بيان مهم حول الاحداث في دولة البحرين
فقد تواصلت طلبات أبنائنا المؤمنين الصابرين في دولة البحرين العزيزة، وتكررت استغاثتهم وهم تحت مطرقة النظام هناك
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين مبير الظالمين وقاصم الجبارين الذي يهلك ملوكاً ويستخلف آخرين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمدٍ وآله الطاهرين.
وبعد:
فقد تواصلت طلبات أبنائنا المؤمنين الصابرين في دولة البحرين العزيزة، وتكررت استغاثتهم وهم تحت مطرقة النظام هناك، إذ لا ناصر لهم ولا معين إلا الله تبارك وتعالى. ولسوء المعاناة التي يواجهها المؤمنون من القتل والاعتقال والترويع والحرمان، نوجّه نداءَنا الى كل مسلمٍ غيور، والى كل مؤمنٍ ذي ضمير أن يقف الى جانب الشعب البحريني الذي لم يطلب سوى الإصلاح، ورفع الحيف الذي لحق به.
ونوجه صرختنا الى كل المنظمات الدولية والإنسانية لتضع حدّاً للإبادة التي يتعرض لها شعب البحرين اليوم، وذلك بمساعدة قواتٍ أجنبية غازية دخلت البلاد لزرع الفتنة الطائفية، وإحداث شرخٍ لا يلتئم في المجتمع البحريني الأبي. فقد قامت هذه القوات بقطع التيار الكهربائي وقطع الماء ومنع وسائل الإعلام من أداء دورها في كشف الواقع للعالم، كما قطعت جميع وسائل الاتصال في عملية تعتيمٍ على ما تقوم به من قتلٍ وتدمير لشعب أعزل من السلاح. مستضعفةً أبناء هذا البلد، ومستغلةً الصمت الدولي المثير للدهشة والغرابة حيال ما يجري هناك من انتهاكات صارخة جرّاء هذا الغزو الوحشي.
إن ما يحدث هذه الأيام في دولة البحرين الغالية على قلوبنا يقضّ مضجع كل شريف، ويثير حمية كل مؤمن. لذا نشجب بشدّة التدخل السافر للقوات الأجنبية الغازية لهذا البلد الطيب، ونستنكر كل الممارسات التعسفية التي تقوم بها، ونضم صوتنا الى أصوات المطالبين بالإصلاحات الدستورية والإفراج عن المعتقلين الأبرياء الذين اعتقلوا على الهوية، وندعو السلطات هناك الى الكف عن التمييز المذهبي فإنه جهد العاجز، ووسيلة المفلس الخاسر. فلا يغرّنكم يا من تسلطتم على رقاب الرعية صبرُ الصابرين وتقوى المؤمنين، واعلموا أن الذي يهزّ عروشكم اليوم هو كما قال الله عزوجل: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).
لقد خسرتم الشعب بظلمكم إياه، ثم عمدتم الى قتله وسحقه وتدميره. فبئس الملوك أنتم، ونعم الحَكم الله.
وإننا انطلاقاً من موقع المسؤولية الدينية، والوظيفة الشرعية ندعو أهلنا في البحرين الصامدة الى حفظ أنفسهم وعدم التفريط بها، وفي الوقت نفسه ندعوهم الى الثبات والصبر، وتوحيد الصفوف، والحفاظ على وحده خطابهم السياسي وتوحيد مطالبهم الحقة التي انطلقوا من أجلها، وأعطوا الشهداء الأبرار لتحقيقها، ونخاطبهم بقول الله سبحانه: (إنَّ الظالمينَ بعضُهم أولياءُ بعضٍ واللهُ وليُّ المتّقين) فاصبروا وصابروا ورابطو حتى النصر. وهو قريب إن شاء الله.
ولا تخيفكم زوبعة إبليس وجنده، ولا تفتّ في عضد أحدٍ منكم أرتالُ الفتنة القادمة من بلاد الجهلة، التي أثارتها حميّةُ الجاهلية، والعلاقات العائلية لخنق الأصوات الداعية الى قطع دابر الظلم والطائفية.
واعلموا يا أبناءَ البحرين الثائرة أن الله ناصرُكم وحاميكم وحافظكم، وخاذلُ أعدائكم، وأن قلوبنا معكم تتطلع الى مستقبلٍ مشرق، وحياةٍ ملؤها الخير والمحبة والسلام، وأن دعاءَنا لكم بالنصر والظفر. إن ذلك وعدُ الله يؤتيه من يشاء، وليس ذلك على الله ببعيد (سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزّةِ عمَّا يَصفُونَ وَسلامٌ عَلى المُرسلينَ وَالحمدُ لله رَبِّ العَالَمينَ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.