يـــــــا أبا صالح "ع".. هل أنت ذاكري ..؟ فأنت مِلكُ الذاكر ومالكُ الفؤاد ..
ومع ذكرك تنحي هامةُ الدّهرُ وتسمو الحروف عند مجاريَ أسمائك والكنى .. وتأخذ الحياة الكريمة لأهل الولاء زينتها من طيف وجودك وأنسك ، حيث ترتوي من على سواحل زلالك لنا شجرةُ عزّ وإباء .. لتبقى دوما للرافضين الضيمَ ملاذا وللباحثين عن دوب العزّة منهال عطاء ..
.. بحبّك والبيعة .. يُقتل من عند دروبنا أعشاب الخنوع والذلّة ، وتُزهرُ أوراق بذرةُ الحياة .. وبالنداء تحت رايتك .. ومن أفق سمراء ومقام إبراهيم والصفاء والمروة .. ينكشفُ الظلام ، وتُصرعُ خفافيش البهتان ، وتُبصرُ عيون أرهقتها ليالي الإنتظار .. ومع رجْع الصدى يُماط اللثام من على وجه كرامتنا المُتعبة من فعل اللئام ..
يـــــــا قائم آل محمّد "ع" .. رسمتُ من على رايتك الشعار " يا لثرات الآل "ع" .." وجعلتُ من يديّ المرهفتان كفَّ ثائر ، وإستعرتُ السّلاح .. من أرض الطفوف مقبضه والنصل .. ومن عند غدير خمّ حدُّهُ والبيان . فكانت المدافع وكانت الزلزلة .. ومن وقعها أشرق صُبحنا بعدَ الظلمة ، وسقط من على أفقنا رداء العتمة والباطل .. وتهاوت أقبية الزيف وصروح العنكبوت ..
وكان بهلوي وكان صدّام .. حتّى أصبحَ ذكرهم في محبلة .. بل مزبلة ..وذلك من بهاء راية الولاء وسواعد الأولياء والسائرين على دوب آل الكساء "ع" فكان المرتضى وكان المجتبى وكانت كربلاء وكانت الجلجلة ..
يــــــا إبن العسكري "ع" .. من عادة من جهلكم كراهية الموت .. وإن ماتوا تراهم يُحملون إلى القبر قطرا ومع مواكب مهيبة من آل الدنيا وأبنائها .. ومن عرفكم ووالاكم قد تجد له أعواد أربعة ، بعد أن زهدوا في الدنيا وزبرجها .. وأتخذوا منكم القدوة والقائد ومن هديكم الرجاء والأملَ ،حتّى زهدوا في الفاني ورغبوا في الخالد ، فأتخذوا من مطيّة الشهادة مركبا ، ومن دربكم "ع" سُنَنا من تذكرة الخالدين ..
وما بين زيد الشهيد .. والصدرين والحكيم ..قافلة بطول الدهر ، طرفها بأرض الطفوف ، والآخر بين يديك تمسكهُ ليوم موعد ..
يوم تملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ..
مــولاي يا مهديّ "ع" .. لا تتركني اموت حتف نفسي ، وأنا أرى الركب يُتابع الركب .. وإن تعددت الرايات والصيحات ، فكلّ يدّع الإنتماء والوصال بكم ولكم . والعزاء عندي اليقين من يومك المنتظر في الأفق القريب .. فهل يكون لنا شرف وفضل الرفقة ووسام الشهادة من تحت رايتكم الوتر حيث الذكر الحسن والنسبُ والخلود والفوز العظيم …
اللهمّ لا تحرمنا صًحبته ونصرته والشهادة بين يديه ..
نسألكم الدعاء