بسبب ابتعاد الشيعة عن قراءة كتب التراث الشيعي وروايات أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم وبسبب غلبة الفكر المخالف على وسائل الإعلام و على المناهج الدراسية وانحسار الطرح العقائدي على المنابر واقتصارها على الأخلاقيات وعدم الخوض في العقائد بشكل جيد وعلى المستوى المطلوب ظهرت عندنا أفكار منحرفة تخالف ما جاء به آل محمد عليهم السلام ومن الذين نفخوا في هذه النار هم دعاة التنازل لمصالح سياسية معينة وأهداف إنتخابية لا تتحقق إلا عن طريق تقديم التنازلات تحت مسمى الوحدة الإسلامية وتهميش مصطلح التعايش السلمي , ومن هذه الأفكار المنحرفة التي حاربها أئمتنا عليهم السلام هي إعتقاد بعض الشيعة أن أعمال من يخالف أئمة أهل البيت عليهم السلام مقبولة لذلك تجد أن بعضهم يسارع إلى الصلاة خلف المخالفين معتقدا بصحة عملهم وصحة صلاته وهذا ما أثمر ثمرة خبيثة مثل صلاة أحد الذين لبسوا العمامة بلا علم ولا دراسة ولا علم صلاة بدعية في شهر رمضان المبارك ليحصل على تسليط وسائل الإعلام عليه وكان الثمن عقيدته , وروايات أهل البيت عليهم السلام متواترة في عدم قبول أعمال من يخالف إعتقاد الإمامية الإثنا عشرية أعلى الله برهانهم , ففي كتاب مهم جدا متوفر على شبكة الإنترنت بصيغة الكترونية وهو كتاب ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للشيخ الصدوق عن المعلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله (ع) يا معلى لو أن عبدا عبد الله مائة عام بين الركن و المقام يصوم نهارا و يقوم ليلا حتى يسقط حاجباه على عينيه و تلتقي تراقيه هوما جاهلا بحقنا لم يكن له ثواب . وفي رواية أخرى : عن أبي حمزة قال قال لنا علي بن الحسين (ع) أي البقاع أفضل قلت الله و رسوله و ابن رسوله أعلم قال إن أفضل البقاع ما بين الركن و المقام و لو أن رجلا عمر ما عمر نوح (ع) في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم نهارا و يقوم ليلا في ذلك المقام ثم لقي الله عز و جل بغير ولايتنا لم ينتفع بذلك شيئا . وفي رواية أخرى : عن ميسرة قال كنت عند أبي جعفر (ع) و عنده في الفسطاط نحو من خمسين رجلا فجلس بعد سكوت منا طويلا فقال ما لكم لعلكم ترون أني نبي الله و الله ما أنا كذلك و لكن لي قرابة من رسول الله (ص) و ولادة فمن وصلنا وصله الله و من أحبنا أحبه الله عز و جل و من حرمنا حرمه الله أ تدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة فلم يتكلم أحد منا و كان هو الراد على نفسه قال ذلك مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرما و جعل بيته فيها ثم قال أ تدرون أي البقاع أفضل فيها عند الله حرمة فلم يتكلم أحد منا فكان هو الراد على نفسه فقال ذلك المسجد الحرام ثم قال أ تدرون أي بقعة في المسجد الحرام أفضل عند الله حرمة فلم يتكلم أحد منا فكان هو الراد على نفسه قال ذلك ما بين الركن الأسود و المقام و باب الكعبة و ذلك حطيم إسماعيل (ع) ذلك الذي كان يذود غنيماته و يصلي فيه و الله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام ليلا مصليا حتى يجيئه النهار و صام حتى يجيئه الليل و لم يعرف حقنا و حرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئا أبدا . . والعجيب أن كثيرا من الناس من الذين يقدمون التنازلات العقائدية عندما يناقشون أهل الخلاف على مسألة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه ووجوده الشريف يستشهدون برواية من مات ولم يعرف إمام زمانه ومع ذلك يرون بقبول أعمال من يخالفهم جهلا منهم وتناقضا , ففي رواية من نفس الكتاب : عن عيسى بن السري اليسري قال قلت لأبي عبد الله (ع) قال رسول الله (ص) من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية قال أبو عبد الله (ع) أحوج ما يكون إلى معرفته إذا بلغ نفسه هكذا و أشار بيده إلى صدره فقال لقد كنت على أمر حسن . وفي رواية أخرى : عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (ع) قال منا الإمام المفروض طاعته من جحده مات يهوديا أو نصرانيا و الله ما ترك الأرض منذ قبض الله عز و جل آدم (ع) إلا و فيها إمام يهتدى به إلى الله حجة على العباد من تركه هلك و من لزمه نجا حقا على الله . . فيجب أن يتحرر العقل الشيعي من هذه الأفكار المغلوطة الدخيلة على التشيع الحق والتي فرضتها السياسة القذرة التي تجعل الشيعي يصلي خلف المخالف مؤتما به بينما يكفر أخاه الشيعي الذي يخالفه في الفكر السياسي والمرجعية الدينية , فإذا كانت الصلاة لا تقبل إلا بالوضوء ولا يكون الإنسان طاهرا وإن توضأ حتى يغتسل من الجنابة إن كان مجنبا ولا يقبل الحج والطواف إلا بالطهارة ولا يقبل صيام من نام متعمدا على جنابه ولا صيام الحائض حتى تطهر ولا تقبل الصلاة إلا بتكبيرة الإحرام فكما أن لكل شيء مفتاح فإن مفتاح قبول الأعمال ولاية آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم لذلك نزلت آية إكمال الدين وإستعرض صلى الله عليه وآله في خطبته الفرائض التي جاء بها وفرض على أمته مبايعة أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير .. نعم نحن نقول بالتعايش السلمي وأن لكل حقوق وواجبات إلا أننا لا نتنازل وننكر روايات أهل البيت عليهم السلام لمصالح سياسية بغيضة فمن لم يكن مواليا اثنا عشريا سيان عند الله صلى أم زنا , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها