انتفض الزعيم الخالد حبيب المؤيدين باطش العملاء وناصر المساكين ،وثار في حراسه وقت ما اندلعت ثورة شعبية في بلادة مملكة"العواجيز البرية" التي تقع في بلاد ما وراء الحائط الغنية....تلك المنطقة الثرية التي تشع نورا ونخوة حتي أصبحت مطمعا لكافة قوي السيطرة والهيمنة في كوكب المظلومين والمسكنة..
ثار فيهم الزعيم الخالد أن أتوني فُرادي ومجموعات وتعالوا بنا لنقتص من أولئك الذين ثاروا علي حُكمي الرشيد جماعات جماعات..ما قصّرت في حقهم من شئ وأنا وفور اعتلائي كرسي العرش من أبي إلا وأقمت فيهم عدل الله ولم أرضَ لهم الذلّ الذي ذاقوه من أبي- رحمه الله..وبعد كل هذا يثورون علي حُكمي من أجل بضعة دنانير تدفعها لهم حكومات "بلاد العز والسعادة" الحمير..وتدعمهم دول "الإتحاد الأخلاقي" ومن ورائهم جميعا عدونا الأوحد الشيطان الاعظم دولة "الإخوان المتحدين"...تلك الدولة التي سفكت دماء شعوبنا بالملايين، والآن يأتي هؤلاء المتآمرين ويتحالفون مع اعداء شعبنا ويقولون ارحل يازعيم..وأنا والله لن أتركه لهؤلاء الشَرذمة الملاعين..سارقي بهجة شعبنا المسكين..
كانت ثورة الزعيم الخالد طبيعية فما رأي من شعبة إلا رضا وتوقير في ظل أزمات حاقت ببلاده بالطوابير..الكل اجتمع علي مملكة " العواجيز البرية"..حتي أصبحت مملكته كشارب النبيذ العتية، لا يقوم ولا يلبث حتي أيقن الشعب أنه الخارق الأشعث..واكتفي- كعادته- بدعم المُحبّين وتسليح كل هجّام أمين ومسالمة من مدّ يديه بالسلام حتي يعود الوئام لشعب عاني من اللئام..فكانت حسنته الوحيدة شهامته الفريدة والتي افتقدتها "بلاد العز والسعادة"..الذين رموا كل أمين بزيادة..ولم يُسالموا إلا من سالم "الإخوان المتحدين"..وأنفقوا عليهم ملو العين..فكانوا وهم حلقة في تحالف دولي يتربص بكل أمين علي قضايا الكوكب المسكين..
وفي ظل هذه السياسات البرّاقة من أولي العزم والحماقة ثار شعب مملكة "العواجيز البرية".بعد ما أنهكتهم مظالم الحُكم "الأبية"..فدونها الشعب ذو مكرمة فعقدوا العزم علي الملحمة..حتي سمع بهم ساكني "بلاد العزّ والسعادة"..فكانت قناتهم الإعلامية.."الحنبلية"..التي أسرت عقول الشعوب العربية ..فكلفوها بنُصرة شعب المملكة فكان ضميرها الفبركة..وقلبها الفزلكة..حتي ظن شعب المملكة أنهم قد انتصروا النصر المبين وأن كرسي العرش بعد حين..فأفاقوا علي ضربة قصيّة أن ثورتهم أقلّية..وأنهم عجزوا عن كسب رضا الشعب الأبيّ الذي كره كُل حنبلي ممن ذاقهم الويلات والشحادة من "بلاد العز والسعادة"..
كان وضعا مؤسفا علي شعب طلب الحرية ففوجئ أن مطلبه أقلية..وأن الزعيم المفدّي صار بطلا شجاعا وأن له باعا..فما كان من "الحنبلية"..أن لعبت علي وتر القلوب لحشد كل محسوب..فاخترعت جرائم وفبركت أخبار حتي جعلت القضية بين طيبين وأشرار..وهكذا خالت اللُعبة علي الشعوب حتي صدقها كل محسوب..ولم يسلم من "الحنبلية" إلا الشعوب الأبية...فمحاكي الشعوب أن إعلام "الحنبلية" هو جزء من مؤامرة دولية لإذكاء روح الصراع بين شعوب الحنضل والصاع...
إلي هنا وجب التراجع وحسم الأمور للمنفعة..ولكن شعب المملكة لم يزل يحارب بالهمبكة!..ويدعي أن له جيشا مغوارا قادرا علي تحطيم الأسوارا..ولم يدرِ أن ذلك من أثر الشجية من إعلام "الحنبلية"..فتقدمت عواطفهم واستبقت عقولهم ولم يروا في ثورتهم إلا الإنتقام من كل هجّام..فقَاتلوا وقُتلوا وخربت المملكة وشاعت الفتنة..وذهب الوئام وحضر اللئام...وغابت روح الإصلاح الأبية عن الثورة الحميّة...
فعقد العزم أولي الأمر منهم أن يستشيروا حكيما عاقلا..راشدا بالغا..مؤمنا واثقا..فكانت وُجهتهم إلي حكيم الزمان الفيلسوف عدنان...جاءوا إليه وصرخوا اغثنا ياحكيم عدنان...لقد باعنا الخلق بالتقية..ولم ينصروا ثورتنا الأبية إلا بالمصلحجية..فاندثرت ثورتنا وتاهت عقولنا وضاعت جهودنا نحو تحقيق الهدف الأسمي..والأنكي أنهم يتهموننا بالعمالة."للإخوان المتحدين"...ونحن نستنجد بكل أمين حتي ولو بعد حين..فجئناك ياحكيم الزمان..ونحن نطلب الأمان فأغثنا ياحكيم عدنان..
قال الحكيم عدنان"...بدأت ثورتكم بالإصلاح وبالعفو والسماح وما علينا إلا نُصرتكم بأسمي معاني الكفاح..ولكن خذلتكم فئة لا يرون في أمتكم إلا تصفية حسابات ولم يبكوا علي ما فات.. فجاء كِبرهم نكبة ورب السموات"..
قالوا" ياحكيم عدنان ما لنا بد ممن نصرنا فالكل معدوم..أنظر إلي كل مكلوم فالآهات تنبض من الجميع ونحن ندعو السميع أن ينصرنا علي السريع"..
قال الحكيم عدنان"..هنا نكبة أخري,,ياقوم ما للإصلاح إلا التأني للرفعة..وأن لا نُصرة لقوم إلا ملّكوا عليهم عاقلا ..حكيما عليما..وأن التسرع لن يأتي إلا بالسراب وسيجلب الخراب"..
قالوا" ياحكيم هذا قول السفهاء منهم فلما لا تنصرنا بكلمة"
قال الحكيم عدنان."ومن أنا كي أنصركم ياقوم ..ما لي عليكم إلا النُصح..فالزعيم الخالد له الأكثرية ولكم الأقلية وله الجيش والمنعة ولكم العِز والصنعة..بينما خذلتكم "الحنبلية"..حين أوهمتكم بقداسة القضية..ياقوم إن منكم الشريف والعفيف..والعاقل الراشد فأمّروه عليكم واسمعوا له وتشاوروا في الأمر ولا تعصوه..ولا تجعلوا أنفسكم أوصياء..فإن لم تفعلوا فستنيح الندباء علي دم غار في أعماق الفؤاد.."..
هب القوم من القعود واقفين..إلي الله سائلين..إلي أين نحن يارب سائرين..هؤلاء ما تركوا لنا أي فكرة نقوم بها ونقعد عليها ونجتمع إليها.....فكان ندائهم حُمقهم..فلم يسمعوا نداء الوطن ولا نداء الحكيم أن اجعلوا أرواحكم في عِلين وأن ادنوا من أنفسكم قليلا واسمعوا أمر ربكم أن اجنحوا للسلام ،وأن تفوتوا الفرصة علي اللئام الذين إذا ما دخلوا قرية أفسدوها..وجعلوها ..سافلة من الأخلاق عالية من الحماقة...حقا فإن الحماقة أعيت من يداويها..