|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 60141
|
الإنتساب : Oct 2010
|
المشاركات : 189
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
لمــــاذا يسكت العراقيون .. !!!
بتاريخ : 06-02-2011 الساعة : 10:10 AM
لماذا يسكت العراقيون ؟
يستغرب المراقبون من امتناع العراقيين عن المطالبة بحقوقهم والاحتجاج على واقع الخدمات المزري والبطالة وتفشي الفساد، برغم الحراك الجماهيري الذي شهدته البلدان العربية، والذي شرع بالإطاحة برؤسائها، و كذلك برغم المسيرات المليونية التي قام بها العراقيون في أربعينية الإمام الحسين (ع) مشيا على الأقدام متحملين مخاطر الطريق و شتى الصعوبات.
من حق الناس أن تذهب للزيارة في المناسبات الدينية، ونخص منها زيارة الأربعين فذلك تعبير عن حريتهم وارتباطهم بتلك المشاعر، التي حرموا منها طيلة عقود، وذلك تقليد موجود لدى كثير من الشعوب، وان كنا ننتقد المبالغات غير المنطقية في بعض تلك الشعائر، وهذا موضوع آخر لسنا بصدد تناوله الآن، نقول، ان من حق الناس ان تفعل مثل ذلك، ولكن من حقهم ايضا، بل من واجبهم، ان يحتجوا على سوء أداء أجهزة الحكومة ويضغطوا عليها لتنفيذ واجباتها المناطة بمسؤوليها. على ابناء الشعب ان يخرجوا الى الشارع مطالبين بحقوقهم التي أهدرها المسؤولون السيئون طيلة الأعوام السبعة المنصرمة، اذ انهم لو تقاعسوا عن المطالبة بتلك الحقوق فانها لن تتحقق.
لقد ثار الإمام الحسين (ع) على الظلم وضد الحكام الفاسدين وعلينا ان نقتدي بثورته. لن نطالب الشعب بأن يخرج ليطيح بالحكومة، إذ قد يقول قائل، بأن الناس هم الذين انتخبوا المسؤولين الحاليين وعليهم ان يتحملوا مساوئهم، وان الحَكم هو صناديق الاقتراع، ولن نطالبهم بثورة عارمة تطيح بالحكومة، بل كل ما نرجوه منهم ان لا يسكتوا عن حقوقهم، وان ينظموا الاحتجاجات، وان يستغلوا حرية التعبير التي يتمتعون بها لدفع الحكومة الى الحل الفوري لمشكلاتهم المتفاقمة، فالقضية تتعلق بمصير الأجيال المقبلة، إذ ليس من المعقول ان يحرم المواطن العراقي من الكهرباء، ويعيش أبناؤه في الظلام ومن دون ماء ساخن، في الوقت الذي تتوفر تلك الخدمة حتى في دولة مثل الصومال التي تتناهبها الحروب ولم يستقر وضعها حتى الآن.
لقد كانت البطالة و الفساد وفشل الحكومات في إحداث التنمية المرجوة لشعوبها، من الأسباب الرئيسة، التي أدت الى ثورات تونس ومصر وغيرها من البلدان العربية، ونعتقد بأن تلك المساوىء تتواجد لدينا بأكثر مما تواجدت لدى تلك الدول، يضاف اليها الموت اليومي الذي يتعرض له المواطن بالتفجيرات وأعمال الاغتيال والتي لا يحدث مثيل لها في أي بلد آخر، والتي تعد دافعاً إضافيا للاحتجاج على هذا الانتهاك الفض للحياة البشرية، ومن اجل رفع الصوت ومطالبة الحكومة بضبط الامن وتحقيق السلام في البلد و الا فلا معنى لوجودها.
نطالب الناس برفع الصوت من اجل التغيير، فليس من النادر ان تسقط الحكومات بفعل موقف الشعب منها والاحتجاجات السلمية ضدها، ولقد رأينا ان اكثر من حكومة جديدة تشكلت في اليابان في غضون عام واحد اثر تقصير في الاداء او استقالة مسؤول بسبب فشله أو حتى انتحار مسؤول، علينا الإفادة من الامتيازات التي توفرها لنا حرية التعبير، وان نطالب بحل مشكلاتنا ابتداءً من تشغيل العاطلين والكهرباء، وليس انتهاءً بسوء الخدمات والفساد الذي يفرط بأموال البلد التي يفترض ان تخصص لشعبنا فذهبت الى جيوب اللصوص.
ومثلما ان النظام الديمقراطي الذي يسعى الجميع الى تطبيقه في العراق، يتيح للجماهير ممارسة شعائرها الدينية، فان عليها تفعيل روح المعارضة البناءة للمؤسسات القائمة إذا أخفقت في اداء مهماتها وهو ما حصل و يحصل لدينا في ظل الحكومات المتعاقبة، لأن السكوت عن الحقوق يؤدي الى تفاقم المشكلة.
فهل ان المحاصصة وتسييس الطقوس الدينية، هو الذي ادى الى لجم الشعب العراقي وسكوته عن حقوقه المهدورة .. وهل يستغل بعض رجال الدين حاجة الناس للتعبير عن مشاعرهم لتحقيق مآرب خاصة يسعون الى تنفيذها بغرض اسكات المواطن وجعله يعيش في دوامة المشكلات والأحزان؟.
انها تساؤلات تتعاظم مع كل يوم يمر ولا نشهد فيه تحسنا، فالكهرباء تسوء بدلا من ان تتطور، واكوام القمامة تتكاثر بصورة مقرفة والعاطلون لا يجدون أي منفذ يعيلون به عائلاتهم. تساؤلاتنا كثيرة ومبعثها هو ما عرف عن العراقيين من نزوعهم الدائم الى الحرية والتمرد وعدم الاستكانة الى الظلم. فهل تمكن السياسيون بعد ان اطمأنوا الى نيلهم الأصوات المطلوبة للحكم، من التحكم بحركة الناس واسكاتهم برغم واقع حالهم الذي أدى الى التدهور اليومي لمتطلبات حياتهم، وهل يتوجب على المواطن ان ينتظر اربعة اعوام اخرى في ظل هذا الفشل المريع للاجهزة الحكومية وحرمانه من ابسط متطلبات الحياة الاعتيادية، وهل يتحول العراقيون الى حقل من التجارب الفاشلة ابتدأت من الانظمة القمعية المتعاقبة، وصولا الى التغيير الكبير في عام 2003 الذي نفذته قوى خارجية لم تفلح في وضع العلاجات الملائمة لأوضاعنا حتى الآن.
ومن الجانب الآخر هل بمقدور الحكام ان يمنوا النفس في ان يبقوا طيلة السنوات الاربع المقبلة، برغم اخفاقهم الملحوظ وبرغم تراجع كثير منهم ممن طرحوا خطابات وطنية ابان الحملة الانتخابية ونالوا بتلك الشعارات اصوات الكثيرين، ثم تراجعوا عنها وما عادوا يتحدثون الآن عن تحقيق مطالب ناخبيهم.
وإزاء الوضع الكارثي الذي يمر به البلد والمواطن يحق لنا ان نتساءل: لماذا يسكت العراقيون؟!
|
|
|
|
|