال الخلائق عليهم ::
التوبة
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ( 105 ) )
فاولي الامر هم المؤمنون الذين تعرض عليهم اعمال الخلائق ليكون شهداء على الناس ومحل تنازعتهم
فالوراد في كتب السنة ان امير المؤمنين وائمة الهدى من ذريته عليهم السلام هم
اولى الامر ومن عندهم علم الكتاب
- قال العلامة سليمان بن إبراهيم الحنفي القندوزي في تفسير قوله: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب:
الثعلبي وابن المغازلي بسنديهما عن عبد الله بن عطاء قال: (كنت مع محمد الباقر - رضي الله عنه - في المسجد فرأيت ابن عبد الله ابن سلام، قلت: هذا ابن الذي عنده علم الكتاب. قال: إنما ذاك علي بن أبي طالب - القندوزي: ينابيع المودة، الباب الثلاثون.
2-قال القرطبي في تفسيره: (قال عبد الله بن عطاء: قلت لأبي جعفر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم -: زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام، فقال: إنما ذلك علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وكذلك قال محمد بن الحنفية
الجامع الاحكام القرآن ج 9 ص 336.
3-قال أبو حيان الأندلسي المغربي في تفسيره: (قال قتادة: كعبد الله بن سالم و (تميم الداري وسلمان الفارسي). وقال مجاهد: عبد الله بن سلام خاصة. وهذان القولان لا يستقيمان إلا أن تكون الآية مدنية، والجمهور على أنها مكية. وقال محمد ابن الحنفية والباقر عليه السلام: هو علي بن أبي طالب
أبو حيان: البحر المحيط، ج 5: ص 401.
4- قال الآلوسي في تفسيره: (قال محمد ابن الحنفية والباقر عليه السلام: المراد ب (من) علي كرم الله تعالى وجهه
الآلوسي: روح المعاني، ج 13: ص 158.
ومن كانت صفة الشهادة على الخلق صفته وجب ان يكون معصوما من الذنوب حتى لايكون على احد من البشر عليه حجة وبهذا ذهب بعض علماء السنة كالرازي ومحمد عبده
التفسير الكبير ج10 ص116
يقول في ذيل هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنكُمْ) (النساء: 59): إن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية، ومَن أمَر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع، لا بد أن يكون معصوماً عن الخطأ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ، كان بتقدير إقدامه على الخطأ، يكون قد أمر الله بمتابعته، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ. والخطأ لكونه خطأ منهيٌ عنه، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد، بالاعتبار الواحد، وإنه محال.
فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر علي سبيل الجزم، وثبت أن كل من أمَر الله بطاعته على سبيل الجزم، وجب أن يكون معصوماً عن
الخطأ. فثبت قطعاً أن أولي الأمر المذكور في هذه الآية لا بد وأن يكون معصوماً .
ويقول محمد عبده في تفسير المنار ج5 ص181 :
فأهل الحل والعقد من المؤمنين فإذا اجتمعوا على أمر من مصالح الأمة ليس فيه نفي من الشارع مختارين في ذلك غير مكرهين بعبرة احد ولا نفوذهم فطاعتهم واجبة ويصح أن يقال هم معصومون في هذا ويصح أن يقال هم معصومون في هذا الإجماع اطلع الأمر في طاعتهم بلا شرط .