|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 69851
|
الإنتساب : Dec 2011
|
المشاركات : 553
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
معنى الهتك
بتاريخ : 26-12-2011 الساعة : 10:32 PM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
معنى الهتك
بالرغم من مرور ما يناهز ( 1400 سنة ) على واقعة الطف الا اننا نشعر وكأنها حدثت في هذه الاعوام وأن حرقتها ومرارتها تملأ الوجدان الانساني المنصف لذا نجد الملايين من البشر يساهم بأحيائها بشتى الوسائل والاساليب وبصنوف الابداع لتختزل مرور السنين ، منفذة أوامر وتوصيات رسول الله والأئمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم ( رحم الله من احيى امرنا ) .
أصبحت ثورة الحسين (عليه السلام) نوراً يستضيء به العالم ودروساً مهماً لكل الاحرار .. وهذا حصل بفضل تنفيذ وصية الرسول واهل بيته (عليهم افضل الصلاة والسلام ) ، فقام المؤرخون والكتاب والخطباء وكل المحبين لاهل بيت النبوة (كل يساهم بما يجيد ويستطع) باحياء وإيضاح ابعاد الثورة وفضح النظام الاموي وإثبات بطلان حكمهم وحكم من كان على شاكلتهم وبذلك حفظوا الدين الاسلامي من كل تزييف وتدليس وتشويه.
وددت ان اضع امامكم احبتي جانب بسيط لطالما اعياني من شدت التفكر والتأمل ، وبعد قيامي بلملمة بعض الافكار التي اوجزتها بهذا البحث البسيط متأملاً منه فائدة لمن يطلع علية إن شاء الله والمساهمة في احياء أمر اهل البيت(عليهم افضل الصلاة والسلام).
قالت مولاتنا زينب عليها السلام بخطبتها في مجلس يزيد عليه اللعنة :
... أمن العدل ـ يابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإماءكوسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدوا بهن الأعداءمن بلد إلى بلد ، ....
في البدء سأتناول الهتك من خلال مادته الأساسية (هتك) في مقاربة لغوية، لننتقل إلى المقاربة الشرعية في فهمه والموقف منه :
في لسان العرب لابن منظور ج10، ص502:
(( هتك: الهتك : : خرق الستر عما وراءه ، والاسم الهُتكة بالضم، والهتيكة الفضيحة، وفي حديث عائشة : فهَتَك العِرضَ حتى وقع بالأرض؛ و الهتك: أن تجذب ستراً فتقطعه من موضعه أو تشُق منه طائفة يُرى ما وراءه ، ولذلك يقال هتك الله ستر الفاجر، ورجل مهتوك الستر: متهتكة وتهتَّك أي افتض.)).
أن ما يسميه منافياً للآداب ما لم يبلغ حدّ مجاوزة الحدود الشرعية، ليس بمحرّم .اذن الهتك العمل الخارج عن عرف المجتمع او البيئة او البيت ،والهتك انواع ، وكل نوع يمثل بيئة ذلك النوع ، ولتقريب وجهة النظر اليكم هذا المثل :
( امرأة من المدينة جيء بها الى الريف ) او امرأه من المجتمع الغربي جيء بها الى مجتمع عربي مسلم في الارياف فيقال عن هذه المرأة المدنية او الغربية ( هتكت نفسها ) ، في حين مجتمعها لا يشكل على لباسها ولا ينطبق عليها الهتك .
في المقابل نرى عائلة لم يسمع لها صوت ولا ترى لها شكل ؛ ويأتي طفل من اطفالهم يشاكس في البيت فتضطر احدى نساء البيت من رفع صوتها وتقول للطفل ( لقد هتكتني ) .. هذه مقارنة بين شريحتين من المجتمعات ويوجد ما بينهما من درجات للعفة والشرف او بمعنى حسب البيئة لذلك الشخص ،
فالبعض يعتبر ارتفاع الصوت هتك وآخر يعتبر الخروج من الدار بلا حجاب للمرآة هتك ، وآخر يعتبر التجاوزات بانواعها هتك ، ... وغيرها الكثير من الاعتبارات .
والذي يخص بحثي هو موقف زينب يوم عاشوراء ويوم السبي وأخذهن سبايا .. لو قارنا بين يزيد عليه اللعنة وبين زينب صلوات الله وسلامه عليها لوجدنا الاتي :
يزيد في مجلسه يعاقر الخمر ويجالس الجواري ؛ واذا زاد الحد على هذا المجلس مثلا تمزيق ملابس الجارية وما شابه فيعد عند يزيد وجلسائه شيء عادي لم يخرج عن المألوف ...
ولكن زينب روحي لها الفداء ؛ روي انه خرجت السيدة زينب عليها السلام ذات مرة لزيارة قبر جدها النبي الاعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم وكما تعلمون ان المسافة بين بيت امير المؤمنين وقبر النبي صلى الله عليه واله لايتجاوز الامتار لانه ملاصق للقبر الشريف ولكنها عندما خرجت خرج الامام علي امامها والامام الحسن عن يمينها والامام الحسين عن شمالها والعباس عليهم السلام من خلفها .
يقول الراوي واعجب مارايت اني رأيت العباس يسير خلف زينب عليها السلام ويمسح بقدمه الأثر الذي تخلفه قدم زينب على الارض الرمليه فقلت له بعد فتره يا ابا الفضل اني رايتك مرة تمسح اثر قدم زينب عليه السلام .
فقال العباس: اسمع اني اكره ان يرى الناس أثار قدم زينب على الارض ؛ اي عفة تملكها هذه العائلة الذي قال فيها الله سبحانه ... (( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )) هكذا حياءهم وعفتهم وشرفهم .. كل عمل اقل من هذا ولو بقليل يعد انتهاك (هتك) .
لا يتصور البعض ان زينب عليها السلام والنساء معها تجردن من الحجاب او اجبرنّ على ذلك .. ولكن عملية السبي من ركوب الجمال بدون هودج وامام الجيش وبوضح النهار ، ونظر الجيش الى طول قامت زينب ، والفرار من النار التي شبت بالخيام والفرار من حوافر الخيل .. وجلوسهم في مجلس بن زياد ومجلس يزيد ومخاطبتها لـ اللقيطين في مجلسهم وقد كانت تتمتع بشجاعة لا نظير لها وقد افصحت عن شخصيتهم ، ففي مجلس ابن زياد :
اذ قال اللعين لها : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك ؟!
فقالت سلام الله عليها: ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمك يابن مرجانة !!
وموقفها مع يزيد .. اذ قالت : ... ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك ، إني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك ، واستكثر توبيخك ، ولكن العيون عبرى ، والصدور حرى . ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء ، بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما ، لتجدنا وشيكا مغرما ، حين لا تجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد ، والى الله المشتكى وعليه المعول . " " فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا يرحض عنك عارها ، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد ، وجمعك إلا بدد ، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين . "
أي عنفوان هذا واي جبروت وشجاعة ، أمرأة يقتل كل رجالها فتقف في مجلس القتلة دون ان يظهر عليها الخضوع وذل الاسر والانكسار لتقوم بفضح اكاذيب يزيد وتثبت خروجة من الاسلام بانتهاكه حرمة الاسلام وتجاوزه على رسول الله صلى الله عليه وآله من خلال قتله أهل بيته الذي بيّن عليه الصلاة والسلام وعلى آله قدسيتهم من خلال كتاب الله (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا .. )وغيرها الكثير الكثير من الايات المباركة والاحاديث الشريفة.
فأي وضوح بعد هذا ... ولكن القوم بيتوا لهذا الوضع من قبل رزية الخميس ونفذوها بيوم السقيفة .
نسأل الله ان يلهمنا حب محمد وآله ويميتنا على حبهم وتشملنا شفاعتهم انه السميع المجيب وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لا تنسونا لي ولوالدي من الدعـاء
|
|
|
|
|