|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 63247
|
الإنتساب : Nov 2010
|
المشاركات : 3
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
نظرية ثنائية الجنس
بتاريخ : 17-02-2011 الساعة : 11:34 AM
نظرية ثنائية الجنس
بين الاسلام والعلم الحديث
هناك بعض الاراء التي لها ما يؤيدها بعض الشيء من الحقائق العلمية المتوفرة حتى الان ، ومنها ان الانسان ذكراً كان او انثى ، يحمل في البداية اتجاهاً ثنائيا من الدافع الجنسي ، وقد راى فرويد مثل هذا الراي ، وشاركه في ذلك اخرون ، ممن افترضوا بان الطفل عند الولادة هو ثنائي الجنسية من الناحية السلوكية ، غير ان الشكل النهائي لسلوكه الجنسي يعتمد على الظروف المحيطه به ، ويعتقد اخرون بما لايخالف هذا الراي ويرون بان الطفل يولد بجنسية ثنائية محايدة ، وبان اتجاهه بعد ذلك نحو طبيعة جنسية او اخرى هو امر يتقرر بمجموعة عديدة من العوامل التربوية والاجتماعية والمحيطية ، والتي من شأنها اما ان تؤكد وتعزز الاتجاه نحو الجنسية المطابقة لواقعة الجنس ذكراً او انثى او ان تضعف من هذا الاتجاه وتتجه بدلاً من ذلك نحو جنسية مخالفة لواقعه . ولعل من الطريف ان نذكر هنا بان الاعتقاد بثنائية الجنسية ليس بالشيء الجديد ، فقد ورد ما يشير اليه في الاساطير والمعتقدات القديمه في بلدان الشرق الاوسط والصين والاساطير الاغريقية ، ولعل اكثر هذه الاساطير ايضاحاً هي اسطورة ( هيرموفروديش) الاغريقية ، وتفيد الاسطورة بانه كان شاباَ جميلاً وابناً لكل من الاله هيرميس والهة الجمال افروديت ، وقد وقعت في حبه الحورية الجميلة سلاميس والتي طلبت منه الالهة ان تتحد به ولا تفترق عنه ابدا ، فكان لها ما ارادت وجمعت الالهة بينهما في جسم واحد، فكان هيرموفرود الشاب الجميل نصفه ذكر ونصفه الاخر انثى .وحتى افلاطون قد اشار في احدى محاوراته ( السمبوزيون) بانه في البداية وجدت ثلاثة اتجاهات جنسية : الذكرية والانثوية ثم الجنسية الثنائية التي تجمع بينهما ، وان هذه الجنسية الاخيرة قد اختفت وخلفت الاسم فقط .
اما في العصر الحديث اهتم العالم النفسي (يونغ) بتفسير اسطورة هيموفروديش ، ووجد فيها تعبير عن العقل البدائي وخيالاته، وهو يرى في ذلك بان للمراة جانبا رجولياً سماه بالانيموس وان للرجل جانباً من الانوثة سماه بالاينما ، وقد ارتأى يونغ بان في هذين الجانبين ( الاينما ، والانيموس ) ما يمثل اعظم القوى الفعالة في حياة كل من الذكر والانثى ، فالاينما في الرجل هي التي تدفعه نحو البحث عن شريكه في الحب ، وهي تتساوى مع الجانب الانثوي في نفسه ، بينما الانيموس او جانب الذكر في المراة فهي تتوق الى ان تجد نفسها ( الذكرية) في الشخص الذي تحبه ، وهنالك راي اخرفي هذا الموضوع مؤداه ان الفرد يحمل في نفسه طوال حياته اتجاهاً جنسياً ثنائيا وليس فقط اثناء طفولته وحداثته ، وكل ما يمكن ان يحدث له اثناء عمليات نموه ونضوجه الجنسي هو فقط التخلي الجزئي عن بعض مظاهر جنسيته الثنائية وبالقدر الذي يتوافق مع ضرورات ومتطلبات العرف والتقاليد الاجتماعية. وبهذا فان عدم ظهور اتجاه جنسي ثنائي لا يعني بان الاتجاه غير موجود وانما يعني فقط بانه خفي او مكبوت ، وبان له ان يظهر بشكل ما فيما اذا تهيأت الظروف الملائمة لظهوره ، ومن الجلي بان هذه النظرية تفسر الكثير من الحالات الجنسية الثنائية والمثلية وغيرها من الانحرافات في الممارسة الجنسية والسلوك الجنسي.
ومع انه ليس لدينا حتى الان اي برهان قاطع من الناحية البايلوجية على وجود ثنائية الجنس ، الا ان عدم توفر ذلك لا ينفي امكانية وجود هذا الاساس في الادوار الاولى من تكوين الجنسين ، وبان الاتجاه بعد ذلك يتقرر تبعاً لمؤثرات هرمونية مبرمجة في وضائفها وهناك بعض الاتجاهات العلمية التي تؤيد الجنسية الثنائية عن طريق اخر ، وتتجه نحو التأكيد بان الجنسية الفعلية للجنسين في البداية هي جنسية الانثى ، وان التحول الذي يحدث بعد ذلك يأتي بسبب فعل الهرمونات ، فان كانت انثوية استمر الجنين في الاتجاه نحو الانثوية الجنسية ، وذا كانت الهرمونات الذكرية تتحول الى جنسية ذكرية ومهما كان الرأي النهائي في هذا الموضوع، فاننا لا نستطيع اغفال دافع الاتجاهات الجنسية الثنائية في حياة الكثيرين من الناس وبدرجات متفاوته من المشاركة . اذا لا بد لذلك من محاولة تفسير هذه الاتجاهات ويبدو ان افتراض الجنسية الثنائية بمضامين بايلوجية ونفسية واجتماعية فيه الكثير مما يعين على فهم الظواهر والممارسات الجنسية المختلفة والتي لا يمكن فهمها على اساس من الاستقطاب الكامل والقاطع للذكر والانثى .
وقد ذكر الدكتور علي كمال في كتابه النفس معرفاً الجنسية الثنائية قائلاً: وهي حمل صفات الذكورة والانوثة للجنس البشري الواحد ذكراً كان او انثى في طبيعة خلقته الادمية .
لقد نظر الناس الى هذه النظرية بشك وريبة وجزم بعضهم بعدم صحتها ولكننا من خلال هذا البحث سنثبت ان شاء الله تعالى صحتها من خلال القران الكريم واحاديث الرسول (ص) واهل بيته الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم .
1- قال تعالى(( يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)) . من خلال مناقشة هذه الايةالكريمة نقول ان النفس الواحدة اما ذكراً او انثى ، فان كان ذكر كيف خرج منها انثى ، وان كانت انثى كيف خرج منها ذكر ، ونحن نعلم ان النفس الواحدة الواردة في الاية الكريمة هو ادم (ع) . نستدل من هذه الاية ان حواء(ع) هي جزء من ادم وكلمة (من) تفيد للتبعيض والجزئية ، وقد وردت روايات بهذا المعنى حيث خلق الله سبحانه وتعالى حواء من ضلع ادم وفي رواية اخرى من ضلع اعوج ، وبالرغم من ضعف هذه الرواية لكننا نسلم بصحة المعنى الذي اشرنا اليه ، وان الذي يدل على هذا المعنى بشكل دقيق ما جاء عن ابي عبد الله (ع) :( خلقت حواء من فاضل طينة الضلع الايسر لأدم(ع) ) ، وهذا الحديث يوضح لنا نفس المعنى الذي اشارت اليه الاية سالفة الذكر وبذلك نستدل على ان الانسان يحمل صفات (الذكورة والانوثة ) في الجنس الواحد بعدما تكاثرت البشرية من خلال تزاوج ادم وحواء ، وحواء هي من ادم (ع) .
اذن فالجانب الايسر انثوي والجانب الايمن ذكري ،وكذلك الجانب الايمن يمثل القوة ،اما الايسريمثل الضعف ل،لان الرجل ليس كالانثى في طبيعة خلقته في جميع النواحي .
2- كانت هناك نظرية تقول بان الدماغ البشري مقسم الى قسمين (ايمن وايسر)،فالايمن مسؤل عن الجهة اليمنى للجسم والايسر مسؤل عن الجهة اليسرى للجسم ،ولكن بعد فترة من الزمن تطور العلم فاكتشف العكس حيث ان الجهة اليمنى للدماغ تحرك الجانب الايسر للجسم والجهة اليسرى من الدماغ تحرك الجانب الايمن للجسم ،وهنا نؤكد صحة هذا الاكتشاف بعدة امور :-
أ- ما ورد في كيفية غسل الجنابة فانه يبدا بغسل الرأس مستقلا مع الرقبة ،ثم الجانب الايمن ثم الجانب الايسرللجسم ،ولو كانت الجهة اليمنى للرأس تحرك الجانب الايمن للجسم والجهة اليسرى للرأس تحرك الجانب الايسر للجسم لآكتفينا بغسل الرأس على جانبيه فقط ،ولكن بسبب الاختلاف العكسي بين جهتي الرأس وجانبي الجسم اقتضى غسل الرأس مستقلا ومن ثم جانبي الجسم .وهذه اشارة الى ثنائية الجنس (اختلاف عكسي).
ب- ماورد في المأثور حول كيفية معرفة جنس الجنين ، اذا كان الثدي الايمن منتفخ فيكون الحمل ذكر ، اما اذا كان الثدي الايسر منتفخ فيكون الحمل انثى ومن جانب اخر ان خصية الرجل اذا كانت البيضة اليمنى منها منتفخه فيكون الانجاب ذكور اما اذا كانت اليسرى منتفخه فيكون الانجاب اناث.
وقد ورد في ( المناقب لابن شهر اشوب ) مما اجاب الامام الرضا(ع) بحضرة المأمون لصياح بن نصر الهندي وعمران الصابي عن مسائلتهما قال عمران: ما بال الرجل اذا كان مؤنثاً والمراة اذا كانت مذكره . قال الامام(ع): (ذلك ان المراة اذا حملت وصار الغلام منها في الرحم موضع الجارية كان مؤنثاً واذا صارت الجارية موضع الغلام كانت مذكر وذلك ان موضع الغلام في الرحم مما يلي ميامنها والجارية مما يلي مياسرها وربما ولدت المراة ولدين في بطن واحدة فان عظم ثدياها جميعا تحمل تؤامين وان عظم احد ثدييها كان ذلك دليلاً على انها تلد واحد ، الا انه اذا كان الثدي الايمن اعظم كان المولود ذكراً ، واذا كان الايسر اعظم كان المولود انثى ، واذا كانت حاملاً فضمر ثديها الايمن فانها تسقط غلاماً واذا ضمر ثديها الايسر فانها تسقط انثى واذا ضمرا ثدييها جميعاً تسقطهما جميعاً ) .
واليك اخي المؤمن هذه الروايه : عن معاوية بن ميسره بن شريح قال :حدثني ابي عبد الله بن معاوية عن ابيه ميسرة عن ابيه شريح قال ميسرة: تقدمت الى شريح ،فقالت : اني جئتك مخاصمة ،فقال لها: واين خصمك ، فقالت :انت خصمي ، فاخلى لها المجلس وقال لها تكلمي ،فقالت اني امراة لي احليل ولي فرج فقال :قد كان لامير المؤمنين(ع) في هذا قضية ، وسألها من حيث جاء البول؟ قالت : انه يجيء منهما جميعاً فقال لها من اين سبق البول؟ قالت ليس منهما شيء يسبق البول ، يجيئان في وقت واحد وينقطعان في وقت واحد ، فقال لها انك لتخبرينني بعجب ، فقالت : اخبرك بما هو اعجب من هذا ، تزوجني ابن عم لي واخدمني بخادمة فوطأتها فاولدتها وانما جئتك لما ولد لي لتفرق بيني وبين زوجي ، فقام من مجلس القضاء ودخل على امير المؤمنين علي(ع) فأخبره بما قالت المراة ،فامرها فادخلت وسألها كما قال القاضي، فقالت هو الذي اخبرك قال: فاحضر زوجها ابن عمها، فقال له امير المؤمنين(ع) اهذه امراتك وابنة عمك؟ قال نعم ،قال له علي (ع): قد علمت ما كان؟ قال نعم ، قد اخدمتها بخادمه فوطأتها فأولدتها ، قال(ع) : ثم وطأتها بعد ذلك؟ قال:نعم ، قال له علي(ع): لانت اجرأ من خاصي الاسد ، علي بدينار الخرجي ، وكان معدلاً وبأمرأتين فاتي بهم وقال لهم(ع) خذوا هذه المراة ان كانت امراة فادخلوها بيتاً والبسوها نقاباً ، وجردوها من ثيابها وعدوا اضلاع جنبيها ، ففعلوا ثم خرجوا اليه ،فقالوا له عدد الجنب الايمن اثنى عشر ضلعا والجنب الايسر احد عشر ضلعا ، فقال(ع) :الله اكبر أتوني بالحجام فأخذ من شعرها واعطاها رداءا وحذاءا والحقها بالرجال ، فقال الزوج يا امير المؤمنين امراتي وابنة عمي الحقتها بالرجال ، ممن اخذت هذه القضية؟ قال: اني ورثتها من ابي ادم(ع) وامي حواء خلقت من ضلع ادم ، وان اضلاع الرجال اقل من اضلاع النساء بضلع ، وعدة اضلاعئها اضلاع رجل ، وامر بهم فأخرجوا.
ونستدل بذلك على ( ثنائية الجنس) حيث ان الجانب الايسر انثوي والايمن ذكري .
ج- قال تعالى حكاية عن ابراهيم (ع) : (( فراغ عليهم ضرباً باليمين)) هذه اشارة واضحة الى ان جهة اليمين تمثل القوة ،واليسار تمثل الضعف كما ان اليمين تمثل الخشونة والرجولة فان اليسار تمثل العاطفة والشاعرية والتي تتجسد غالباً في المراة . ان كثير من المهارات التي تحتاج الى الوجدان والاحاسيس الشاعرية تجد معظم اصحابها ممن يستخدمون اليد اليسرى كالخطاطين والرسامين واصحاب الحرف الفنية والمهارات اليدوية ذات الطابع الفني .هذا من ناحية ومن ناحية اخرى قد ذكر في القلوب القاسية بشكل مذموم فقد قال تعالى:( فقست قلوبهم فهي كاحجارة او اشد قسوة ) ، وان القلوب هي مصدر العاطفة وهي في جهة اليسار والمراة تمثل اليسار وهذا ترابط وثيق بالتدليل على عاطفة المراة وشاعريتها ، واليمين هي تمثل القوة والشدة وبذلك فهي تدلل على الرجال .وقد اثبت العلم الحديث ان الاذن اليسرى اكثر ميول لسماع الموسيقى والغناء من الاذن اليمنى وكل ما يتصل بالوجدان والاحساس العاطفي هو للجهة اليسرى، وورد ايضا ان الشيطان يوسوس للانسان من الجهة اليسرى التي تمثل ضعف النفس ولذلك ورد ذكر اصحاب الشمال بشكل مذموم واصحاب اليمين بشكل ممدوح في القران الكريم . وقد جاء في المأثور اذا الانسان راى في منامه حلم سيء واستيقض مرعوباً فليتفل على الجهة اليسرى كون الشيطان يجيء من جهة اليسار ، وقد قال تعالى(( واجلب عليهم بخيلك ورجلك)) جاء في تفسيرها عن امير المؤمنين (ع) : خيلك هي النساء . وايضاً ان النساء حبائل ابليس .
نستنتج مما تقدم مايلي :
اولاً :- اثبات صحة نظرية (ثنائية الجنس) عند الانسان ونستدل كذلك على جميع اعضاء الجسم ومكوناته فيكون الايسر اضعف من الايمن بما فيها السمع والبصر وغيرهما وسوف يكتشف العلم هذه النظرية عاجلاً ام اجلاً.
ثانياً :- ان مسألة الخنثى هي (توازن) بين الشقين الايمن والايسر اي بين الذكري والانثوي وليس لأحدهما صفة غالبة على الاخر.
ثالثاً :- ان حالة الخشونة والرجولة عند النساء نتيجة طغيان جانب على اخر ، فالخنوثة طغيان الايسر على الايمن عند الرجال والرجولة عند النساء هي طغيان الايمن على الايسر، وسبب الشذوذ الجنسي يتمثل بهذه الفقرة حيث قلة الذكورة عند الرجال التي تمثل الجانب الايمن وقلة الانوثة عند النساء والتي تمثل الجانب الايسر فيحدث الشذوذ في السلوك والتصرف والطبيعة الجسمانية وان العين اليسرى شأنها شأن بقية اجزاء الجسم اليسرى في الضعف فانها تميل الى النظر الى الفساد اكثر من غيرها .
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
|
|
|
|
|