تأليف
السيد اية الله العظمى محمد الشيرازي قدس سره الشريف
ان عملية التجديد مطلب ملح وضرورة لابد منها لرتق ما تفسده عملية تراكم التجارب على المستوى الفردي أو الجماعي، والتجديد يختلف عن البداية من الصفر.. حيث ان العملية الأخيرة تصلح لمجتمعات لم تعرف تجربة حضارية ناجحة فتضطر إلى هدم الكيان القائم بالكامل وإحلال نموذج جديد لا يمت بصلة إلى واقع المجتمع القديم، بينما المجتمعات التي تمتلك الارث الحضاري القابل للتطبيق في أي زمن ـ وهذا ما تنفرد به الحضارة الإسلامية ـ فإن هذه المجتمعات بحاجة إلى التجديد كلما
تقادم عليها الزمن، لغرض تقويم المسيرة وإعادتها إلى مناهجها الأساسية.
ومن هذا المنطلق فإن كتاب ( لنبدأ من جديد) يصور لنا هذه البداية على شكل نهضة متكاملة أساسها التجربة الإسلامية الناجحة وعمادها التجديد المبني على الأسس العلمية التي تبتعد عن الاشكال الجامدة لتطبيق النظرية الإسلامية في خطوات شمولية لا تترك جانباً من حياة الإنسان المسلم، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً للأخذ بيده والعودة به إلى تحقيق ذاته الحضارية الإسلامية..