بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
- قوله تعالى:
(واذا لقوا الذين ءآمنوا قالوا آمنا واذا خلوا الى شياطينهم
قالوا
انما نحن مستههزئون اللّه يستهزىء بهم ويمدهم فيطغينهم
يعمهون).
روى ابو صالح عن ابن عباس: انها نزلت في عبداللّه بن ابي
سلول الخزرجي واصحابه، خرجوا فاستقبلهم نفر من اصحاب
رسولاللّه فقال لاصحابه: انظروا كيف ارد عنكم هؤلاء
السفهاء!
فسلم عليهم ورحب بهم، ثم اخذ بيد «الامام» علي وقال: مرحبا
يا بن عم رسول اللّه وسيد بني هاشم ما خلا رسول اللّه،
فقال علي: ياعبداللّه، اتق اللّه ولا تنافق، فان المنافق شر خلق
اللّه. فقال: مهلا يا اباالحسن، الي تقول هذا؟! واللّه، ان ايماننا
كايمانكم، ثم تفرقوا.
ورجع امير المؤمنين «» والمسلمون الى رسول اللّه،
ونزلت هذه الاية فيدل على اشياء منها: شهادة اللّه لامير
المؤمنين بالايمان ظاهرا وباطنا،وتدل على عصمته، ومنها ما
كان منه من قطع موالاة المنافقين،واظهار عداوتهم، والدعاء
الى الدين ومعها اجابة اللّه عنه بما قيلفيه، والمراد بالشياطين
رؤوس الكفار.
ومعنى قوله اللّه «تعالى»: (يستهزىء بهم) قيل: يحاربهم
على استهزائهم، كقوله: (وجزاء السيئة سيئة مثلها)، وقيل:
يعاملهم معاملة المستهزئين باظهار ما يبطلونه من قبول ما اتوا
به بما يلحقهم من عذاب اللّه.
وقد روى جماعة ان النبي قال لعلي «»:
((لا يحبك الا
مؤمن،ولا يبغضك الا منافق))