.. رسالة من شهيد ......
الشاعر /معاذ الجنيد ( تعز )
بما أن دمي لم يجف بعد .. فسأكتب به هذه الرسالة إليكم
وإلى مشاعركم التي جفت قبل دمي !
هي ليست رسالة كليب إلى الزير سالم ..
ولكنها مجرد تساؤلات تؤرقني وأنا في الفردوس !
صدقوني لا يوجد شهيد يتألم ويحترق وهو في الجنة .. إلا شهداء الثورة اليمنية !
هل تدركون كم هو مؤلم هذا الشعور ؟
أنتم الآن تحيون ذكرى شهداء جمعة الكرامة , وبعد أيام ستحيون ذكرى شهداء محرقة ساحة الحرية , وبعدها ستحيون ذكرى شهداء أحد الآيام الدامية الأخرى , وبعدها .. وبعدها .. وهكذا ستقضون معظم أيام هذا العام ما بين ذكرى شهيد أو مجزرة ..
أخبروني فقط .. ألا يوجد يوم واحد في عامكم الممتد هذا ستحيون فيه ذكرى انتصار ثورتنا التي قتلنا من أجلها ؟
بأي وجهٍ تحيون ذكرى استشهادنا وأنتم تعلمون أنكم لن تحيوا ذكرى انتصار ثورتنا !
هل دمي بالنسبة لكم لا يصلح إلا للذكرى فقط ؟
في البدء امتهنتم دمي كمادة إعلامية تستعطفون به العالم وتحشدون بفضله الرأي العام ضد خصومكم!
والآن تستغلونه لتتظاهروا من خلاله أنكم أوفياء ولا تنسون دماء شهداءكم !
ألا تشعرون بالخجل مثلي وأنتم تحيون ذكرى شهيد لم يتحقق شيءٌ باستشهاده ؟
لقد غمسنا أرواحنا في الدم في سبيل إسقاط النظام الفاسد
وغمستم أصابعكم في المداد في سبيل انتخاب الوجه الآخر للنظام ذاته !
ثم قمتم ترسمون للناس ملامح نصر مزيف !
لماذا لم تخبرونا في البدء أن سكوتنا عن الظلم واقتناعنا به مفسدة صغرى , وأن خروجنا للساحات سيتسبب بإراقة دماء اليمنيين وهذا يشكل مفسدة كبرى
ولندرأ المفسدة الكبرى بالصغرى يجب أن نغادر الساحات ونرجع إلى بيوتنا !
لماذا لم يظهر علماء تصنيف المفاسد في بداية الثورة !
أخبروني بصراحة .. هل كنتم تطالبون برحيل النظام , أم برحيلنا نحن ؟
لماذا إذن سكتم ورضختم لكل الحوارات بعدما قُتلنا ؟
لقد كنتم ترفضون كل أنصاف الحلول ونحن موجودون .. فما الذي تغير بعد رحيلنا ؟
لست ناقماً عليكم أو نادماً لأني استشهدت ولا أطالبكم بمحاكمة قاتلي فأنا وهبت دمي فداء للوطن
ولكن ما يؤلم هو أن نُقتل لنمنحكم الحياة .. وأنتم تتحايلون على أنفسكم لتظلوا موتى !
تأكدوا أن من يضحى بروحه من أجل الوطن لا يريد منكم القصاص لدمه
إنما يريدكم أن تنتصروا للقضية التي قتل من أجلها !
هل يستطيع أحدكم أن يخبرني أين ذهبت جمعة ( الوفاء للشهداء )
قل قُتلت أيضا برصاص الحرس العائلي ؟
وجمعة ( رفض الحصانات والضمانات ) هل قتلوها بلاطجة النظام ؟
وجمعة ( واعتصموا بحبل الله ) هل كان عبدربه منصور هادي هو حبل الله ؟
أم هي المبادرة الخليجية ؟
عموماً .. أعتقد أنكم بعد يومين ستحتفلون جميعكم بعيد الأم
أرجو أن تتذكروا أمهات الشهداء وأن تسألوا أنفسكم حينها .. من أجل من قتل هؤلاء ؟ ومن أجل ماذا فارقوا أمهاتهم وأطفالهم وزوجاتهم ؟
ستظل هذه الأسئلة تفتقر لإجابةٍ حتى تشعلون ثورتكم من جديد , فلن يجيب عليها سوى تصعيدكم الثوري السلمي ونظالمكم المستمر
بعد يومين أمي لن تترك خيطاً واحداً من خيوط مقرمتها إلا وهو مبلل بالدمع
واطمئنوا فأمي لن تتهمكم أو تلومكم فهي لا تجيد شيئاً غير البكاء
ولكن تأكدوا أن كل دمعة تذرفها ستظل تسيل في خدها وهي تلعنكم كما كنا نسيل في المسيرات ونحن نقول ( الشعب يريد إسقاط النظام )
أتذكر أمي صباح اليوم الذي قتلت فيه كانت تقول لي بلهجتها البسيطة ( يا ابني قدك كل يوم كل يوم وانتَ بالساحة اربُخلك اليوم وجسيت بالبيت اني خائفه يروحونك مقتول بعدين ما احدن شنفعني)
قلت لها ( يا امه احمدي الله شتكوني أم الشهيد وبعدين لما تنتصر الثورة ويتطور اليمن شتكوني تفتخري بي وتقولي ابني ضحي بنفسهُ من أجل اليمن )
كنت أنا وأمي حينها نجهل أن اللقاء المشترك يسمى اليمن!
وأن النظام هو الإسم المستعار لعلي عبدالله صالح وحده
لقد كانت ثورتكم بسبب عداء شخصي بينكم وبين هذا الرجل ,وكانت ثورتنا من أجل مصلحة الوطن والشعب ..
عموماً أيها الأوفياء .. لا أريد أن أفسد عليكم وعلى نفسي إحياء ذكرى استشهادي
ولكن ليس من العدل والإنصاف أن تحيوا ذكرى شهداء جمعة الكرامة ولا تحيون ذكرى مقتل الكرامة نفسها
أن تحيوا ذكرى شهداء محرقة ساحة الحرية ولا تحيون ذكرى اغتيال الحرية نفسها
أن تحيوا ذكرى رحيلنا ولا تحيون ذكرى رحيل ضمائركم !
أُدرك تماماً أنكم ستتهموني أني مندس
وستذهبون بمنابركم وخطباءكم إلى الله وتحلفون له أني أحد أفراد الأمن القومي ليخرجني من الجنة
ولكني لم أعد أخشى ذلك بعد أن عرفت الله بعيداً عنكم وعرفت حقيقة العلاقة بينه وبينكم أنتم وفتاواكم !
تحيتي لكل ثائرٍ حر لازال يواجه كل أنواع الإتهامات والتخوين في سبيل الإستمرار بالنظال من أجل تحقيق الأهداف الحقيقية التي خرجنا وثرنا وقُتلنا من أجلها !
تحيتي لك يا أمي ..
كل عام وأنت بخير يا ست الحبايب .
رسالة من ضمير حي
اتمنى ان يقراها كل عربي لعل ضميره ينتفض من سباته
ليعيد زمن الكرامة المفقودة ..
رحم الله الشهداء
والهم امهاتهم الصبر واحسن لهن العزاء
لقد وضعت يدك على الجرح بهذه الكلمات
شكرا لك الف شكر
قرأت الرسالة وأحببت أن أعيدها أكثر من مرة ...
نعم أكثر من مرة ... لأنها تصور حقيقة الواقع العربي بكل مكان ...وليس في اليمن فقط
إنها مؤثرة جدا ... نزفها ضمير حي ...
وأنا أنظر الى الثوارت العربية ..في كل مكان ...أعرف أن النتيجة واحدة
ودائما يستغل الشعب لتحقيق الأغراض ...ثم يزوى جانبا
كنت أكثر من رائع .... وتحدثت بلسان كل مسلم شريف
ودي وتقديري