.............
نحتاج نبياً أو ( حمدي ) .. يُنجينا من أفعى ( نجدِ )
كي نخرج من هذي الفوضى .. ونُحرَّر من حُكم الفيَدِ
من قبضة ثوارٍ وقفوا .. في الصف وقادوني ضدي
لم أطعن صدري بذراعي .. إلا لما كانوا زندي
جاءوا بخُرافاتٍ عُظمى .. وخيالٍ من فلمٍ هندي
ففرشنا الساحة رحبنا .. سكنوها واعتزموا طردي
جاءوا يحمونا من ماذا ؟ .. من خطر الأُلفة والوِّدِّ
بمرايا القلب نشاهدهم .. ويرونَ بمنظار الحقدِ
فغدوتُ أُشكك في ظلي .. معهم ولنفسي أستعدي
ثوارٌ للواحد منهم .. رِجلان وآلافُ الأيدي
خنقوا الحرية في دمنا .. واعتقلوا الثورة في المهدِ
ما كان يُفرِّقُ شارعُنا .. بين المُتفيد والمُفدي
كانوا يبتسمون بوجهي .. ويُباركُ أكبرهم جهدي
كرَّمني ألبسني عقداً .. فصحوتُ ومشنقتي عقدي
يأكل من كتفي .. يشرحُ لي .. أبواباً في فضل الزُهدِ
يمنحني الألقاب الكبرى .. ويراني بمقام العبدِ
أتنفس وفق مبادرةٍ .. أتكلم ملتزماً حدي
أنقدهُ .. فيقول عميلٌ .. مُندسٌّ وسيفضحُ مدَّي
وأنا إن خطَّأَ أفعالي .. يقتلني من باب النقدِ
إن قبِلَ البعضُ بأرائي .. راحَ يُحذِّرهم من قصدي
هل أصبحَ ربَّاً كي يدري .. ما تُخفي النفسُ وما تُبدي
هل " صعدة " من " يمنٍ " أخرى .. لأُخوَّنَ بعميلٍ صعدي
هل أخطأ من يرجو وضعاً .. أرقى من هذا المُتردي
أزهرتُ فشمَّ طموحاتي .. أثمرتُ فسارعَ في حصدي
وقُتلتُ فتاجر بدمائي .. ودُفنتُ فقاسمني لحدي
هل هذي الثورة يا شعبي .. لِ الأرقى والأنقى تهدي
غيرنا ! ماذا غيرَّنا ؟ .. يا شعب الحكمة والرُشدِ
بدَّلنا الأصنام بأخرى ..والقيد بأكثر من قيدِ
وكأن أهمَّ مطالبنا ..ظلمٌ زوجيٌّ لا فردي
لا زال الأحمر يحكمنا ..ويحاول أن يبدو وردي
كم سيفٍ يصرخ لو أدري ..ما كنتُ لأخرجَ من غمدي
فالثورةُ طُعمٌ مُبتكرٌ ..والثائر صنارةُ صيَدِ
هل ألعن نفسي ؟ أم يكفي .. فالجيلُ سيلعنني بعدي
أحتاج وجوداً محترماً ..لكياني .. أحتاج لفقدي
أحتاج سماءً سابعةً ..تدنو فالأولى لا تُجدي
أحتاج إلهاً مشغولاً ..بهمومي وجراحي وحدي
فالطعنة فوقك يا وطني ..ودماءكَ تنزفُ من جلدي
والحزن يلفُّكَ يا وطني ..ودموعك تجري في خدي
والظلم بصدرك كم يطغى ..وتُصاعدُ آهاتك عندي
هل أرجع بيتي منهزماً ..وأقول لقد سرقوا مجدي ؟
سأظل أصعد من غضبي ..وأوافي الشهداء بعهدي
سأضيءُ وأمتدُّ شموساً ..لن ألمع لمعان الرعدِ
وسأخرج وحدي منتفضاً ..وحدي .. وسيربكهم حشدي
وسنلقى حتماً يا يمني ..في أرضكِ أكثر من ( حمدي )