إمام جمعة مدينة الصدر: الإمام الجواد(عليه السلام) استشهد في عمر الشباب فيكون حري
بتاريخ : 09-11-2010 الساعة : 09:42 AM
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مدينة الصدر بإمامة سماحة السيد حارث العذاري
وقد تحدث سماحته في الخطبة الأولى عن العهد الإلهي الوارد في قوله تعالى : (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ).
والذي عبر عنه بأنه: عهد لعبادة الله تعالى، وترك الشيطان، ومعرفة الصراط المستقيم.
ثم ربط سماحته هذه الآية الكريمة بآيتين أخريين من القران الكريم تشيران إلى اتجاهين طبيعيين فالأول هم الناقضون لهذا العهد والذين أشار إليهم الله تعالى بقوله (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
أما الاتجاه الثاني الذين صدّقوا بهذا العهد وامنوا به واليهم يشير تعالى في الذكر الحكيم حيث يقول: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
وأمام حقيقة هذا العهد هل هو لفظي أو غير لفظي فلا يعلمه إلا الله تعالى، وقد ورد عن المعصومين (عليهم السلام) أن هذا العهد هو التوحيد والولاية لهم سلام الله عليهم، وما هو المتبقي من هذا العهد في حياتنا الدنيا..؟ والجواب إن ما يمثل هذا العهد والإقرار به هو الفطرة الإنسانية.
أما الخطبة الشرعية الثانية فقد كرس فيها سماحة السيد العذاري الحديث عن استشهاد الإمام الجواد (عليه السلام) منتقدا ما تكتنف به حياة هذا الإمام الهمام العظيم من إهمال تاريخي، وانتقد كذلك هذه الظاهرة التي وصلت إلى حد أن الزائر إلى الكاظمية المقدسة حينما يسال عن وجهته يقول أنا ذاهب لزيارة الإمام الكاظم (عليه السلام)، متناسيا انه في هذه البقعة الطيبة المباركة دفن معصوم آخر وهو من هل البيت (عليهم السلام) ومن أولياء الأمور ومن الذين اختصهم الله تعالى بالولاية وهو تاسع أئمة الهدى (عليه السلام).
ثم ركز السيد العذاري في ما بقية من الخطبة المباركة على جوانب من سيرة إمامنا الجواد (عليه السلام) وختم سماحته الخطبة بإشارة لطيفة وهي أن الإمام الجواد(عليه السلام) استشهد في عمر الشباب وعمر الورود فيكون حريا بالشباب التأسي به، مع كونه (سلام الله) عليه قدوة وأسوة للكل إلا انه للشباب اقرب بلحاظ عمره الشريف ومن هنا وجّه سماحته رسالة خاصة إلى شبابنا بالتحلي بخلق الإمام الجواد (عليه السلام) وترك المحرمات والموبقات من القمار والانحراف الجنسي والتشبه بالغرب ومغرياتها من أمور نهى عنها الشارع المقدس ونهت عنها الفطرة الإنسانية السليمة.