|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 55939
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 250
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
هي مشكلة
بتاريخ : 27-09-2011 الساعة : 01:05 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على النبي العربي التهامي القرشي العدناني وعلى آله سادة الأمم ، ومعالي الهمم ورحمة الله وبركاته . هي مشكلة ، بل تكاد تكون وباء يستشري بين القلوب ، وهو عدم الانصياع إلا لما هو محسوس !!.
وبعبارة أخرى نرى أننا نستأنس بوعود هذا العالم لأن العادة جرت بوقوع هذه الوعود خارجا ، مما جعل القلب يُذعن لها ، دون ما كان مختبئًا خلف الغيب .
ولتسهيل الكلام أكثر نقول : لو وعدك صاحبك ، وقال لك : إذا أنجزت هذا العمل بتمامه يوم الاثنين فسوف أعطيك 100$ كأجرٍ لك يوم الجمعة ، فإنك ترى نفسك كيف تتطمئن بذلك ، حتى أنك تجعل جميع حساباتك على أساس هذا الوعد ، فتقول لابنتك - مثلا - سوف أعطيك يوم الجمعة مالا تذهبين به إلى السوق .
لكن لو دققنا في المطلب أكثر يتحصل لنا نقاط مهمة فتأمل :أ- الوعد كان من إنسان قد يسهو أو يخلف أو يضطر فلا يوفي بالوعد .
ب- المبلغ المتفق عليه هو قليل ، فإنه ليس بالمبلغ الكبير .
ج- عدم الالتفات إلى احتمال عدم الوفاء بالشرط ، لأن العادة جارية على الحصول على المبلغ المتفق عليه ضمن هذه الظروف الطبيعية . ولكن لو قلبنا الآية ، وكان الوعد من رب العالمين ، كيف يا ترى نرى تصرف الإنسان المؤمن ؟!! .
نراه :1- يسرع الشك إلى قلبه بالحصول على هذا الموعود .
2- عدم التأثر السريع بتلك الوعود .
3- رغم كون صاحب الوعد هو من لا يُعجزه شيء في السماوات والأرض ، فإننا نرى الإنسان لا ينقاد بسرعة لهذه الوعود أو لا تؤثر عليه ، بحيث يلتزم بأوامر الرب طمعا في تلك الوعود .
4- رغم كون الجزاء والنعيم الذي سوف يحصل عليه كبير وعظيم وملك لا يبلى ، حيث قال - تعالى - : ( وبشر الذي آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ) البقرة 25 ، وقال - أيضًا - : (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا )النساء57 ، ورغم ذلك يتأثر بمتاع الدنيا الضئيل والقليل والقصير ، ويصرف فكره إليه دون أن يتفكر في وعود الرحمان العظيمة والجسيمة . أقول : أفضل علاج لكي تترسخ وعود الرحمان في قلوبنا ، فتنقلب منشطات لأفعالنا ، فيصلح بذلك ميزان أعمالنا ، فإنه يجب على المرء أن يكثر من التأمل والتفكر والتدبر فإنه يصقل الجوهر وينقيه من درن الشك قال -تعالى - : (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ) البقرة 164 وقال - أيضا - : (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الجاثية 13 .
والحمد لله رب العالمين وسلام على محمد وآله الطاهرين
|
|
|
|
|