عبير صعدة
صبا صعدة قد نَّم عوداً وعنبرا
وفاح أريجاً في الأراضي وعطرا
تضوع مسكاً عابقاً متأرجاً
ولا موضعˮ في الأرضي إلاَّ تأثرا
وهبَّت على المزكوم فاشتم ريحها
وصار بها الأعمى سعيداً فأبصرا
وأبكم أشفى مقعداً شُل جسمه
فلما رآها قام يخطب منبرا
فمن لم تصبه نفحة من نسيمها
سيضح حليف النقص دهراً مقهقرا
فطوبى لمن قد شم ريح عبيرها
فقد عرف المحبوب طه المنورا
فهل غيره يا صاح شيئ محببˮ
وهل غيره غوث يفك المُعسَّرا
فسلم له في الأمر تحظ بحبه
وكن عبده صرفاً تكن متحررا
على نفسه فليبك دوماً بحرقةٍ
إذا لم يمت حباً وعشقاً مطهرا