قصيدة اين القصور
للدكتور الشاعر محمدمجذوب الطرطوسي
.................................................. ....
أَيْنَ اِلْقُصُوْرُ أَبَاْ يَزيْدَ وَلَهُوهَاْ وَاِلصَّاْفنَاْتُ وَزَهْوُهَاْ وَاِلسُّؤدَدُ
أَيْنَ الدَّهَاْءُ نَحَرْتَ عِزَّتَهُ عَلَىْ أَعْتَاْبِ دُنْـيَاْ زَهُوْهَاْ لاْ يَنْفَدُ
آثَرْتَ فَاْنِيْهَاْ عَلَىْ اِلْـحَقِّ اِلّذِيْ هُوَ لَوْ عَلِمْتَ عَلَىْ اِلْزّمَاْنِ مُخَلّدُ
تِلْكَ اِلْبَهَاْرِجُ قَدْ مَضَتْ لِسَبِيْلِهَاْ وَبَقِيْتَ وَحْـدَكَ عِبْرَةً تَتَجَـدَّدُ
**************
هَذَاْ ضَرِيْحُكَ لَوْ بَصَرْتَ بِبُؤْسِهِ لأَسَاْلَ مَدْمَعَكَ اِلْمَصِيْرُ اِلأَسْوَدُ
كُتَلٌ مِنَ اِلتُّرْبِ اِلْمَهِيْنِ بِخِرْبَـةٍ سَكَـرَ اِلذُّبَاْبُ بِهَاْ فَرَاْحَ يُعَرْبِدُ
خَفِيَتْ مَعَاْلِمُهَاْ عَلَىْ زُوّاْرِهَــاْ فَكَأنَّهَاْ فِيْ مَجْهَــلٍ لا يُقْصَــدُ
وَاِلْقُبَّةُ اِلْشَمّـاْءُ نُكِّـسَ طَرْفُهَاْ فَبِكُلِّ جُزْءٍ لِلْخَرَاْبِ بِهَــاْ يَدُ
تَهْمِيْ اِلْسَحَاْئِبُ مِنْ خِلالِ شُقُوْقِهَاْ وَاِلْرِّيْحُ فِـيْ جَنَبَاْتِهِاْ تـَتَرَدَّدُ
وَكَذَاْ اِلْمُصَلَّىْ مُظْـلِمٌ فَكَأَنَّهُ مُـذُّ كَاْنَ لَمْ يَسْجِدْ بِهِ مُتَعَبِدُ
**************
أأَبَاْ يَزِيْدَ وَتِلْكَ عِبْرَةُ خَاْلِقٍ تـُجْلَىْ عَلَىْ قَلْبِ اِلْحَكِيْمِ فَيَرْشِدُ
أَرَأَيْتَ عَاْقِبَةَ اِلْجُّمُوْحِ وَنَزْوَةً أَوْدَىْ بـِلُبِّكَ غّـيُّهَاْاِلْمُتَرَصِّــدُ
تَعْدُوْ بِهَاْ ظُلْمَاً عَلَىْ مَنْ حُــبُّهُ دِيْـنٌ وَبُغْضَـتُـهُ اِلْشَّقَاْءُ اِلْسَّرْمَدُ
وَرِثَتْ شَمَاْئِـــلُهُ بَـرَاْءَةَ أَحْمَدٍ فـَيَكَاْدُ مِنْ بَرِيْــدِهِ يُشْرِقُ اَحْمَدُ
وَغَلَـوْتَ حَتَّىْ قَدْ جَعَلْتَ زِمَاْمَهَاْ إِرْثَـاً لِكُـلِّ مُــذْمِمٍ لا يُحْمَدُ
**************
هَتَكَ اَلْمَحَاْرِمَ وَاستَبَاْحَ خُدُوْرَهَاْ وَمَضَىْ بِغَيْرِ هَوَاْهُ لا يَتَقَيَّدُ
فَأَعَاْدَهَاْ بَعْدَ اَلْهُدَىْ عَصَبِّيَةً جَهْلاءَ تَلْتَهِمُ اِلْنُّفُوْسَ وَتَحْصِدُ
فَكَأنّمَاْ اِلاسْلامُ سِـلْعَةُ تَاْجِرٍ وَكَأنَّ أُمّـتَهُ لالِكَ أَعْــبَدُ
فَاِسْأَلْ مَرَاْبِضَ كَرْبَلاءَ وَيَثْرِبٍ عَنْ تِـلْكُمِ اِلْـنَّاْرِ اِلْتِيْ لا تُخْمَدُ
**************
أَرْسَلْتَ مَاْرِجَـهَاْ فَـعَاْجَ بِحِرِّةٍ أَفْنَىْ اِلْجُّدُوْدَ وَلَنْ يُجَّنِبُهَاْ غَدُ
وَالزَّاْكِيَاْتُ مِنْ اِلْدَّمَاْءِ يُرِيْقُهَاْ بَاْغٍ عَلَىْ حَرَمِ اِلْـنُّبُوْةِ مُقْصِدُ
وَالْطَّاْهِرَاْتُ فَدَيْتُهُنَّ حَرَاْئِرَاً تَنْثَاْلُ مِنْ عَبَرَاْتِهُنَّ اِلأكْـبُدُ
وَاِلْطّيْبِيْنَ مِنْ اِلْصِّغَاْرِ كَأَنّهُمْ بِيْضُ اِلْزَّنَاْبِقِ ذِيْدَ عَنْهَاْ اِلْمَوْرِدُ
تَشْكُو اِلْظّمَأَ وَاِلْظّاْلِمُوْنَ أَصَمَّهَمْ حِقْدٌ أّنَاْخَ عَلَى اِلْجَوَاْنِحِ مَوقِدُ
**************
وَاِلْذَاْئِدِيْنَ تَبَعْثَرَتْ أَشْلاؤهُمْ بَدْوَاً فَثَمَّةَ مِعْصَـمٌ وَهُنَاْ يَدُ
تَطَأ ُاِلْسَّنَاْبِكُ بِالْطُّغَاْةِ أَدِيْمَهَاْ مِثْلُ اِلْكِتَاْبِ مَشَى عَلَيْهِ اِلْمُلْحِدُ
فَعَلَى اِلْرِّمَاْلِ مِنَ اِلابَاْةِ مُضَرَّجٌ وَعَلَى اِلْنِّيَاْقِ مِنَ اِلْهُدَاْةِ مُصَّفَدُ
وَعَلَى اِلْرِّمَاْحِ بَقِيَّةٌ مِنْ عَاْبِدٍ كَالْشَّمْسِ ضَاْءَ بِهِ اِلْصَّفَاْ وَاِلْمَسْجِدُ
أَنْ يَجْهَلَ اِلأثَمَاْءُ مَوْضِعَ قَدْرِهِ فَلَقَدْ دَرَاْهُ اِلْرَّاْكِعُوْنَ اِلْسُّجَدُ
**************
أَأَبَاْ يَزِيْدَ وَسَاْءَ ذَلِكَ عُتْرَةً مَاْذَاْ أَقُوْلُ وَبَاْبُ سَمْعِكَ مُوْصَدُ ؟
قُمْ وَاِرْمِقِ اِلْنَّجَفَ اِلْشَّرِيْفَ بِنَظْرَةٍ يَرتدُّ طَرْفُكَ وهو باكٍ أرمَدُ
تِلْكَ اِلْعِظَاْمُ أَجَلَّ رَبُّكَ قَدْرَهَاْ فَتَكَاْدُ لَوْلَاْ خَوْفُ رَبِّكَ تُعْبَدُ
أَبَدَاً تُبَاْرِكُـهَاْ اِلْوُفُـــوْدُ يَحُثُّهَاْ مِنْ كُلِّ حَدْبٍ شَوْقُهَاْ اِلْمُتَوَقِّدُ
نَاْزَعْـتَهَاْ اِلْدُّنْـيَاْ فَـفُزْتَ بِوِرْدِهَاْ ثُمَّ اِنْقَـضَى كَالْحُـلْمِ ذَاْكَ اِلْمَوْرِدُ
وَسَعَيتْ إلَى اِلاخْرَى فَخُلِّدَ ذِكْرُهَاْ فِي اِلْخَاْلِدِيْنَ وَعَطْفُ رَبِّكَ أَخْلَدُ
**************
أَأَبَاْ يَزِيْدَ لَتِـلْكَ آهـَـةُ مُوْجَعٌ أَفْــضَى إِلَيْكَ بِهَاْ فُؤَاْدٌ مُقْصِدُ
أَنَاْ لَسْتُ بِالْقَاْلِي وَلا أَنَاْ شَاْمِتٌ قَـلْبُ اِلْكَرِيْمِ عَنِ اِلْشَّمَاْتَةِ أَبْعَدُ
هِيَ مُهْجَةٌ حَرَّى أَذَاْبَ شِغَاْفَهَاْ حُزْنٌ عَلَى اِلاسْلامِ لَمْ يَكُ يُهْمَدُ
ذَكَّرتـُهَاْ اِلْمَاْضِي فَهَاْجَ دَفِيْنُهَاْ حُزْنَاً لِشَمْلِ اِلْمُصْــطَفَى يُتَبَدَدُ
فبعثتُهُ عَتَـباً وانْ يـكُ قاسياً هُـوَ في ضلـوعي زَفرةٌ يَترددُ
لَمْ أَسْتَطِعْ صَـبْرَاً عَلَى غُلْوَاْئِهَاْ أيُّ اِلْضُّلُوْعِ عَلَى اِلْلَّضَى تَتَجَلَّدُ
**************