|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 49895
|
الإنتساب : Apr 2010
|
المشاركات : 266
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
شجر الاراك
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 17-11-2011 الساعة : 08:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المسرحية المضحكة في رضاع الكبير الباحث/عدنان الجنيد
مازلت أعجب من جهل بعض علماء وفقهاء أمتنا الإسلامية وتمسكهم بأوحال التراث « أقوال وروايات واجتهادات السابقين » ودفاعهم عنه وسعيهم في نشره والعمل بكل ما فيه بغثه وسمينه مع تركهم لكتاب الله تعالى فهم لا يلتفتون إليه ,لأن السنة قاضية عليه بحسب قول محدثيهم السابقين كان الأجدر بهم أن يجعلوا كتاب الله تعالى نصب أعينهم ويعرضوا تراثهم عليه فما وافق كتاب الله أخذوه وما خالفه تركوه لماذا؟ لأن القرآن الكريم لا يأ تيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قال تعالى :[لا يأ تيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ] بينما كتب الخلق من بني الإنسان ككتب الأحاديث وغيرها يأتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها لأنها غير محفوظة ولا مقدسة مثل كتاب الله تعالى:[إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون ] لقد تركوا كتاب الله تعالى وأهملوا عقولهم وأخذوا بكل ما جاء في التراث دون نظر وتمحيص بل تقليداً لمن سبقهم ومن كان هذه صفته فهوا أشبه بالحيوان قال تعالى :[لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها.أولئك كالأنعام...] كونهم لاحظ لهم من عقولهم ومشاعرهم إلا استعمالها فيما يتعلق بمعيشتهم في هذه الحياة الدنيا .
فمن هذه الروايات التي جاءت في تراثهم حديث رضاع الكبير وإليك نصه:روى البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للثاني عن عائشة رضي الله عنها قالت:«جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم فقالت يا رسول الله إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم (وهو حليفة)فقال النبي صلى الله عليه وأله وسلم :أرضعيه .قالت:وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وقال:قد علمت أنه رجل كبير..»
وفي رواية :«...فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرضعيه. فقالت:إنه ذو لحية فقال :أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة .فقالت :والله ما عرفته في وجه أبي حذيفة» .
«..فبذلك كانت ـ عائشة رضي الله عنها ـ تأمر بنات أخواتها وبنات إخوتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها,وإن كان كبيراً خمس رضعا ت ثم يدخل عليها , وأبت أم سلمه وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس إلاَّ أن يرضع في المهد ...»
نستفيد من هذه المسرحية التي أسندت بطولتهاـ زوراًـ إلى السيدة عائشة بأن المرأة إذا أحبت أن يدخل عليها رجل أجنبي عليها أن تكشف له عن ثدييها ثم تمكنه من مصه عدة مرات وذلك بغرض أن يحرم عليها . وي وي إذا كان ديننا يحرم النظر إلى الأجنبية :[قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ] أفتراه يبيح ارتضاع ثديها ؟!
وإذا كان ـ أيضاً ـ الرجل يغار على امرأته أن يراها أجنبي أ فيرضى بما هو أدهى من الرؤية !! كرؤية الثدي ـ وهو عورة من المرأة ـ ومصه عدة مرات إن هذه الرواية ـ الشبيهة بالمسرحية ـ ترفضها الأذواق السليمة وتمجها النفوس المستقيمة ومن له أدنى مسكة من العقل ليعلم .أن هذه الرواية موضوعة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقصد الإساءة إليه حيث جعلته جاهلاً بكتاب الله تعالى القائل :[والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ] فيستحيل أن يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يقله الله :[قل إنما اتبع مايو حي إلي ]
إذاً فالرواية مكذوبة لأن الآية :[والوالدات يرضعن أولادهن ] واضحة ودالة على أن الرضاع ما كان دون السنتين أو سنتين كاملتين لمن أراد أن يتم الرضاعة ..أما ما كان فوق السنتين فلا يكون رضاعاً للآية الكريمة أولاً.
وثانياً :لقوله صلى الله عليه وآله وسلم :« لا رضاع بعد فصال » ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم «لا رضاع إلاَّ لمن أرضع في الصغر » ولقوله ـ أيضاًـ:«لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي,وكان قبل الفطام» .
قلت:لما رأى بعض العلماء أن هذا الحديث مشكل حاولوا وضع بعض الاحتمالات ليثبتوا صحة الحديث ـ تعصباً للصحيحين ـ فهذا النووي يقول في شرحه وتبريره لهذا الحديث ما نصه:« قال القاضي في قوله صلى الله عليه وآله وسلم أرضعيه:لعلها حلبته ثم شربه من غير أن يمس ثديها ولا التقت بشرتاهما وهذا الذي قاله القاضي حسن ويحتمل أنه عفى عن مسه للحاجة كما خص بالرضاعة مع الكبير» فهذه احتمالات لا أساس لها من الصحة تدل على جهل قائلها لأن الشرب لا يعطي معنى الرضاع المذكور في هذا الحديث المكذوب فالرضاع في اللغة مص الثدي وشرب لبنه وعلى فرض حصوله بالشرب فإنه لا يضيع الغيرة الذي طلب الرضاع من أجلها .وأما من يقول :بأن حديث سهلة إنما هو خاص بها فغير صحيح لأنه لو كان خاصاً بها لبينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما بين لأبي بردة أن الجذعة من المعز تجزئه في الأضحية ولا تجزي غيره كما في كتابي البخاري ومسلم .وعلى كُلًّ فالرواية باطلة وقد « قال سائر العلماء من الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار إِلى الآن لا يثبت ـ رضاع الكبير ـ إلا بإرضاع من له دون سنتين ..» « قال الأزهري الرضاع الذي يحرَّم رضاع الصبي لأنه يشُبعه ويغذُوه ويُسكن جوعته فأما الكبير فرضاعه لا يُحرَّم لأنه لا ينفعه من جوع ولا يُغنيه من طعام ولا يغذوه اللبن كي يغذُو الصغير الذي حياته به..» هذا ولا أظن أحداً ميزه الله بالعقل أن يقبل مثل هذه الرواية إلاَّ من حكم على نفسه بالخبل أو كان مقلداً لمن سبقه غير مستقل بتفكيره...ولو فتشت أيها القارئ المنصف ـ في كتب الأحاديث لاسيما البخاري ومسلم لوجدت ما هو أدهى وأمر من هذه الرواية فكم من روايات تُسئ إلى الجناب الأقدس ـ صلى الله عليه وآله وسلم- وتتعارض مع القران الكريم وتتنافى مع العقل السليم ومع النواميس الكونية ...فمنها على سبيل المثال ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:« كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يباشرني وأنا حائض ».فهل يعقل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخالف القران القائل: [يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن..] ؟! لا يعقل لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان خلقه القران ,وهذا الحديث قطعاً منسوب للسيدة عائشة رضي الله عنها وهي بريئة منه كبراءة الذئب من دم يوسف.فإذا قالوا ـ أي فقهاء التراث ـ بأن المباشرة تعني التقبيل .نقول لهم:فما تقولون في قوله تعالى :[ولا تبا شروهن وأنتم عاكفون في المساجد ] فا لمباشرة هنا الجماع بدليل قبلها :[أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ] وحتى البخاري فرق بين التقبيل والمباشرة قال في كتاب البيوع ما نصه:« ولم ير الحسن بأساً أن يقبلها ـ أي الجارية ـ أو يبا شرها » وفي البخاري ـ أيضاً ـ أحاديث تضحك الثكلى كحديث ..«أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة » يعني أنهم كانوا يفرحون لما تكون ليلة عائشة وهنا نقول هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضع لافتة لأصحابه يُعلمهم بأن ليلته في يوم كذا ستكون عند عائشة؟ ولماذا يفرحون الناس لما تكون ليلة عائشة؟!! وكحديث «أمة مسخت فأراً» وحديث « أن نبياً أحرق بيت نملة » وفي البخاري أحاديث تتنافى مع النواميس الكونية كحديث « لولا بني إسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر» فاللحم يخنز ـ أي ينتن ـ إذا أدخر وهذه سنة كونية فأعجب لهذا الحديث .والأحاديث من هذا النوع كثيرة وقد أبطلناها في كتابنا «إرشاد الأتقياء» لاسيما الأحاديث التي تتنافى مع أخلاق وقداسة الجناب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حتى حديث رضاع الكبير أبطلناه أيضاً وذلك قبل أثنى عشر عاماً ونحن من هذا المنبر الفكري الحر نهيب بجميع العلماء والباحثين والمثقفين أن يزيلوا من تراثهم الديني مثل هذه الروايات التي يرفضها العقل والذوق والتي تخالف القران الكريم وأخلاق النبي العظيم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بل وتشوه صورة الإسلام الذي جاء موافقاً للعقل والمنطق وهنا نتساءل ما هي الفائدة من وجود مثل هذه الأحاديث في تراثنا الديني ؟! وما هي الأحكام التي سنأخذها منها ؟! باعتقادي يجب أن تحرق مثل هذه الكتب حتى لا يحتج أعداؤنا علينا بها وما بثته الصحف الدنماركية من صور مشينة لحضرة الجناب الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم إلا من تراثنا المليئ بمثل هذه الروايات المكذوبة والمختلقة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زوراً وبهتاناً...
(22)رواه البخاري برقم 3399
|
|
|
|
|