|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 56469
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 8,400
|
بمعدل : 1.62 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 22-10-2010 الساعة : 04:09 PM
ألا يكون ذلك حافزاً على تنبيه العقل، وإيقاظه من حجب الموروث، فكيف يكتفي كل إنسان بما ورث من المذاهب ثم يمني نفسه بالنجاة، ألا يحفز ذلك الإنسان على ضرورة البحث الجدي لمعرفة الفرقة الناجية التي بشر بها رسول الله (ص).
فهل هناك ضرورة إذاً للبحث في المذاهب لاختيار الطريق عن يقين دون تقليد؟ أم هل هو المصير المحتوم بمصير الآباء والأجداد …؟
</span>الصفحة 23 وما هو السبيل إذا لم يكن المصير محتوماً؟
السبيل هو الحقيقة الثالثة التي أعانتني في مواصلة الطريق وهي الانفتاح والحوار مع الجميع، فالإيمان بهذه الحقيقة يكشف ذلك الستار المضروب عن كل المصاعب التي صنعها الإيمان باللامعقول، ولذا كان الحوار سنة الله، فلا بد أن يكون هو الحاكم لنتمكن من فرز الحق عن الباطل والعلم عن اللا علم، ومن هنا نرفض كل الدعاوى القائمة على التحجر ونكران الآخر لا لشيء إلا لأنه هو الآخر، فإن كان الحوار شعاراً يتغنى به الجميع، فلماذا ينغلق صاحب كل مذهب على مذهبه؟ ولماذا لا يكون النقاش والحوار هو الثقافة السائدة بين كل مذاهب الإسلام؟ ألم يقل تعالى {قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين}
ولذا كان الحوار أول ركيزة منهجية أرتكز عليها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بداية من خلق آدم والحوار مع إبليس للسجود لسيدنا آدم قال تعالى {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين، فسجد الملائكة كلهم أجمعون، إلا إبليس أستكبر وكان من الكافرين، قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي، استكبرت أم كنت من العالين قال، أنا خير منه خلقتني من نار وخلقتني من طين، قال فأخرج منها فإنك رجيم}سورة ص، إلى عهد خاتم الأنبياء محمد (ص) الذي فتح باب الحوار مع المشركين وأهل الكتاب مع كونه يمثل الحق المطلق قال تعالى {إنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال …}
هذا هو منهج القرآن في التعامل مع الخصم فيجعل لهما كامل الحرية في الاستدلال والبرهنة، وهذا الأسلوب يقودنا </span>الصفحة 24 لاستعمال عقولنا المقفلة دائماً بحجة أن آباءنا على هذا المذهب قال تعالى {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤكم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون} سورة البقرة.
… داية الطريق
رسمت لي هذه الحقائق الثلاثة معالم الطريق، ولكنها لم تخرجني من تلك الحيرة فما زلت أتخبط بين الجبهة الإسلامية والوهابية والإرث الصوفي الذي درج عليه أغلبية المجتمع، إلى أن اكتشفت الحقيقة الرابعة وهي أن السودان لا يمثل كل الإرث الإسلامي فهناك مذاهب ومدارس لا عهد للسودانيين بها، بقدر ما كانت هذه الحقيقة بسيطة إلا أنها وسعت إطار البحث أمامي، وحينها تذكرت سلطنة عمان والإباضية فيها، فمن هم؟ وما هي عقيدتهم؟ لم أجد في الموروث السوداني أجابة عنها إلا أنهم هم الخوارج الذين حاربهم الإمام علي (ع) وندمت على تلك السنوات التي قضيتها بينهم ولم تمر على خاطري تلك الأستفهامات، وهكذا بدأت تطرق سمعي بعض التسميات، التكفير والهجرة، البلاغ والدعوة، الشيعة... فهل ياترى يسعفني العمر لمعرفة كل تلك المذاهب ومن ثم أختار الحق من بينها؟ سؤال شكل عندي يأساً وإحباطاً، فهذا بحر لا شاطئ له، حتى اكتشفت من فرط التأمل الحقيقة الخامسة وهي أن الخلاف بين كل المذاهب التي تنتسب إلى الإسلام بدأ من نقطة واحدة ثم اتسعت الزاوية حتى انفرجت لتشمل كل هذا التباين المذهبي، مما جعل البحث بينهم مستحيل، فكان التفكير السليم يقتضي بداية البحث من تلك النقطة حيث كان الخلاف محصوراً وبمعرفة ممثل الحق في تلك اللحظة يمكنني التدرج </span>الصفحة 25 معه إلى هذه اللحظة، فشكلت هذه الحقيقة حقيقة أخرى وهي إن الإسلام في زمن رسول الله (ص) كان ديناً واحداً من غير أي مفاهيم متباينة ولم يدب الخلاف في الأمة إلا بعد رحيل رسول الله (ص) إلى الرفيق الأعلى، فكانت هذه بداية فرط العقد فرسول الله (ص) كان سداً منيعاً أمام التفرقة والاختلاف، فخطر في بالي تصور عجيب..
لما لم يخلقنا الله تعالى في زمن الرسول (ص) لكي نلتف حوله ونضمن بذلك نجاتنا؟ ولم لم يجعل الله الرسول حياً يرزق إلى زمننا زمن الريب والشك لكي يسد الطريق أمام كل المرتابين؟ وإذا كان الموت هو القدر المحتوم حتى للرسل، فلما لم يجعل لنا الرسول وسيلة تكون لنا ضمانة من الاختلاف من بعده؟ هذه الإستفهامات الحائرة كانت هي الخطوات التي أوصلتني إلى درب الأمان، فتحول البحث من داخل المذاهب إلى تاريخ الإسلام ودراسة نشوء المذاهب، ولكن أحدثت هذه النقلة أزمة جديدة وهي اقتحام المقدس وحرمة نبش المقابر فتلك أمة قد سبقت لا نسأل عما فعلوا، فكان هذا أكبر حاجز وقف بيني وبين بداية البحث بعد أن عرفت بداية الطريق، فوقفت في ذلك الطريق أنظر هنا وهناك.. لعلي أجد من المارة من هو متجهاً إلى مقصودي فيشجعني لاقتحام ذلك التاريخ.
.. وطرق التشيع بابنا
وفي غمرة تلك الهواجس التي تتزاحم على خاطري كان في بيتنا ازدحاماً من نوع آخر، فقد بدأ الأهل بحزم أغراضهم بقصد السفر إلى قريتنا في شمال السودان، فهناك مناسبة زواج أبن عمي وفي تلك المناسبة تجتمع كل العائلة قادمة من كل </span>الصفحة 26
|
|
|
|
|