ان السنة النبوية المباركة تحوي تفاصيل الدين بصورة موسعة وتحوي دقائق الامور ويضع الامور في نصابها ، وان السنة المباركة تمثل الوجه الثاني للوحي ( وماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ) ولكن الذي نجده ان عمر بن الخطاب منع تدوين السنة ( وهذا الامر ليس فيه خلاف ومحل اتفاق ) ودعواه قائمة على اساس واهن حيث ادعى ان منع تدوين السنة الشريفة حتى لايختلط القران بالسنة والرد على ذلك من عدة وجوه
الاول : ان تدوين السنة تم منذ فترات عديدة وكتبت الصحاح والمسانيد وكتب الحديث فهل حصل وان تداخلت السنة مع القران
الثاني : ان القران بنص الاية ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) والقول بالاشتباه بين القران والسنة تكذيب من عمر لصريح لقران
الثالث : ان الالفاظ القرانية لايقربها اي لفظ من البشر مهما كانت بلاغته لذلك كان هو المعجزة الكبرى للنبي الاكرم
ولكن الحقيقة ان عمر بن الخطاب وجد في سنة رسول الله مالايريده ولايتمناه ، وهو ليس من الاغبياء ، ففي السنة تعيين الاوصياء من بعده وتعيين فضائل اهل البيت ، وتعيين المنافقين واسماؤهم و.. و.. و.. وهذا كله لايخدمه مشروعه في الوصول الى الحكم بعد رسول الله .
ورغم اهمية القران الا انه يمكن التحايل عليه بكل صوره وتفسيره بما ينسجم مع مشروعهم الخبيث ، لذلك يقول الامام علي عليه السلام لعبد الله بن عباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج قال له " لا تخاصمهم بالقرآن فان القرآن حمال أوجه ، ذو وجوه ، تقول ويقولون ، ولكن حاججهم بالسنة ، فانهم لن يجدوا عنها محيصا " ، فارادوا طمس السنة وتغييبها ليحتجوا على الامام علي بان ليس له الحق بالخلافة ، وهذا ماحصل فعلاً حينما غيبوا النصوص الصريحة في ولاية امير المؤمنين ( ع) لذلك حاول (ع) الاحتجاج عليهم بما سمعوه من رسول الله في فضله ، وايدوا ذلك لكن لم يكن هناك شيئاً مكتوباً .
واستفادوا من عدم كتابة السنة في وضع حديث ( نحن معاشر الانبياء لانورث ) الذي احتج به ابو بكر على فاطمة حين اغتصبوا فدك
وغيرها من الموارد
لذلك نصل الى نتيجة مهمة وهي ضياع الوجه الثاني للوحي بسبب حب السلطة وحب الدنيا من عمر بن الخطاب واتباعه