[ بشير ] بن أبي بشير قال: تخلفت عن زيارة أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام سنينا لتعذر الاشياء علي. ثم لطفت في شئ حتى اجتمع لي، فخرجت إلى الحج، فلما قضيت حجي قصدت المدينة إلى أبي جعفر عليه السلام، فدخلت عليه، فقال لي: يا أبا بشير لم أرك سنين ؟ فقلت له: جعلت فداك، كبر سني، ودق عظمي، وقلت ذات يدي، فلما كان هذا العام وقع في يدي شئ، فاشتريت نضوا وزادا، وتركت لاهلي نفقة بما شئت عنه اكثر مما ركبته، فلما قضيت حجي، قلت: أمر بأبي جعفر، فأقضي من حقه ما يجب. فقال لي يا أبا بشير إذا كان يوم القيامة فزعتم الينا، وفزعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وفزع إلى الله، فأين تذهب يا أبا بشير ؟ قلت: إلى الجنة.
قال: إلى الجنة، والله إلى الجنة، والله إلى الجنة - يقولها ثلاث -.
[ محبة الاخوة ]
سماعة ] بن مهران، قال:
قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا سماعة، كيف حبك لاخوانك ؟
قلت: جعلت فداك، والله اني احبهم وأودهم.
قال: يا سماعة إذا رأيت الرجل شديد الحب لاخوانه فهكذا هو في دينه. يا سماعة إن الله يبعث شيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من عيوب، ولهم من ذنوب، مبيضة وجوههم، مستورة عوراتهم، آمنة روعاتهم قد سهلت مواردهم وذهبت عنهم الشدائد، يحزن الناس ولا يحزنون، يفزع الناس ولا يفزعون، وذلك قوله تعالى " من فزع يومئذ آمنون " أعينونا بورع واجتهاد ]
عمران بن مقدم، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول:
خرجت مع أبي إلى مسجد النبي صلى الله عليه وآله حتى إذا كنا بين القبر والمنبر نظر إلى ناس من أصحابه، فدنا منهم وسلم عليهم. ثم قال لهم: إني والله احب ريحكم وأرواحكم، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد...
قال أمير المؤمنين عليه السلام: أبشروا فوالله لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو راض عنكم ايها الشيعة، الا إن لكل شئ ذروة ، وذروة الاسلام الشيعة، ألا لكل شئ دعامة، ودعامة الاسلام الشيعة، الا إن لكل شئ شرف، وشرف الاسلام الشيعة، ألا إن لكل شئ سيد، وسيد المجالس الشيعة، ألا إن لكل شئ أمانا، وأمان الارض الشيعة. والله لولا من في الارض منكم ما استكمل أهل خلاقكم [ ولا أصابوا ] الطيبات ما لهم في الدنيا، وما في الآخرة نصيب
موسى بن عباس، باسناده، أنه قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام:
من مات منكم على أمرنا كمن ضرب فسطاطه إلى روات القائم، بل بمنزلة من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
[ حماد ] بن أعين، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام:
أما ترضون - يعني الشيعة - أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم، فتدخلوا الجنة. أما ترضون بأن يأتي قوم يلعن بعضهم بعضا. الا أنتم ومن قال مثل قولكم من مات منكم على أمرنا هذا كان بمنزلة من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله
[ من سر أخاه المؤمن ]
أبو بصير، عن أبي حمزة، قال: دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام وعنده أبان، فقال له أبان:
حدثني جعلت فداك عن فضل المؤمن. قال: نعم يا أبان. المؤمن منكم إذا توفي أتاه رجل في أحسن ما يكون من الصور إليه في حين خروج نفسه، وعند دخوله قبره، وعند
نشوره، وعند وقوفه بين يدي ربه، فيقول: أبشر يا ولي الله بكرامته ورضوانه. فيقول له المؤمن: يا عبد الله، ما أحسن صورتك وأطيب رائحتك، وتبشرني عند خروج نفسي، وعند دخول قبري، وعند نشوري، وعند موقفي بين يدي ربي، فمن أنت جزيت خيرا ؟ فيقول له: أنا السرور الذي أدخلته على فلان يوم كذا وكذا، بعثني الله اليك لاقيك الاهوال حتى تلقاه. يا أبان، المؤمن منكم إذا مات عرج الملكان، فيقولان: إنا كنا مع ولي لك، فنعم المولى كنت له، وقد أمرت بقبض روحه، وجئنا أن نعبدك في سماواتك. فيقول تعالى: لا حاجة لي أن تعبداني في سماواتي يعبدني غيركما، ولكن اهبطا إلى قبر وليي، وآنساه، وصليا عليه في قبره إلى يوم أبعثه. فيصلي ملك عند رأسه، وملك عند رجليه، الركعة من صلاتهما أفضل من سبعين ركعة من صلاة الآدميين.
زيد بن أرقم،
قال الحسين عليه السلام: ما من شيعتنا إلا صديق وشهيد. [ قلت ]: جعلت فداك أنى يكون ذلك، وهم يموتون على فراشهم ؟ فقال: أما تتلو كتاب الله تعالى في الذين آمنوا بالله ورسوله: " اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم " قلت: جعلت فداك، كأني والله ما قرأت هذه الاية من كتاب الله قط.
قال:: إنه لو لم يكن الشهداء إلا من قتل بالسيف لقال الله الشهداء