بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
لما ناظر أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن عباس ثاني خلفاء بني العباس مالكاً في مسجده (ع) قال له مالك : يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد ، فإن الله تعالى أدب قوماً فقال : لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ، ( الحجرات : 2 ) وإن حرمته ميتاً كحرمته حياً ، فإستكان لها أبو جعفر ، وقال لمالك : يا أبا عبيد الله أأستقبل القبلة وإدعوا أم أستقبل رسول الله (ص) ؟ فقال له : لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى يوم القيامة بل إستقبله وإستشفع به فيشفعك الله ، فإنه تقبل به شفاعتك لنفسك قال الله تعالى : ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ، ( النساء : 64 ) أي بتحاكمهم إلى الطاغوت وهو كعب بن الأشرف ، سمي طاغوتا لعتوه وفرط طغيانه ، وعداوته لرسول الله (ص) ، جاؤوك ن تائبين من نفاقهم ، فاستغفروا الله ، ( النساء : 64 ) مما تقدم.
ذكره القاضي عياض في الشفاء وساقه بإسناد صحيح.
وذكره الإمام السبكي في شفاء السقام.
والسيد السمهودي في خلاصة الوفاء.
والعلامة القسطلاني في المواهب اللدنية.
والعلامة إبن حجر في الجوهر المنظم.
وذكره كثير من أرباب المناسك في آداب الزيارة .
قال العلامة إبن حجر في الجوهر المنظم : رواية ذلك عن مالك جاءت بالسند الصحيح الذي لا مطعن فيه.
وقال العلامة الزرقاني : في شرح المواهب ، ورواها إبن فهد بإسناد جيد ، ورواها القاضي عياض في الشفاء بإسناد صحيح رجاله ثقات ليس في إسنادها وضاع ولا كذاب ، ومراده بذلك الرد على من لم يصدق رواية ذلك عن الإمام مالك ونسب له كراهية إستقبال القبر فنسبة الكراهة إلى لإمام مالك مردودة.
أحمد زيني دحلان - الدرر السنية في الرد على الوهابية - رقم الصفحة : ( 22 / 23 )
- قال العلامة المحقق الكمال بن الهمام : إن إستقبال القبر الشريف أفضل من إستقبال القبلة.
وأما ما نقل عن الإمام أبي حنيفة (ر) : أن إستقبال القبلة أفضل فهذا النقل غير صحيح فقد روى الإمام أبو حنيفة نفسه في مسنده عن إبن عمر (ر) : أنه قال : من السنة إستقبال القبر المكرم وجعل الظهر للقبلة.
وسبق إبن الهمام في النص على ذلك العلامة إبن جماعة فإنه نقل إستحباب إستقبال القبر عن الإمام أبي حنيفة (ر) ورد على الكرماني في أنه يستقبل القبلة فقال : إنه ليس بشئ ثم قال في الجوهر المنظم : ويستدل لإستقبال القبر أيضاً بأنا متفقون على أنه (ص) حي في قبره يعلم بزائره وهو (ص) لما كان في الدنيا لم يسع زائره إلا إستقباله وإستدبار القبلة فكذا يكون الأمر حين زيارته في قبره الشريف (ص) وإذا اتفقنا في المدرس من العلماء بالمسجد الحرام المستقبل للقبلة إن الطلبة يستقبلونه ويستدبرون الكعبة فما بالك به (ص) فهذا أولى بذلك قطعاً.
وقد تقدم قول الإمام مالك للخليفة المنصور : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله بل إستقبله وإستشفع به ، قال العلامة الزرقاني في شرح المواهب : كتب المالكية طافحة بإستحباب الدعاء عند القبر مستقبلاً له مستدبراً للقبلة.
ثم نقل عن مذهب الإمام أبي حنيفة والشافعي والجمهور مثل ذلك ، وأما مذهب الإمام أحمد ففيه إختلاف بين علماء مذهبه والراجح عند المحققين منهم إستحباب إستقبال القبر الشريف كبقية المذاهب ، وكذا القول في التوسل فإن المرجح عند المحققين منهم إستحبابه لصحة الأحاديث الدالة على ذلك ليكون المرجح عند الحنابلة ، موافقاً لما عليه أهل المذاهب الثلاثة وقد أطال الإمام السبكي في شفاء السقام في نقل نصوص أهل المذاهب الأربعة في ذلك ....
والان توجهوا الى القبور يا سلفية يا قبوريين او اطعنوا في هؤلاء.