يؤكد المتابعون للشأن الايراني أن طهران ومن خلال ثورتها الإسلامية استطاعت تحقيق إنجازات مذهلة على المستويين العلمي والتكنولوجي ودفعت بهذا البلد كي يصبح واحداً من الدول المتقدمة على الرغم من كل محاولات العزل والحصار الدولية منذ ثلاثة عقود على إنتصار الثورة التي قادها الإمام الخميني (قدس سره). من " لا شرقية ولاغربية" كانت الانطلاقة سياسياً، وكذلك من الناحية العلمية والتقنية التي واجهت تحديات كبيرة جرى تجاوزها واحدة تلو الأخرى حتى وصلت إلى هذه المرحلة بخبرات محلية وجهود جبارة كان الدافع الوحيد وراءها تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير الاسقلال الفعلي في مختلف المجالات.
تعددت الانجازات العلمية والتقنية في مختلف المجالات والميادين، فكان ابتكار أجهزة ليزرية لتقويم البصر واختراع جهاز رئة اصطناعية، وأجهزة استقصاء الأمراض الخبيثة لتدمير خلاياها، إضافة إلى نجاح عمليات استنساخ ، وهكذا باتت إيران تصنف اليوم من بين أفضل عشر دول في علم الأحياء وفي مجال تطبيقات الذرة إذ تمكنت إيران من امتلاك ناصية هذا العلم وتطبيقاته وانتاج الأجهزة الخاصة به.
ومن أهم المقومات التي دفعت الجمهورية الإسلامية نحو ارتقاء سلم التقدم والتطور في المجالات التكنلوجية المتخصصة، كان التعليم الجامعي والتكنولوجي المتقدم المتاح لجميع المواطنين على قدم المساواة، ورعاية الحكومة الإسلامية للمواهب العلمية والقدرات المتميزة في الاختصاصات العلمية، والسعي الدؤوب لتطوير الخبرات ومراكمتها واستثمار في البحث العلمي ووفقاً لخطط وأولويات وطنية متحررة من التبعية للهيمنة الأجنبية.
ويرى الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية أمير الموسوي أن "العقوبات والضغوطات التي مورست على إيران كانت الشرارة الأولى لإنطلاق هذه الثورة في التطور العلمي والتكنلوجي، ذلك أن الإمام الخميني (قدس سره) أوصى بتغيير كافة المناهج التعليمية الإيرانية، واضعاً بذلك برنامجاً تقنياً أمنياً إقتصادياً شاملاً، يعتمد مبدأ توجيه التعليم ليتناسب مع حاجات ايران في مختلف المجالات".
ويشير الموسوي في حديث لـ "الانتقاد" إلى أن "إيران تمكنت من اختراق الكثير مما كان محرّماً عليها الغوص به من علم ومعرفة، كما كان محرّما على غيرها من الدول المستضعفة في المنطقة، لتتمكن من الإكتفاء ذاتياً في مجال الطب على صعيد عمليات القلب الدقيقة، والدماغ والعيون وكافة الأمراض المستعصية، لتصل اليوم إلى مرحلة لا حاجة لأي مريض في إيران كي تتم معالجته في الخارج".
كما يلفت الباحث الإيراني إلى الإنتاج الإبداعي في إيران وإختراع أجهزة الكترونية معقدة في مجال الحواسيب، وقال " إن إيران استطاعت انتاج ثالث أسرع كمبيوتر في العالم، وهو ما قلب الصورة التي كانت مفروضة على إيران والرأي العام العالمي. وبعدما كانت إيران مهددة، نرى الغرب يخشاها ويقيم لها ألف حساب".
ويتابع الموسوي " كما قامت مجموعة من خبراء الرجال الآليين في جامعة طهران بتصميم روبوت أو رجل آلي قادر على المشي بشكل شبيه بالإنسان، وتمت تسمية هذا الرجل الآلي (Surena 2) تيمناً باسم محارب فارسي قديم ومعروف، و يزن هذا الروبوت 45 كيلوجرام وطوله 1.45 تقريبا". وقالت الجامعة أنها تعمل على تطوير قدرات سمعية وبصرية للرجل الآلي الجديد".
ويضيف الموسوي، " يظهر التقدم التكنلوجي الإيراني في صناعة المصانع البيتروكيميائية، ومولدات الكهرباء، والسيارات، والمحركات على مختلف أنواعها، وكذلك الأجهزة الإلكترونية، والصناعات الثقيلة المختلفة من صناعة السفن، والطائرات المدنية. وإيران اليوم هي مصدرة لكل هذه المنتجات" .
ويذكر الخبير في الشؤون الإيرانية أن صادرات السيارات الإيرانية تتوزع على 32 بلداً، على الرغم من الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة والدول الغربية،كما أن باستطاعتها توفير قطع الغيار والمعدات الضرورية لتصنيع السيارات مثل (مجموعة إيران خودرو) التي تضم 12 شركة كبيرة، ويعمل فيها أكثر من 25 ألف مهندس، وهي قادرة على تأمين احتياجات السوق المحلية والتصدير إلى الخارج. وهناك أيضاً مصانع الطائرات المدنية التي تستخدم في الرحلات الداخلية".
ويتابع الموسوي "أن هناك قفزات حققتها إيران في عالم الفضاء ما يظهر حجم التقدم العلمي والصناعي التي حققته الثورة الإسلامية في سبيل بناء مقومات الاستقلال والتنمية" مشيراً إلى أن "هذا التقدّم يسمح يتصنيفها في مصاف الدول الصناعية الكبرى في العالم، حيث حققت القوى الفنية في إيران خطوة تاريخية في مجال يعتبر المقياس الأمثل لدرجة التطور العلمي والتقني في العالم المعاصر، وذلك من خلال تجربة إرسال صاروخ يحمل قمراً صناعيا وفي داخله كائنات حية وقدرات إيرانية ذاتية".
كما رأى الموسوي أن "إيران أكدت حقيقة أهدافها من امتلاك الطاقة النووية، وسعيها إلى تطوير صناعاتها من خلال انضمامها إلى نادي الدول المتقدمة في مجال الفضاء والاتصالات، والبحوث العلمية المتطورة، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، شكل احتكار الصناعة التكنولوجية أداة للسيطرة الاستعمارية، ومثّلت التبعية أحد أخطر خطوط الهيمنة على العالم الثالث، وفقاً لجميع النظريات العلمية التي عرفها القرن العشرين حول الاقتصاد السياسي للسيطرة الإمبريالية".
وختم الخبير الإيراني حديثه إلى "أن التطور النووي أفاد بشكل كبير في مجالات الأدوية النووية المستخدمة لمعالجة الأمراض السرطانية والإيدز وغيرها من الامراض المستعصية والمزمن
أيران الثورتين ... الإسلامية والتكنولوجية
العرض العادي
