|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 55939
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 250
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
كيف أعرف ربي ؟!
بتاريخ : 04-10-2011 الساعة : 12:23 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ............... يا مهدي مدد
الحلقة الثالثة من أأموت كافرا وقد كنت مؤمنا ؟! قد ذكرنا في الحلقتين السابقتين أن العقائد المتينة تحفظ المسلم المؤمن من العدول عن الحق إلى الباطل عند الموت ، وها نحن نحاول - ونسأل الله جل جلاله العون - وعلى حسب بضاعتنا القليلة البدأ بكل عقيدة كلا على حدة .
التوحيد ما زالت دعواه في كل يوم أن اعبدوني هذا صراط مستقيم ، وما زالت الأرض والسماء وما بينهما مشغولة عنا نحن البشر بالتسبيح لخالقها كما قال عز من قال : (تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) ، حتى أن تسبيحها صار دررا تُنثر من آن لآخر لتلقح قلبلا قد سلُم من النوم السريري في دفائن النفس الأمارة بالسوء .
التوحيد ، هذه الكلمة العظيمة الذي ضحى رِبِّيون كثير - وما وهنوا وما استكانوا - من أجل إعلائها نراها اليوم معذبة في صالونات الهجر والعناد والإلحاد ، ويريدون بذلك (ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) ، ولا ضير إنا إلى ربنا منقلبون ، وعليه متوكلون ، ومن شر الشياطين حاذرون ، فأجمعوا كيدكم ثم كيدون فلا تنظرون . وبعيدا عن تعقيدات الفلسفة ومصطلحات المتكلمين أريد ما يشفي الغليل في موضوع التوحيد ، فما دليلك على توحيدك ؟ .قلت - والله أعلم بما أقول - : العرش ثم النقش نثبت لك وجود الله عزوجل لتنطلق من هذه الفكرة إلى عالم التوحيد ، فهما أمران لا ينفكان عن بعضهما البعض .إذا قلت لك : هل أنت من خلقتني ؟! ، لقلتَ : لا ، وهذا أمر تراه في وجدانك وضعفك ، ثم قلت : هل أنا من خلقتك ؟! ، لقلتُ : لا ، وهذا أمر أراه في وجداني وضعفي ، النتيجة : لا بد من خالق قادرٍ أن يخلقنا كلانا ، هو الله تعالى ذكره .إذا علمت هذا نأتي إلى السؤال الأساسي لم هو واحد أحد ؟ ، قلت : أولا : محل الكلام هو مَن خلقنا وخلق ما حولنا ؟ ، وأما الجالس على جَنب ولا يفعل شيئا فإنه ليس بخالق ولا قادر على الخلق لأنه يعلم أن ربنا يدعي أنه المتفرد بالربوبية ويرسل بالرسل ليدعوا إليه فقط ثم لا نرى هذا الإله الآخر المزعوم يفعل شيئا ، إن هذا آية عدم وجوده فضلا عن قدرته على الخلق ، لأن قولنا : أن يفعل شيئا أي أن يخلق شيئا ، فلا يفوتك هذا وأنت النبيه . ثانيا : لو فرضنا وجود إلهين خلقا الكون ، فإما أنهما متساويان في القوة أو أحدهما أقوى من الآخر ، أو أضعف من الآخر ، والكل باطل لأن المستغني عن غيره لا يحتاج في الخلق إلى غيره ، بل إن وجود الإله الأول يُبطِل وجودَ الإله الثاني المزعوم لأنك تفرض أن كلا منهما عاجز على أن يخلق الآخر المساوي له وإلا لما كانا متساويان ، وبالتالي فإن فيهما جهة ضعف ، أليس هذا كلاما صحيحا ؟ ، فإذا سلمت بهذا قلت : جهة الضعف الموجودة في كل منهما - والتي هي العجز عن أن يكون كل منهما خالقا للآخر حيث فرضت أنهم متساويان - تعني ضعفا في الوجود ، وهذا الضعف من سمات المخلوق لا الخالق ، والسبب في ذلك أن الناقص يحتاج إلى متمم له حتى يصبح كاملا في وجوده ، أي يحتاج هذا الضعيف إلى خالق خلقه ويحفظه من العدم الذي يسببه له ضعفه . مثال توضيحي : لو نظرت إلى السماء ووجدت دخانا كثيفا يتصاعد من النار ، ثم تمعنت في حاله لأدركت أن هذا الدخان ناقص في وجوده غير تام فهو يحتاج دوما إلى النار فإذا انقطعت النار عنه لتضاءل شيئا فشيئا حتى اختفى في الهواء ، وكذلك هنا فهذا الضعف في الخالق المزعوم تعني ضعفا في الوجود ثم يضعف شيئا فشيئا حتى ينتهي ويضمحل وجوده إذا لم يقوِّي ضعفه أحد . ولهذا قلنا : إنه لا وجود لإله مساو للإله العظيم وإلا لم يكونا إلهين بل محتاجين إلى إله آخر يحفظ ضعفهما من أن يفتك هذا الضعف بوجودهما فيزولا ، وهذا الإله الذي يحفظهما هو خالقهما وهو الله عزوجل ولا خالق سواه . والخلاصة : أن الله موجود لأن كل الكون يدل عليه ، وأما وجود إله آخر فهو أمر مستحيل لأن الآخر سوف يظل دائما ضعيفا محتاجا وبالتالي فإنه ليس خالقا بل مخلوقا . ملاحظة : كمال وجود الشيء أعني به نفس وجوده ، فإذا نقص في الوجود شيء لم يوجد ، تماما كما في التلفاز والكهرباء فإذا لم تكن الكهرباء قوية بل ضعيفة لم توجد صورة التلفاز ولم تر شيئا ، هذا تقريب للفكرة وإلا فمرجعها إلى علم الكلام والفلسفة . والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
|
|
|
|
|