تاريخ مدينه بغداد
تاليف ابي بكر الخطيب البغدادي
المجلدالاول
المقدمه والخطط
ص462
اخبرني عبدالله بن احمد بن حنبل قال كنت بين يدي ابي جالسا ذات يوم فجائت من الكرخيين
فذكرواخلافه علي ابن ابي طالب
وزودوا فاطالوا فرفع أبي راسه اليهم فقال
ياهؤلاء قد اكثرتم القول في علي والخلافه والخلافه وعلي اتحسبون ان الخلافه تزين عليا
بل زينها علي
والوثائق
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبو بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم.
أحسنت أخي الفاضل، ونزيد على ما ذكرتم.
- روى اليعقوبي (284هـ) في تاريخه عن خلافة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام بعد هلاك نعثل بن عفّان لعنه الله تعالى، قائلاً:
قام قوم من الأنصار فتكلموا، وكان أوّل من تكلّم ثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري، وكان خطيب الأنصار، فقال: والله ، يا أمير المؤمنين، لئن كانوا تقدموك في الولاية فما تقدموك في الدّين، ولئن كانوا سبقوك أمس فقد لحقتهم اليوم، ولقد كانوا وكنت لا يخفى موضعك، ولا يجهل مكانك، يحتاجون إليك فيما لا يعلمون، وما احتجت إلى أحد مع علمك.
ثمّ قام خزيمة بن ثابت الأنصاري، وهو ذو الشهادتين، فقال: يا أمير المؤمنين! ما أصبنا لأمرنا هذا غيرك، ولا كان المنقلب إلّا إليك، ولئن صدّقنا أنفسنا فيك، فلأنت أقدم النّاس إيماناً، وأعلم النّاس بالله، وأولى المؤمنين برسول الله، لك ما لهم، وليس لهم ما لك. وقام صعصعة بن صوحان فقال: والله، يا أمير المؤمنين، لقد زيّنت الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما رفعتك، ولهي إليك أحوج منك إليها.
ثم قام مالك بن الحارث الأشتر فقال : أيها الناس، هذا وصي الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، العظيم البلاء، الحسن الغناء، الذي شهد له كتاب الله بالإيمان، ورسوله بجنّة الرضوان. مَن كملت فيه الفضائل، ولم يشكّ في سابقته وعلمه وفضله الأواخر، ولا الأوائل. ثم قام عقبة بن عمرو فقال: من له يوم كيوم العقبة وبيعة كبيعة الرضوان، والإمام الأهدى الذي لا يُخاف جوره، والعالم الذي لا يُخاف جهله.
المصدر
أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، (ط2، بيروت، دار صادر، 1431/ 2010)، ج2، ص179.
نلاحظ في النّص السّابق تصريحات مهمّة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله فيها تعريض وتصريح في مثالب الشّيخين ونعثل لعنهم الله تعالى:
1- قول ثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري: "يا أمير المؤمنين، لئن كانوا تقدموك في الولاية فما تقدموك في الدّين ... يحتاجون إليك فيما لا يعلمون، وما احتجت إلى أحد مع علمك".
وهذا قول صريح في أنّ الّذين استولوا على حقّ أمير المؤمنين كانوا جهلة في الدّين ولا تكن لهم أيّ سابقة في الإسلام تُذكر.
2- قول ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه: "فلأنت أقدم النّاس إيماناً، وأعلم النّاس بالله، وأولى المؤمنين برسول الله، لك ما لهم، وليس لهم ما لك".
فقول ذو الشهادتين رضي الله عنه صريح في أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام له خصائص ومناقب انفرد فيها عن باقي الخلق بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله.
3- قول صعصعة بن صوحان رضي الله عنه: "والله، يا أمير المؤمنين، لقد زيّنت الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما رفعتك، ولهي إليك أحوج منك إليها".
وهذا إن دل فإنّما يدلّ على أنّ الخلافة هي شأن من شؤون الإمامة الإلهيّة وهي من وظائف أمير المؤمنين عليه السّلام؛ فالإمام المعصوم يبقى إماماً وإن لم يبايعه النّاس فالإمامة شأن إلهي لا شأن النّاس.
4- قول مالك بن الحارث الأشتر رضوان الله عليه: "هذا وصي الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، العظيم البلاء، الحسن الغناء، الذي شهد له كتاب الله بالإيمان، ورسوله بجنّة الرضوان".
هذا القول يأكّد أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام هو سيّد الأوصياء ووارث علوم الأنبياء عليهم السّلام، وهذا إن دلّ فإنّما يدلّ على أنّ الإعتقاد بالوصيّة والوصاية بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله هي عقيدة قرآنيّة علّمها ودعى إليها الرّسول الأعظم صلّى الله عليه وآله أصحابه، فما عليه الإماميّة الآن هو الدّين الإسلامي المحمّدي الأصيل لا الدّين البكري المبتدع لعن الله تعالى أتباعه.
5- قول عقبة بن عمرو الأنصاري رضوان الله عليه: "من له يوم كيوم العقبة وبيعة كبيعة الرضوان، والإمام الأهدى الذي لا يُخاف جوره، والعالم الذي لا يُخاف جهله".
هذا القول يدلّ على مدى الظلم الّذي عاناه المسلمون من خلفاء السّقيفة الظلمة لعنهم الله تعالى، فها هو صراحةً يقول: "الإمام الأهدى الذي لا يُخاف جوره"؛ فجرائم عتيق بن قحافة وعمر بن صهاك ونعثل بن عفّان أشهر من نار على علم لكلّ منصف باحث للحقّ.
والحمد لله ربّ العالمين.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أصحاب السّقيفة المشؤومة ،،،