مدينة الجراح
بين يَدي الامام المنتظر(عج)
من الطويل
رَقـبـتُـكَ أزمـــــانــاً وعُمـــراً تـَـنـاثَـــرا ...
وقد ضقتُ ذرعاً ماشكيتُ الـتَذَمّـرى
زَرعـتُ عـيــونيَ فـي دروبـــكَ عَـلّــهـا ...
تـراكَ فَـتـُطفِـئ نــارَ قـلــبٍ تـَجَــمّـرا
فمـن شــدّةِ الـوَجــدِ العَـنـيــفِ تَـعـلـــقُّــاً ...
أرى قـلـبـيَ الـمـقتـول شِــلـواً تـنـاثـرا
أَرانـيَ وقـفـاً والـمَـبـاضِــعُ تَــستَــقـي ...
دِمـــائِـيَ والـمَـعشـوقُ عَـنّـي تـَأخَّــرا
فـشــوقٌ وتـغــريـبٌ وبُـعـدٌ ولـَـهـفـــةٌ ...
وحَـيـرةُ صَــبٍّ فـي هـــــواكَ تـَحـيَّـرا
عَشيقٌ وسيف الشوقِ في الروح شاخصاً...
وذا دمـعي الـمَسفوح يُـدمي الـمـَحاجرا
فَــلا الــشـوقُ يُـــنـْبـئُـنـي بـانّـك قــــادمٌ ...
ولا الدمــعُ يـقـتـادُ التصبّرَ إن جرى
إذا غِبتَ عن عَينـي فـلستَ بـغـائـبٍ ...
أراكَ بـأضـلاعي مُـقـيـمــاً وحاضـرا
تَـمَـلَّـكتَ كُـلّي والـلَـواعـجُ صَـيَّـرَت ...
لـكَ بـيـنَ عَـرشِ الـقـلبِ والــروحِ مــنـبَرا
ولـكنّـنـي أرجو الـلِـقـاءَ فـذاكَ لـي ...
فَــوزٌ وأطـمَـعُ فـي رِضـاكَ ؛ فما ترى ؟
ألاّ فـارضى عنّـي يـبـن فــاطمـةٍ فقـد ...
تَـقحَّـمَ صـدري الهمُ والضيمُ زَمـجرا
تـأنـيّـتُ حتى فـي جـراحي فـإنَّ لي ...
جـراح ٌصَـبـوراتٍ يَــلـِدنَ الـتَـصَـبُّرا
نـَـحـَـتُّ بـأضــلاعِ الــجــراحِ مَــديــنــة ً...
لــحزني إلـيـهـا كــلُّ قـلــب ٍ تـَـحَـسّرا
مُـغـلـّقـةُ الأبـواب ِ يَـحـرِسُــها الأسى ...
وجَـيـشٌ مـنَ الأوجاعِ فيها تَـعَسْكرا
مـُحَـصَّـنــةُ الآلام والـنـَزفُ سورُها ...
بـجـدرانهـا الـحمـراء صَـبـرٌ تعفَّـرا
يُـنـاديكَ يـامَـن أسـكـرَ الدمـعَ ذكـرُهُ ...
أ تَـكــتـَحلُِْ عينـي بـعـيـنـكَ يـا تُرى
أَوَ هَـل تَـرى عَينـي تَـراكَ وأنتَ فـي ...
عَلـيـاكَ تـمتَـطيَ الـكواكِبَ والـذُرى
أناجيك َوالنجوى تَقضُّ مضاجعي ...
فَـتــَـبتَّـلُ أَجفــاني فـَـيـؤرقُـهـا الكــرى
وأحداقُ عيني قد ذَوَتْ من نَـشيجِها ...
مع الدمعِ حتى لامَسَتْ مُقلـةَ الـثَـرا
تَـرفّـقْ بـقـلـبـي ، من حَنانيكَ أسْـقِـني...
فَبِـبَحَر عشقكَ صرتُ شِعراً وشاعرا
يـَعِــزُّ عَـلَـيَّ لا أراكَ وأن تـَــرى ...
بـعـينـيكَ مــا ظَـهَــرَ الـفــؤادُ وأضمَـرا
أيـا ساكـناً من عـالـمِ الذرِّ مُهـجَـتي ...
أتَــيتُكَ مـأمـومـاً بـحـُبـكِ مُـبـصِـرا
ويَـمـمَّتُ وجهي حيثُ وجهكَ سيّدي...
أفِضْ يـامَـليكَ الروحِ من كفِّكَ الـقِـرى
لـتُربةِ مَـقـدَ مِـكَ الـشَريفِ تَـودَّدتْ ...
روحي فِـدائُـكَ قَـبـلَ أرواح الـورى
________
ابو ياسـر الكعبي